اختار إمام مسجد «التوبة» بطنجة، قبل أيام من تخليد اليوم العالمي للمرأة، أحسن ما في جعبته من «ألفاظ سيئة» وأقذر ما تعلم من «نعوت قبيحة» للاحتفاء بالمرأة المغربية وصلت إلى حد «تكفير» الاعلامية نسيمة الحر، مقدمة برنامج «الخيط الأبيض». ما تفوه به هذا الخطيب، الذي كان يصيح في الجموع التي قدمت الخميس الماضي بين صلاتي المغرب والعشاء لحضور درسه الديني، من عبارات «السب والقذف» في حق الاعلامية نسيمة الحر، مقدمة برنامج «الخيط الأبيض» على القناة الثانية، وصل صداه إلى ليس إلى المارة والباعة المحاذين للمسجد بحي بني مكادة، بل إلى القناة الثانية ذاتها لنبرته «التكفيرية». انتفض مستخدمو القناة التلفزية الثانية «دوزيم» على الأوصاف التي لا يمكنها إلا تكون «ضارة» و«مؤذية» بشخصية بحجم الاعلامية نسيمة الحر، سواء في شقها المهني أو الشخصي. فلم يتوان الخطيب في التبرؤ من مقدمة برنامج «الخيط الأبيض» بعدما نعتها ب«كتلة حرام»، والقول أنها «كتكمي وكتسكر»، الأمر الذي حشد لصالحها دعم مستخدمي القناة التلفزية الثانية «دوزيم»، الذين أعربوا في بيان لهم عممته أول أمس الثلاثاء وكالة المغرب العربي للأنباء، «عن إدانتهم الشديدة ل«عبارات السب والقذف» التي جاءت على لسان خطيب «التوبة». مستخدمو القناة التلفزية الثانية د«وزيم» ،الموقعون على هذا البيان، أدانوا في الآن ذاته «سلوك الخطيب، الذي تعرض خلال درس ديني للإعلامية نسيمة الحر بعبارات سب وقذف تتهمها ب«الانحلال الخلقي» التي تمس بشخص وكرامة نسيمة الحر»، مؤكدين «تضامنهم المطلق» مع مقدمة برنامج «الخيط الأبيض». وطالب مستخدمو القناة الثانية دوزيم ، «أمام خطورة هذه الاتهامات الصادرة عن شخص يستغل منبر المسجد لترويج الاتهامات وانتهاك حرمة الأشخاص.. الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المعني بالأمر والتصدي لكل من يستغل منبر المسجد لأغراض أخرى غير الأهداف النبيلة المسطرة لبيوت الله». ويذكر أنه قبل عقد من الزمن تعرضت الاعلامية نسيمة الحر، التي كانت تقدم حينها برنامج «"لكم الكلمة»" على القناة الثانية، لهجوم من قبل ثلاثة مقنعين مسلحين بسيوف، هددوها بالقتل إذا لم تتحجب، وعبر وقتها الجميع عن تضامنه مع مقدمة برنامج «لكم الكلمة»، منددين بأي عمل من قبيل التهديد بالقتل بهدف «إرهاب الصحافيين ورجال ونساء الإعلام». فذات مساء لم تتوقع نسيمة الحر، التي لا تخلو حياتها من المتاعب، إما على شكل شائعة مدمرة للسمعة أو تداول عبارات تتهمها «الانحلال الخلقي»، أبدا ما عاشته، ذات مساء في بيتها من رعب حقيقي حين فوجئت بأشخاص ملثمين مدججين بالسيوف، يطرقون باب منزلها ويحاولون إصابتها بدعوى أنها لا ترتدي الحجاب.