أجرى وفد من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة الكاتب الأول إدريس لشكر مباحثات مع الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بنافار، شمال إسبانيا، روبرتو خيمينيث، أول أمس الاثنين وذلك في إطار زيارة له إلى أربعة أقاليم بشمال إسبانيا بدعوة من الحزب الاشتراكي الباسكي. وخلال هذا اللقاء، قال روبرتو خيمينيث، إن المغرب «حليف استراتيجي» لإسبانيا. وأضاف خيمينيث أن المغرب الذي يشهد تحولات كبيرة على جميع المستويات، يشكل «حليفا استراتيجيا» بالنسبة لإسبانيا بالنظر لاستقراره السياسي. وأشاد، بالمناسبة، بمناخ الاستقرار السياسي السائد في المغرب وسط منطقة عربية تتميز بتحولات لم تفض بعد إلى نتائج مرضية، مبرزا الاندماج الناجح للجالية المغربية المستقرة بنافار. وأشار المسؤول الإسباني، خلال هذا الاجتماع، إلى أهمية هذا اللقاء في إبراز واقع ودينامية السياسة الاقتصادية والاجتماعية والبرلمانية بالمغرب، مضيفا أن اللقاء سمح له بمعرفة أفضل للتنمية التي تعيشها المملكة. ودعا، في هذا الصدد، إلى مزيد من التعاون مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال الاتصالات المنتظمة، مشيرا إلى تقارب وجهات النظر بين الطرفين حول العديد من القضايا الوطنية والإقليمية. ومن جهته، قدم الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، عرضا حول الإصلاحات الديمقراطية والسياسية العميقة التي يشهدها المغرب بقيادة جلالة الملك والقوى السياسية الديمقراطية وبانخراط المجتمع المدني. وذكر لشكر أن اعتماد الدستور المغربي الجديد سنة 2011 ، شكل خطوة هامة في الطريق نحو ترسيخ المساواة بين الجنسين والتعددية الثقافية والهوياتية، وتكريس حقوق الإنسان والحريات. وأشار الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في السياق ذاته، إلى التعددية الحزبية والسياسية التي تميز المغرب، وهو ما يثري النقاش السياسي في المملكة بكل حرية ومسؤولية. وجدد لشكر والوفد المرافق له الذي يضم برلمانيين وأعضاء من المكتب السياسي، خلال هذا الاجتماع، موقف المغرب من قضية الصحراء، مذكرا بتقديم المملكة لمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية من أجل التوصل لحل سياسي لهذا النزاع المفتعل، وبوصف الأممالمتحدة للمخطط المغربي ب»الجاد وذي المصداقية». وأضاف وفد الاتحاد الاشتراكي أنه في الوقت الذي يبذل فيه المغرب جهودا جبارة لحل هذه القضية، تتمسك «البوليساريو»، المدعومة من الجزائر، بمواقفها المتحجرة والمتقادمة، محذرا من الوضع الإنساني المتردي وانتهاكات حقوق الإنسان للسكان المحتجزين بمخيمات تندوف. وتأتي زيارة وفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لنافارا بعد تلك التي كان قد قام بها أعضاء في الحزب الاشتراكي الإسباني، منتخبون في ثلاثة برلمانات إقليمية (بلاد الباسك، ونافارا، ولا ريوخا)، في يونيو الماضي للمغرب. وإضافة إلى نافارا سيزور الوفد بلاد الباسك ولا ريوخا وكانتابريا. ويمتد إقليم نافار على مساحة 10 آلاف و391 كلم، أي 2,2 في المائة من التراب الإسباني، ويبلغ تعداد ساكنته 644 ألفا و500 نسمة، ويمثله بالبرلمان الإسباني خمسة نواب وخمسة شيوخ، ويتمحور نشاطه الاقتصادي حول الزراعة والصناعة والخدمات.