تمكن الشريط السينمائي «الصوت الخفي» للمخرج كمال كمال من الفوز بالجائزة الكبرى للدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي اختتمت فعالياته مساء أول أمس السبت، بعدما حظى بإعجاب أعضاء لجنة التحكية وجمهور المهرجان الذي أثنى على الفيلم علي المستوى التقني والإخراج والأداء. كما توج، في ما يشبه المفاجأة، فيلم ىراي الظلمة»، الناطق بالحسانية، لأحمد بايدو، بجائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة التي ترأسها الباحث الجامعي عبد الله ساعف، من منطلق أن العديد من المتتبعين رأو فيه فيلما «خارج السياق السينمائي!!!!. وبعد تتويجه بجائزة لجنة أحسن ممثل في مهرجان سينما المؤلف بالرباط الأخير وبمهرجان دبي السينمائي (المهر العربي)، يتمكن مرة أخرى الممثل لحسن باديدة من الفوز بنفس الجائزة بمهرجان طنجة، وذلك عن دوره في فيلم "هم الكلاب" لهشام العسري ، بينما تقاسمت الممثلات مرجانة العلوي ولبنى أزبال ونادين لبكي بجائزة أحسن دور نسائي عن دورهن في «روك القصبة» لليلى المراكشي. وتوج الممثل سعيد مرسي بجائزة أحسن دور رجالي ثانوي في فيلم «وداعا كارمن» والممثلة فاطمة هراندي (راوية) بجائزة أحسن دور نسائي ثانوي في فيلم «فورماطاج». كما فاز فيلم «وداعا كارمن» لمحمد أمين بنعمراوي على جائزة العمل الأول. وعادت جائزة أحسن سيناريو للجيلالي فرحاتي عن فيلمه «سرير الأسرار» المقتبس عن رواية الكاتب المغربي للبشير الدامون. وتوزعت باقي الجوائز بين جائزة أحسن صورة لفيلم «سرير الأسرار» وأحسن موسيقى لكمال كمال في «الصوت الخفي»، الذي حاز أيضا جائزة أحسن صوت، بينما عادت جائزة التوضيب لفيلم "يما" لرشيد الوالي. وتنافس على جوائز الدورة 15 للمهرجان الوطني للفيلم 22 فيلما طويلا، عكست تجارب وأجيال سينمائية متعددة. وفي فئة الأفلام القصيرة، توج بالجائزة الكبرى "ريكلاج" لادريس القايدي وهشام الركراكي. وفاز بجائزة أحسن سيناريو فيلم "اليد الثالثة" لهشام اللادقي، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم التي ترأسها المنتج المغربي عبدو عشوبة، الى فيلم "بطاقة بريدية" لمحاسن الحشادي. ونوهت لجنة تحكيم الفيلم القصير بفيلم "خلاص" لعبد الإله زيرات و "كنيس" لرضى مصطفى. في هذا السياق صرح كمال كمال مخرج الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان "الصوت الخفي" بالمناسبة «أنه لم يكن يتوقع الحصول على جائزة بهذه القيمة، في ظل منافسة أفلام عالية الجودة.» كما أعرب عن ارتياحه للترحيب الذي قوبل به، سواء لدى المهنيين أو لدى شريحة واسعة من الجمهور، وهو منتهى حلم أي مبدع سينمائي. وأبدى المخرج امتنانه لطاقم العمل من التقنيين والممثلين، الذين اشتغلوا في ظروف بالغة الصعوبة. في فيلم "الصوت الخفي" ، يرفع كمال كمال تحديا جريئا، باختياره لقصة مركبة، متناسلة الأبعاد، تستنطق الواقعة التاريخية والأفق السياسي والتأمل الفكري الوجودي العميق في قضايا الإنسان في مواجهة الألم والحب والحرب وغيرها. حكاية في متن الحكاية. يرسي كمال كمال الذي كتب أيضا السيناريو، عتبة الوحدة السردية الأساسية التي تقع على الحدود المغربية الجزائرية أيام الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، بحكاية شيخ جزائري، حسن، (الممثل الجزائري خالد بنعيسى) يرويها كسيرة متأخرة لموسيقية شابة (جيهان كمال) تعرضت لاعتداء نجم عنه جرح مزدوج: ندوب على وجهها، وكسور صعبة الترميم في كمانها. ويتوازى انكباب الشيخ على ترميم الكمان قطعة قطعة مع نوافذ فلاش باك تعود الى ذروة حرب التحرير الجزائرية. وعلى خط موريس الحدودي، يحاول المغربي موسى (محمد بسطاوي) تهريب مجموعة جزائرية فارة من مطاردة السلطات الفرنسية الى داخل التراب المغربي، حسن كان هناك، يقود مجموعة من الصم والبكم قتلت فرنسيا دأب على اغتصاب فتاة من نزلاء الملجأ الذي كان يديره، إلى جانب آخرين، تحت قيادة سبايسي (محمد خيي)، المقاتل الذي يأتمر بأمر قواد الثورة.