بعدما اعتقلت الفرقة الأمنية التابعة لمفوضية الشرطة بسوق السبت خمسة أشخاص، متلبسين ببيع الدقيق المدعم في السوق الأسبوعي يوم 19 أكتوبر من السنة الماضية ، واحتجزت شاحنتين وسيارة من نوع فورد »ترانزيت تحمل ما يقارب ستة أطنان من الدقيق المدعم. وبعد متابعتهم بالمنسوب إليهم وبعدما تطرق الإعلام الوطني لهذا الموضوع ومعه جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ليوم 23 أكتوبر من السنة الماضية تحت عنوان الدقيق المدعم يباع « بالعلالي» في السوق الأسبوعي لسوق السبت، بدأت تخرج إلى الوجود شاحنات محملة بالأطنان تجوب مجموعة من الجماعات التابعة لإقليم الفقيه بن صالح لإيصال الدقيق المدعم إلى المواطن، لكن غير المستحسن في هذه العملية هو الطريقة العشوائية التي يتم الاشتغال بها. فبمجرد ما أن تصل الشاحنة إلى الدوار أو التكتل السكاني، تتجمهر وتتجمع حولها الساكنة فيبدأ التدافع والازدحام وحتى الوساطات و»التسمسير» من أجل الاستفادة من هذه المادة التي تعتبر المادة الأساسية للمواطن. فكل من شاهد هذه «الشوهة «تعود به الذاكرة إلى المناطق التي تمزقها الحروب أو المناطق المصابة بالكوارث الطبيعية . قد غابت كرامة المواطن وحضرت الإهانة من خلال هذا الأسلوب المذل الذي يشتغل به المشرفون على توزيع هذه المادة الأساسية، بل أعادنا إلى العهود الغابرة من تاريخ الإنسانية خصوصا في هذا الظرف الذي يدعي فيه الحزب الحاكم بأنه يقف إلى جانب الفقراء. ومن خلال كل هذا تناسلت للمتتبعين العديد من الأسئلة أبرزها: أين كانت تذهب هذه الأطنان التي بدأت تخرج إلى الوجود قبل اعتقال المتلبسين ؟ وهل من مسؤول ليضع حدا لهذه الإهانة التي يتعرض لها المواطن، ويعيد القطار إلى سكة الكرامة؟