شيعت الدار لبيضاء، أول أمس في جو جنائزي مهيب الحاج علي المانوزي إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء. جنازة شعبية بامتياز حضرتها، كل أطياف المشهد السياسي المغربي، حيث حضر المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ،وفي مقدمته الكاتب الأول ادريس لشكر، وحضر رجال المقاومة وجيش التحرير والمركزيات النقابية، وكل مكونات الحركة اليسارية في المغرب، وأعضاء عائلة المانوزي بالإضافة إلى حشود من المواطنين والمواطنات الذين يعرفون نضال وقيم الراحل الحاج على الذي ظل وفيا لقيم المقاومة والفدا ءالتي تربت عليها أجيال النضال من أجل الاستقلال، حيث كان الراحل من رجالات المقاومة وجيش التحرير، ثم استمر مناضلا سياسيا ونقابيا ومربيا لأجيال من الشباب ، وظل وفيا لقناعاته، جاهرا برأيه متشبثاً، بقضية ابنه الحسين المانووزي المختطف مجهول المصير . ظل الحاج رحمه الله عاضا بنواجذه على ضرورة إعلان الحقيقة، حقيقة ابنه ، حيث ورغم تعب السنين ، كان يتواجد في كل المحطات النقابية والسياسية وفي مكان سعيا للبحث والنضال من أجل قضية الحسين، وهو الأمر الذي سيبقى رسالة مفتوحة إلى حين طي هذا الملف الذي نذر الراحل حياته له. وكانت الأسرة الصغيرة للراحل ألقت كلمة تأبين في مقبرة الشهداء رثت فيها الفقيد الكبير، وزفته الى جنات الخلد، مطمئنا ًبما أعطى وما قدم للإنسان المغربي من تضحيات جليلة. كما ألقى المقاوم الكبير محمد بنسعيد أيت يدر بالمناسبة كلمة ربط فيها بين الحاضر والماضي في علاقة المقاوم الحاج علي المانوزي، مشيدا بمناقبه وصدقه في القول والفعل وتحدث عنه مقاوما صلبا للاستعمار وعملاقا كبيراً ناضل من أجل الدولة الوطنية الحديثة وحقوقيا متمرسا، وسرد بنسعيد مسارا من الذكريات الخاصة عن الحاج، وقدرته على التحمل والمواجهة، وتحدت بنسعيد كصديق للعائلة عن المحنة التي عاشها الحاج علي بحثا عن الحقيقة في واحدة من الجرائم التي لم تطو بعد لأن الأسرة مازالت تنتظر الكشف عن الحقيقة وان لا مصالحة نهائية في ظل التعتيم المضروب لحد الساعة عن قضية المختطف الحسين المانوزي وتقدم في الأخير حشد من المعزين وبعد إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل، لتقديم التعازي إلى أبناء الفقيد وباقي أفراد الأسرة.