تنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل صيف هذا العام تزامنا مع شهر رمضان، ما قد يسبب ارباكاً لصناع الدراما في في مصر والعالم العربي، خصوصا أن مباربات كأس العالم في كرة القدم التي تنظم كل 4 سنوات تجذب طائفة كبيرة من الجمهور العربي وتعد الحدث الإعلامي الأول في العالم. وربما لم ينتبه كثر من المنتجين وأصحاب الفضائيات إلى أن الشركات الراعية عبر إعلاناتها، سيهتم عدد كبير منها بكأس العالم وتصفياته التي ستبدأ في 12 يونيو المقبل، ولن تحظى الدراما في موسمها إلا بالقليل. ولهذا قرر بعضهم الانسحاب من الموسم ووقف إنتاج بعض المسلسلات المهمة على رغم حملات الإعلانات التي نظمت للترويج لها في فترة سابقة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. فماذا يقول أهل الفن؟ وهل سيشكّل المونديال أزمة للموسم الدرامي؟ الفنان حسن يوسف يرى أن تزامن كأس العالم مع رمضان سيؤثر قطعاً على الدراما وحجم الإعلانات التي تتعامل مع موسمين في توقيت واحد. ويقول ل«الحياة»: «جرت العادة أن يكون رمضان موسم العام للعرض الأول للدراما التلفزيونية في مصر والعالم العربي، وللأسف القائمون على كأس العالم لا يستطيعون تأجيل المونديال، ونحن أيضاً لا نستطيع تأجيل موسمنا الرمضاني». ويضيف متهكماً أن حل هذه المشكلة يمكن الرجوع فيه إلى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، علّه يؤجّل الدورة! ويوضح يوسف أن المسلسلات الأكثر تضرراً ستكون تلك التي يتوافق ميعاد بثها مع توقيت عرض مباريات كأس العالم، لأن المعلنين سيكثفون إعلاناتهم في وقت عرض المباريات. ويعتقد يوسف أن المنتجين في مصر لم يلتفتوا إلى هذه الأزمة، ولم يخططوا لحلول بديلة، مؤكداً أن هذه المسألة ستؤثر في دفع المستحقات المالية للقنوات والنجوم أيضاً. جمهور السيدات ويستبعد المؤلف المصري مدحت العدل تأثر الموسم الدرامي في رمضان بكأس العالم، ويوضح أن الزحام الشديد الذي سيقع على عاتق المحطات العربية بسبب كأس العالم لن يتسبب في خسارة المنتجين، إذ إن 90 في المائة من جمهور الموسم الرمضاني، يتألف من السيدات المشاهدات في مصر والعالم العربي. ويتفق المنتج ممدوح شاهين، صاحب «شركة الريادة للإنتاج الفني»، مع العدل، ويرى أن الموسم الدرامي الرمضاني لن يتأثر بكأس العالم على الإطلاق. ويقول: «لا أتأثر كشركة إنتاج بالمونديال. فقط انتظرت وصول مصر الى التصفيات، ولكن بعد خروجها، أدركت أن الموسم يبقى كما كان عليه في الأعوام الماضية». ويعتقد أن هناك سببين يدفعان المنتجين في مصر إلى التفاؤل في هذا الموسم: «الأول أن معظم الشعب المصري لن يتابع إلا مباريات بعينها في البطولة. والثاني أن نصف الشعب المصري لديه مواقف معارضة لقناة «الجزيرة» التي ستعرض المباريات، وبالتالي فنصف المشاهدين لن يشاهدوا المباريات بسبب «الجزيرة»». في المقابل يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن الدراما العربية ستتأثر سلباً بقدوم كأس العالم في رمضان، متوقعاً إلغاء بعض المسلسلات التي سيتزامن عرضها مع وقت المباريات. ويقول الشناوي: «من البديهي أن تتجه غالبية الإعلانات التي تبلغ 60 في المئة من إجمالي العام كله، إلى كأس العالم لأن المعلن تهمه الكثافة الأكبر للمشاهدين، وبالتالي ستفتقد الدراما إعلانات كثيرة بسبب كأس العالم». مصر و«الجزيرة» ويرى الشناوي أن كأس العالم مرتبطة بلحظة زمنية من المؤكد أنها دفعت المعلن للعمل على دراسة جدوى لهذا الموسم، بالتالي فهو يعلم أين سيحصل على أكبر مقدار من مكاسبه. ويستبعد الشناوي عدم تأثر الموسم الدرامي اعتماداً على ان غالبية جمهور الدراما من السيدات، مؤكداً أن طائفة الشباب المتابعة للدراما كبيرة ومؤثرة، فضلاً عن أن العائلة غالباً ما تتابع المباريات في وقت واحد كما جرت العادة في الأسر المصرية. ولا يتفق الشناوي مع رأي المنتج ممدوح شاهين على أن نصف الشعب المصري لن يتابع «الجزيرة» على خلفية موقفها من مصر، مشيراً إلى أن قراءة الوطنية بهذا الشكل فيها تعسف كبير وبعيدة من الواقع، ويقول: «كثافة مشاهدة كأس العالم ستتحقق ب «الجزيرة» أو بغيرها، ولو اضطر الجمهور لفك شِفرات القنوات، فالمسألة ليست لها علاقة بالوطنية من أي وجه».