في الأمس القريب كان لمدينة الرباط العاصمة مهرجانها الدولي الذي عمل على تأسيسه نخبة من المنتخبين الجماعيين المنتسبين للأحزاب الديمقراطية، كحاجة ثقافية ضرورية في تلك المرحلة، كان المهرجان يجمع مابين السينما والأدب والشعر والقصة والأغنية والمسرح، وفيما بعد عرف المهرجان تخصصا في السينما وأصبح مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، الذي تنظمه جمعية مهرجان الرباط للثقافة والفنون، وتولد أيضا عنه مهرجان موازين المختص في الموسيقى الذي تنظمه جمعية ثقافات المغرب، وها نحن اليوم أما مبادرة جديدة متخصصة في نشر الكتاب وتدويله والتشجيع على القراءة عبر تنظيم الدورة الأولى للمعرض الدولي للكتاب بالرباط. شيء جميل أن يصبح للثقافة اهتمام كبير وتخصص في عدد من المجلات في شكل مواعيد دولية للثقافة والفن تليق بها كعاصمة للمغرب ولتشكل فضاءات يلتقي فيها فعاليات ومهتمين من جميع المناحي بشأن الثقافة لتبويئها المكانة اللائقة بها ولتكون مثار إشعاع دولي للبلاد ككل، وهذا ما يمكن تلمسه من خلال مبادرة انعقاد الدورة الأولى للمعرض الدولي للكتاب بالرباط الذي يمتد في الفترة المتراوحة ما بين 17 و 27 أبريل الجاري بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط. وفي زيارة لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» لأروقة هذا المهرجان، التقت رشيد جبوج الإطار السابق بوزارة الثقافة والمدير السابق لمعرض الكتاب الدولي بالدار البيضاء، والمدير الحالي للدورة الأولى لهذا المعرض بالرباط، فصرح للجريدة على أن الإقبال على القراءة واقتناء الكتاب لم يتم بالشعارات أو المتمنيات، بل بمبادرات فعالة تتوخى تقريب الكتاب من المواطنين، معتبرا في نفس الوقت أنه لم يكن مقتنعا أبدا بالخطاب الذي يروج مصطلحات من قبل أزمة للقراءة والعزوف عنها بفعل التكنولوجيات الحديثة، فليس هناك عزوفا ولن يكون إذا شجعنا على إنتاج كتاب يستجيب لاهتمامات وانتظارات الناس وخلقنا له وسائل الرواج والوصول المباشر إلى القارئ يقول جبوج. وأضاف في هذا الصدد على أن المعارض محفز كبير للمبدعين على الإنتاج الجيد وللناشرين لتصنيع هذا المنتوج وإخراجه للوجود في أشكال جذابة وحديثة، لهذا أرى أن إيقاف جميع خطابات الإحباط وترديد أن هناك أزمة قراءة سيتم من خلال خلق مبادرات شجاعة ومتحدية على رأسها تنظيم معارض دولية للكتاب وبمختلف جهات المملكة، فمن هنا تأتي فكرة تنظيم معرض الرباط الدولي للكتاب التي ستتلوها مبادرات أخرى من طرف شركة زهور للتظاهرات والتجارة. ويذكر على أن معرض الرباط الدولي للكتاب الذي ينظم ما بين 17 و27 أبريل بالمركب الرياضي مولاي عبد الله تشارك فيه ما يفوق 80 دار للنشر ومكتبة من المغرب ودول عربية وأجنبية يصل عددها إلى 11 دولة، وأوضح جبوج في هذا السياق على انه تمت مراعاة في هذه الدورة بالدرجة الأولى خلق فرصة لبيع الكتاب قبل التفكير في تنظيم فعاليات ثقافية موازية التي سنعمل جادين في الدورات القادمة على تنظيمها بدعم من اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر وباقي الجمعيات الثقافية المغربية بالإضافة إلى كل الجهات التي يهمها أمر الكتاب، وعل مستوى المضمون تمت مراعاة بالدرجة الأولى كذلك توجه المغرب إلى الإيمان بالتعدد خاصة في المجال التعدد الفكري و الإبداعي. وبخصوص الصعوبات التي واجهت منظمي المعرض، أشار مدير المعرض على أنه ككل الدورات الأولى لمختلف التظاهرات تطرح عدة عراقيل تنبني بالأساس على عدم تفهم جهات ما لطبيعة الحدث ولدواع تنظيمه، فضل عدم الكشف عن هذه الجهات المعرقلة وعلى نوعية هذه المشاكل والعراقيل وطبيعتها. وعبر جبوج بنفس المناسبة للجريدة على أن لديه طموح لإقامة معارض جهوية في كل جهات المملكة التي لها حاجياتها وخصوصيات سكانها واهتماماتهم الخاصة ورغباتهم، فلا يمكن القبول بما أسماه جبوج مركزة الفعل الثقافي في منطقة واحدة اعتدنا منذ سنوات طويلة على أن نرى كل الأنشطة الثقافية والفنية والمعارض تقتصر عليها، ولهذا نزولا عند حاجة جهات المغرب ورغبة بالوصول للفعل الثقافي إلى أكبر عدد من المواطنين يرى جبوج أن معارض الكتاب التي تعتبر واجهة واجهة كبيرة لإيصال الخطاب الثقافي والإبداعي يجب أن لا ينحصر على منطقة واحدة أو منطقتين، وهذا ما دفعنا لوضع برنامج ننطلق اليوم في تنفيذه يتضمن إقامة معرض دولي في كل جهة من جهات المملكة وفي القريب سيتم الإعلان عن الموعد القادم ومكان انعقاده. وجدير بالذكر أن معرض الرباط الدولي للكتاب يقام بمبادرة من شركة زهور للتظاهرات والتجارة التي تضع من اهتماماتها الأولى تنظيم تظاهرات ثقافية وفي مقدمتها ما يتعلق بالتحفيز على القراءة ورواج الكتاب بمشاركة شركة بروتيك برنت التي تتكفل بالجانب اللوجيستيكي، ودعم المعرض كذلك شركة فية ايكسبو.