بيدهن يصنعن الجمال ويبعثن الرونق في جمود الأشياء وجمادها, بيدهن يعلن أسرا تعددت فيها المطالب, وبيدهن فقط يثبتن كل يوم أن المرأة قادرة على العطاء رغم شح المنابع وانعدام المصادر,يدرن عجلة الاقتصاد بإمكانياتهن الخاصة, وبأمل أن يتم الاعتراف بهذا المجهود اليدوي الذي ينهل من عراقة تقاليدنا المغربية. احتفاء بهن وبمجهوداتهن, نظمت غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدارالبيضاء الكبرى, بمناسبة اليوم العالمي للمرأة, تظاهرة كبرى استغرقت أسبوعا كاملا , نظمتها لجنة «المرأة الصانعة» بمجمع الصناعة التقليدية ,احتفاء بعطاء ومهارة الصانعة التقليدية ودورها في التنمية الاقتصادية ومحافظتها على التراث المغربي. رئيسة لجنة المرأة الصانعة بغرفة الصناعة التقليدية, رشيدة علالي, التي تحرص على ترسيخ تقليد هذا المعرض الذي يشهد هذه السنة دورته الثامنة, توضح أن الغاية من تنظيمه هو إثبات تواجد الصانعة التقليدية في الساحة المغربية وإبراز إمكانياتها الإبداعية ومهاراتها التقنية رغم قلة الإمكانيات المادية وانعدام الدعم ومشاكل التسويق وانعدام مجالات العرض وندرة المعارض. لهذا نحرص , تقول رئيسة اللجنة, أن يقام هذا المعرض بالموازاة مع عيد المرأة احتفاء بها وتكريما لها واعترافا بالمجهود الذي تبذله من أجل تحسين وضعها الاجتماعي وإبراز طاقاتها الابداعية وحفاظها على التراث المغربي الأصيل وتطويره, وكذا تمكينها من فرصة عرض منتوجاتها , واكتساب خبرات جديد ة من خلال الاحتكاك بباقي المهارات النسائية المشاركة والاستفادة من برنامجنا الحافل بالعروض التي يقدمها خبراء في مجال كيفية التسويق و الاستفادة من القروض والترويج للمنتوج وغير ذلك من المهارات التي تنقص النساء في هذا المجال والذي يعد عائقا كبيرا في عملية التنمية الاقتصادية التي تسعى إليها. المعرض الذي يحتضن حرفيات البيضاء ومن ربات البيوت, فرد جناحيه أيضا ليضم نساء الجنوب , تمثلن في جمعيتين من كلميم وتزنيت في إشارة من رئيسة اللجنة للمكانة التي تحظى بها أقاليم الجنوب . التظاهرة التي دامت من 7 إلى 16 مارس 2014 لم تقتصر على عرض المنتجات الفنية الإنتاجية للحرفيات, بل عرف برنامجا حافلا من الأنشطة,شاركت فيه كل من وكالة التنمية الاجتماعية ADS وجمعية كازا مبادرة ومركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى والتضامنية ومندوبية مكتب التعاون الدارالبيضاء , افتتحت بندوة أطرها مجموعة من الأساتذة وتضمنت محاور «المرأة والمحافظة على التراث المغربي» «دور المرأة الحرفية في التنمية الاقتصادية و»تعاونيات الصناعة التقليدية والتنمية « و»المرأة الحرفية والاقتصاد التضامني- المرأة الحرفية نموذجا»وشهد يوم الثلاثاء 11 مارس حصة تكوينية لفائدة المشاركات في معرض المنتجات التقليدية في مجال التدبير المالي, قدمه يوسف الرامي مدير مركز محمد السادس لدعم قروض الدعم الصغرى والتضامنية تحت عنوان «المرأة والتمويل الأصغر» وشهد يوم الأربعاء ورشات عمل تحت عنوان «الادماج الاجتماعي للنساء عبرالاقتصاد» الأنشطة المدرة للدخل والإدماج الاقتصادي للنساء ودعم الوكالة لها,كما قدم ممثل مكتب تنمية التعاون عرضا حول موضوع «التعاونيات النسائية الحرفية : رافعة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني» أما يوم الخميس, فكان موعد الصانعات التقليديات مع حفل تكريم بعض الحرفيات , تشجيعا لهن واعترافا بمجهوداتهن وإبداعاتهن اليدوية. وتجدر الإشارة إلى أن حفل افتتاح هذا المعرض الذي تنظمه لجنة المرأة الصانعة للمرة الثامنة على التوالي و الذي يتزامن مع الاحتفال العالمي بعيد المرأة, حضر افتتاحه كل من رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدارالبيضاء الكبرى و الباشا والمسؤول عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشخصيات أخرى , تكريما ليد الصانعة التقليدية التي تبدع وتنتج بإمكانياتها الخاصة والمحدودة من أجل أن يعيش هذا الموروث التقليدي الذي يؤرخ لذاكرة وحضارة المغاربة وتحميه من الاندثار أمام الزحف القوي لعولمة السوق واستهلاك المنتوج المصنع, وهو الأمر الذي سيؤدي قطعا إلى القضاء على هذا الإبداع إذا لم تتكاثف الجهود , تقول رشيدة علالي, من أجل النهوض بهذا المجال ومساعدة الصانعة التقليدية ودعمها وفتح مجالات العرض أمامها ,بتخصيص فضاءات خاصة دائمة لعرض منتوجاتها اليدوية , كي تتمكن هؤلاء النسوة من تسويق منتوجاتهن , خاصة وأن أغلبهن ربات بيوت يشتغلن في منازلهن وفرص الترويج لإبداعاتهن محدودة جدا.