تسعى شركات الانترنت الكبيرة في أنحاء العالم إلى سد الثغرة الأمنية الخطيرة المتمثلة بفيروس "نزيف القلب" الذي يتيح سرقة البيانات المهمة ومفاتيح التشفير، ويعد الفيروس خطيرا لكونه بقي مجهولا على مدى عامين. سارعت شركات الانترنت في انحاء العالم إلى سد ثغرة أمنية خطيرة في تكنولوجيا التشفير، تُبقي المواقع الالكترونية في العالم مكشوفة لسرقة بيانات كان يُعتقد انها مشفرة. وتشمل هذه البيانات البطاقات الائتمانية وكلمات المرور والاتصالات الخاصة التي يجعلها الفيروس "كتابا مفتوحا للمجرمين" ، كما قال أحد الخبراء. وكان باحثون من شركة غوغل وشركة فنلندية صغيرة لأمن الانترنت، اكتشفوا ما يُسمى بفيروس "نزيف القلب" Heartbleed قائلين إنه من اخطر الثغرات الأمنية التي تمكنوا من اكتشافها حتى الآن، لأنه ظل مجهولًا طيلة أكثر من عامين. قدرات الفيروس ويتيح الفيروس "نزيف القلب" للقراصنة الالكترونيين ان يقرأوا ذاكرة الخوادم التي تستخدم نسخًا ذات أدوات تشفير ضعيفة من برمجية المصدر المفتوح المعروفة باسم OpenSSL لسرقة البيانات ومفاتيح التشفير ومعلومات حساسة أخرى دون ان يتركوا أي اثر وراءهم. ويعني هذا أن أي معلومات أُرسلت عبر الشبكة خلال العامين الماضيين كانت معرضة للسرقة. ولا يُعرف حجم استخدام الفيروس، وإلى أي مدى ذهب القراصنة الإلكترونيون في استغلال الثغرات الأمنية التي يفتحها. ولكن الخبراء ينصحون المستخدمين بتغيير كلمات مرورهم. وقالت شركة كودنوميكون Codenomicon الفنلندية لأمن الكومبيوتر التي اكتشف باحثوها الفيروس مع باحثين من غوغل "إن هذا الفيروس ترك كمية كبيرة من المفاتيح الخاصة والأسرار الأخرى مكشوفة لمستخدمي الانترنت. وبسبب طول الفترة التي ظلت فيها هذه الأسرار مكشوفة وسهولة الاستغلال والهجوم بلا أثر، فإن هذا الإنكشاف يجب أن يؤخذ على محمل الجد". اختبارات وأكدت الشركة على موقع الكتروني خاص بالفيروس أن باحثيها اختبروا بعض خدماتها هي "من منظور المهاجم، فهاجمنا أنفسنا من الخارج دون ان نترك أي أثر. ومن دون استخدام أي معلومات خاصة كنا قادرين على ان نسرق من أنفسنا مفاتيح أساسية واسماء مستخدمين ورسائل فورية ورسائل من البريد الالكتروني ووثائق تجارية واتصالات حساسة". ونصحت وزارة الأمن الداخلي في الولاياتالمتحدة الشركات بفحص خوادمها للتأكد مما إذا كانت تستخدم نسخًا ضعيفة من برمجية OpenSSL وسارعت شركات الانترنت الكبرى، مثل غوغل وفايسبوك وياهو وامازون إلى استخدام التحديثات الأمنية المتاحة لمعالجة الثغرة الأمنية بسبب "نزيف القلب". خطوات تقليدية تحمي وأشارت الشركة الفنلندية إلى المفارقة المتمثلة في أن عددًا كبيرًا من المواقع الاستهلاكية لم تتأثر بالفيروس، لأنها استخدمت معدات وبرمجيات تقليدية في حين أن المواقع التي استخدمت أحدث أدوات التشفير وأفضلها ستكون الأشد تضررًا. ولكن كريس اينغ نائب رئيس قسم الأبحاث في شركة فيراكود لأمن البرمجيات قال إنه من الضروري أن تتحرك مئات آلاف الخوادم الخاصة بالشبكة والبريد الالكتروني لمعالجة الثغرة الأمنية بأسرع وقت لحمايتها من هجمات قراصنة سيتحركون بسرعة لاستغلال الثغرة التي اصبحت الآن معروفة للجمهور. الثغرة وقالت خدمة تامبلر للمدونات على موقع ياهو "إن ايقونة القفل الصغيرة التي وضعنا كلنا ثقتنا بها لحفظ كلمات مرورنا ورسائلنا الالكترونية الخاصة وبطاقاتنا الائتمانية في مأمن، كانت في الواقع تضع كل هذه المعلومات الخاصة في متناول كل من يعرف كيف يستغل الثغرة". ودعت الخدمة إلى تغيير كلمات المرور في كل مكان، وخاصة البريد الالكتروني وحفظ الملفات والصيرفة الالكترونية التي ربما استهدفها الفيروس. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الخبير الأمني بروس شناير وصفه آثار الفيروس "نزيف القلب" بالكارثة. وقالت شركة تور بورجيكت لانتاج البرمجيات الأمنية إنها تنصح من يحتاج إلى الخصوصية او إبقاء هويته مجهولة بالابتعاد عن الانترنت تمامًا لبضعة ايام إلى ان ينجلي الموقف.