طالب المكتب الوطني ل «الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ»، بتأجيل تطبيق مكون التقويم والامتحانات لمنظومة «مسار» واعتماد مقاربة تحسيسية قبلية اتجاه التلاميذ وأسرهم، اضافة الى إقرار برنامج للدعم التربوي خلال الدورة الثانية لفائدة التلاميذ الذين تضرروا من الاعتصام المفتوح لبعض الأساتذة. وكان المكتب قد اجتمع على مدى يومي الجمعة/ السبت 31 يناير و01 فبراير 2014، بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس، حيث توقف بقلق كبير أمام الاضطرابات التي تعرفها الثانويات المغربية بسبب تنزيل منظومة التدبير المدرسي الجديدة «مسار»، والأضرار التربوية التي خلفها الاعتصام المفتوح الذي تنفذه فئة من هيئة التدريس للمطالبة بالترقية المهنية، وكذا موضوع حرمان عدد كبير من التلاميذ المستحقين من منحة التعليم العالي، والتشويش الذي تمارسه بعض الأطراف حول لغة التدريس واستمرار الفراغ البيداغوجي وتقادم المناهج، إلى جانب تفاقم الخصاص في الموارد البشرية والبنيات المادية واستمرار الآثار السلبية للمدارس الخصوصية. وبذات اجتماعه، وبناء على تقارير المنسقين الجهويين حول حالة المنظومة التربوية والوضعية المزرية للمدرسة العمومية، سجل المكتب الوطني للفيدرالية بأسف شديد، ضعف التزام المسؤولين عن قطاع التربية والتكوين بالمقاربة التشاركية والمنهجية التدريجية مما يجعل كثيرا من التدابير التي يقومون بها تقابل، من طرف المعنيين بها، بالتوتر والاضطراب الأمر الذي يعمق أزمة المدرسة العمومية كما أن عدم الالتزام بمبدأ استمرارية المرفق العمومي والتراجع عن صفقات مع مموني الداخليات أدى بالتالي إلى تجويع تلاميذها (جهة مكناس تافيلالت نموذجا). وطالب المكتب ايضا بالتسريع بهيكلة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والدعوة إلى مناظرة وطنية للتربية والتكوين. تواصلت بالعديد من الثانويات التأهيلية بأكادير، ولليوم الثالث على التوالي، الاحتجاجات التلاميذية الرافضة لبرنامج «مسار»الذي عزمت وزارة التربية الوطنية على تنزيله خلال هذه السنة بشأن نقط المراقبة المستمرة، وقد استدعى هذا الغليان الصاخب في أحيان كثيرة التدخل الأمني لتطويق التظاهرات التلاميذية التي لم تشهدها المؤسسات التعليمية بهذه الحدة منذ حرب الخليج. وترجع أسباب هذه الاحتجاجات التلاميذية غير المسبوقة إلى عدم قيام وزارة التربية الوطنية بحملات تحسيسية استباقية لشرح المغزى من هذه البرنامج، وكيفية تطبيقه، وتبيان عدم تأثيره على النتائج النهائية للتلاميذ الذين اعتادوا في المراقبة المستمرة على احتساب الأنشطة التي يقومون بها داخل القسم من قبيل نقطة المشاركة ونقطة السلوك ونقط الدفاتر. غير أن الوزارة ارتأت من خلال تقييمها لعمليات التنقيط المعتمدة حاليا، خلق هذا البرنامج الذي ستضرر منه أولا وأخيرا المؤسسات الخصوصية التي تحتسب عادة نقط المراقبة بشكل مبالغ فيها ، وخاصة في امتحانات الباكلوريا لغاية تجارية ليس إلا. هذا، وبالرغم من البلاغ الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني تشير فيه إلى أن برنامج مسارلن يكون له أي تأثير على النتائج المحصل عليها خلافا لما تم ترويجه من شائعات في صفوف التلاميذ والتلميذات بالتعليم الثانوي التأهيلي، فإن الغليان التلاميذي المتصاعد لم تخمد جذوته وشرارته في نظر هؤلاء المحتجين والمحتجات إلا بتراجع الوزارة عن تطبيقه خلال هذه السنة، والقيام في السنة المقبلة بتأهيل التلاميذ لقبوله عبر تنظيم برامج تحسيسية استباقية تنظم بكافة الثانويات التأهيلية. وبإقليم تازة نظم مئات التلاميذ بمدينة تاهلة صباح يوم الثلاثاء 4 فبراير الجاري مسيرة إحتجاجية سلمية جابت شوار المدينة معبرين عن رفضهم لمنظومة مسار الإلكترونية و منددين بالاكتظاظ الحاصل بمؤسساتهم وغياب بعض الخدمات الأساسية فيها وإنتشار المخدرات و الفساد بمحيط المؤسسات في غياب تام للأمن بها. وطالب التلاميذ المحتجين من خلال الجريدة السلطات المحلية بتوفير الأمن بالمؤسسات و التصدي لآفة المخدرات التي تنتشر كالنار في الهشيم و إتخاد التدابير اللازمة لحل مشكل الإكتضاض الذي تعرفه بعض الأقسام. وأسفرت هذه المسيرة السلمية عن فتح حوار مع السلطة المحلية التي وعدت التلاميذ الغاضبين بإيجاد حل لمطالبهم في أقرب وقت ممكن.