تعقد المركزيات النقابية الثلاث: الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل صباح يومه الثلاثاء، ندوة صحافية لشرح حيثيات قرار تنظيم مسيرة عمالية يوم 6 أبريل 2014. القرار المشترك يأتي ضد التجاهل الحكومي على المذكرة المطلبية المشتركة التي رفعتها هذه النقابات إلى رئيس الحكومة، دون أن تفتح حكومة بنكيران أي حوار مع هذه النقابات. وعن الأسباب التي أدت إلى هذه الخطوة النضالية، أكد عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لجريدة »الاتحاد الاشتراكي« ،أن قرار تنظيم المسيرة يأتي بعد أكثر من شهر ونصف على رفع المذكرة المطلبية المشتركة إلى رئاسة الحكومة. ويضيف العزوزي أن رئيس الحكومة في جوابه أكد أن الحكومة منكبة على دراسة كل القضايا المطروحة في هذه المذكرة. وأكد رئيس الحكومة أنه سيدعو النقابات الثلاث إلى الحوار، لكن رغم مرور هذه المدة، ليست هناك أية إشارة عملية في هذا الاتجاه. وأوضح العزوزي أن «علينا ضغوطات من قواعدنا ومن تنظيماتنا الأفقية والعمودية. لذلك كان لابد من اتخاذ هذه الخطوة الأولى، في إطار برنامج نضالي للدفاع عن مطالب الطبقة العاملة. وسجل عبد الرحمان العزوزي اللامبالاة من طرف الحكومة وتجاهلها، واعتبر أن هذه المسيرة تأتي في إطار الدفاع عن الحقوق والمطالب العمالية. من جانبه، صرح فاروق شهير القيادي في الاتحاد المغربي للشغل أن المسيرة العمالية ل 6 أبريل 2014 بالدار البيضاء «تأتي كرد فعل على التسويف والمماطلة التي تقوم بها الحكومة. وقد سبق أن وجهنا مذكرة مطلبية مشتركة إلى رئاسة الحكومة، وانتظرنا فتح حوار مسؤول وجاد، لكن لحد الساعة لم نتلق أية دعوة في هذا الباب. والمسيرة العمالية هي تعبير عن القلق والغضب الذي تشعر به الطبقة العاملة، وهي أيضاً رفض لسياسة التسويف والتراجعات عن المكاسب، وضرب القدرة الشرائية لعموم الطبقة العاملة وضداً على القرارات الانفرادية للحكومة الحالية. علال بلعربي القيادي في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أوضح في تصريح للجريدة أن الدعوة إلى المسيرة العمالية هي تعبير عن استياء الطبقة العاملة تجاه لامبالاة الحكومة، وتعاملها اللامسوؤل مع مطالب الطبقة العاملة وعموم الأجراء. واعتبر أننا اليوم أمام حكومة بدون رؤية وتصور لمعالجة القضايا الكبرى للمغرب، كما اتهمها بأنها تفتقد للقدرة على الإنصات والحوار الذي هو ثقافة ديمقراطية. ويضيف علال بلعربي أن المركزيات النقابية الثلاث رفعت مذكرة مشتركة إلى رئاسة الحكومة، لكن لم نلمس الجدية والمسؤولية لديها، حيث تعاملت مع هذه المركزيات بالتعالي وبنزعة فردانية، كما اتهم الحكومة بالارتباك وأنها تراهن على ربح الوقت وهي أساليب، كما يرى بلعربي، مرفوضة. وأكد أن المسيرة هي احتجاج ومجابهة لسياسات فرض الأمر الواقع والاستخفاف بالحركة النقابية بالمغرب، معتبراً أن كل من يحاول إضعاف الحركة النقابية والتنظيمات السياسية بشكل واع أو غير واع، فإنه يساهم في إضعاف الدولة. فقوة هذا الأخير من قوة أحزابه السياسية ومركزياته النقابية. واتهم بلعربي الحكومة بعدم إدراكها لطبيعة الظرفية التي يعيشها المغرب في سياق المتغيرات العربية والتحولات الدولية، موضحا أنه حينما نعيش أزمة من هذا النوع، فالأمر يفرض اعتماد الحوار، لكن الحكومة غير واعية بما تفعله.