أعلن نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اعتزام إحداث بنية خاصة باستقبال المغاربة العائدين من مخيمات تندوف، التي يسيطر عليها انفصاليو جبهة البوليساريو جنوب غرب الجزائر. وأوضح بركة، في تصريحات تداولتها أول أمس وسائل الإعلام ، أن الصندوق المقترح في إطار التقرير الأخير للمجلس حول نموذج التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية، يهدف إلى «الشروع في توفير المواكبة النفسية لهؤلاء المغاربة العائدين وتحديد أسرهم وتقريبهم منها، وتوفير التكوين والمساعدة من أجل تمكينهم من الاندماج مهنيا». وأشار إلى أن من شأن هذه الإجراءات أن تتيح للعائدين ظروفا اجتماعية قد تنسيهم ما عانوا ويلاته في الأسر نتيجة تمسّكهم بالوحدة الترابية لبلدهم المغرب. كما ذكر بركة أن الصندوق المذكور سيستخدم أيضا في «إنجاز المساطر الإدارية وفي دراسة ملفات معادلة الشهادات، وفي نفس الوقت، تقديم مساهمة تخوّل لهم حقيقةً المشاركة في حياة المواطنة على مستوى الأقاليم الجنوبية». وحسب رئيس المجلس فإنّ المغاربة العائدين من مخيّمات تندوف سيحظون أيضا بمواكبة من خلال مساعدات اجتماعية لتشجيع اندماجهم في المجتمع. ومن جهة أخرى، أبرز أنّ الاتحاد العام لمقاولات المغرب يعتزم إنشاء تمثيلية جهوية على مستوى مجموع الجهات الثلاث لأقاليم الجنوب، مسجّلا أن انعقاد مجلسه الإداري بمدينة «العيون» يعكس انخراطه الكامل في تنفيذ نموذج التنمية الاقتصادية بهذه الأقاليم. وأشار بركة كذلك إلى مساهمة المجتمع المدني، الذي سيمكن حقيقة، من خلال تضافر جهود مختلف فاعليه، من تنفيذ النموذج التنموي المنشود. ومن جانبه، أكّد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرطو كارلوس أغوزينو، أن الأحداث التي شهدتها مؤخرا مخيمات تيندوف بالجنوب الغربي للجزائر، حيث يحتجز آلاف الصحراويين المغاربة، تعد دليلا على أن رياح «الربيع العربي» بدأت تهبّ على هذه المخيمات وتطرق أبواب قادة «البوليساريو». وأوضح الأكاديمي الأرجنتيني، في مقال له تداولته العديد من وسائل الإعلام المحلية، أنّ سكان مخيمات تيندوف أدركوا أنّ استمرار قادة الانفصاليين في رفضهم فتح حوارا مع المغرب على أساس مخطط الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء، المقترح من قبل المملكة سنة 2007، يعرقل أية إمكانية للتخفيف من معاناتهم ووضع حدّ لظروف عيشهم المأساوية في المخيمات. وأضاف كارلوس أغوزينو، الأستاذ بجامعة جون كينيدي ببوينوس أيرس، أنه بالرغم من القمع العنيف الممارس عليهم من طرف ميليشيات البوليساريو ومصالح الاستخبارات الجزائرية، بدأ محتجزو تندوف في الجهر باستيائهم، مشجّعين في ذلك بالتحوّلات الطارئة التي حصلت على إثر الثورات التي شهدها عدد من بلدان شمال إفريقيا.