استضاف المعهد الموسيقي بالعرائش، مساء يوم السبت 15 مارس 2014، ثلة من المبدعين والإعلاميين والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي، الذين قدموا من مدن مختلفة للاحتفاء بالمجموعة السردية «ذات العوالم الممكنة» للقاص المصطفى سكم، في حفل إبداعي، فني، نظمه «الراصد الوطني للنشر والقراءة» بتنسيق مع «الملحقة الإقليمية لوزارة الثقافة بالعرائش». وقد افتتح هذا الحفل بلقاء تواصلي مع مبدعي العرائش بمشاركة الأساتذة: فاطمة الزهراء المرابط (الكاتب الوطني)، رشيد شباري (نائب الكاتب الوطني)، عبد القادر الدحمني (مدير مرصد النشر والتوزيع)، بحيث تحدث أعضاء المكتب الوطني عن دواعي تأسيس «رونق المغرب» والأهداف التي يسعى إليها، وكذا قراءة في حصيلة الأنشطة التي نفذها منذ تأسيسه في يناير 2013، والتي جمعت بين الاحتفاء والتعريف بالكتاب واكتشاف الأقلام الشابة من خلال الورشات القصصية واللقاءات المفتوحة الموجهة للتلاميذ. كما تمت الإشارة إلى آفاق «رونق المغرب» ومشاريعه الثقافية والإبداعية، وقد شكل النقاش مع الحضور إضافة نوعية وغنية بالأفكار والتساؤلات حول تجربة «رونق المغرب»، الذي يصر دائما على مواصلة الرحلة في مسالك النشر والقراءة غير المعبدة، المليئة بالحفر والمنعرجات، بعزيمة لا تهزها رياح التهميش، ولا توقفها العقبات المادية والموضوعية. وانطلقت فعاليات حفل تقديم وتوقيع المجموعة السردية «ذات العوالم الممكنة» للقاص المصطفى سكم، بكلمة الأستاذ العربي المصباحي (مندوب الملحقة الإقليمية لوزارة الثقافة بالعرائش) وكلمة الشاعرة خديجة كراكي باسم رونق المغرب، قبل أن يعطي الشاعر خليل الوافي (المسير) الكلمة للقاصة السعدية باحدة (الدارالبيضاء) التي تحدثت في ورقتها المعنونة ب «السفر بين السردي والفلسفي في «ذات العوالم الممكنة»»، عن المجموعة باعتبارها إضافة قوية وذات قيمة عالية في مجال القصة القصيرة جدا، لم تزخر به من خصائص دلالية ومقومات جمالية تتجلى في التجريب، لأن النصوص جابت عوالم معرفية كثيرة وزاخرة بحمولة ثقافية من خلال خطاب فلسفي، أسطوري، تاريخي، بلباس القصصية والشاعرية السردية محدثة مفارقات رامزة خالقة الادهاش والتوتر الدرامي للشخصيات والحدث، وهذا التوتر استدعته المأساة الاجتماعية وتراجيديا الانسان المعاصر، في حين كشفت ورقة الأستاذ محمد مرزاق (العرائش) المعنونة ب «السرد بين الشعرية والفلسفة في ذات العوالم الممكنة»» عن الآليات السردية بالمجموعة من خلال رصده للحساسية القصصية بين التقليد والتحديث، وذلك من خلال توظيفه لبعض النماذج النصية داخل المجموعة، كما كشف عن العلاقة بين السردي والفلسفي وكيف استطاع السرد أن يحيل الفلسفة ليجعلها مندغمة لا على المستوى الدلالي فقط، وإنما أيضا على المستوى التكثيفي والصياغة الفنية، ليخلص إلى أن المجموعة من خلال مناغاتها للشعرية الحداثية من جهة وانصهار البعد الفلسفي فيه من جهة ثانية مكنه من التفرد والتميز. وبعد الاستماع إلى الورقات التقديمية للمجموعة فتح النقاش في وجه ثلة من المهتمين الذين أثثوا فضاء المعهد الموسيقي بالعرائش. واختتمت الجلسة التقديمية بكلمة القاص المصطفى سكم، شكر فيها «الراصد الوطني للنشر والقراءة»، وكل المبدعين والمهتمين الذين ساهموا في هذا الاحتفاء الإبداعي، كما شكر الأساتذة الذين ساهموا في الجلسة التقديمية بقراءاتهم الرصينة ومقالاتهم الحصيفة، وحيى الحضور البهي، ثم انطلقت القراءات القصصية بمشاركة: المصطفى سكم (العرائش)، عبد الرحيم التدلاوي (مكناس)، وإن كان الروائي عبد القادر الدحمني قد أعلن عن اختتام فعاليات الحفل فإن عشاق الكلمة كانوا على موعد مع أمسية إبداعية بمنزل المحتفى به امتد للساعات الأولى من الصباح، بحيث شهد عدة قراءات شعرية وزجلية وقصصية بمشاركة: خديجة الأزهري، خليل الوافي، خديجة كراكي، حميد يعقوبي، عبد السلام السلطاني، علي بنساعود، فاطمة الزهراء المرابط، المصطفى سكم، محمد مرزاق، كما شهدت الأمسية نقاشا مميزا حول مستجدات المشهد الثقافي ووضعية الكتاب المغربي.