تحتضن مدينة فاس خلال الفترة الممتدة ما بين 21 فبراير الجاري وفاتح مارس المقبل الدورة 19 للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية الذي يشكل موعدا سنويا للاحتفاء بهذا الفن الأصيل وصيانته وضمان استمراريته. وتتميز هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي دأب المجلس البلدي لمدينة فاس على تنظيمها سنويا بمشاركة العديد من الفرق والمجموعات الموسيقية التي حافظت عبر أعمالها الإبداعية والفنية على هذا اللون الموسيقى الذي يشكل احد مكونات الهوية الثقافية للمغرب. ويتضمن برنامج هذه الدورة التي تنظم تحت شعار " التراث .. أصالة وتجدد " العديد من الفقرات الفنية والسهرات الموسيقية والأنشطة الثقافية والفكرية التي تصب جميعها في إحياء هذا الموروث الفني وضمان استمراريته. وستحيي هذه السهرات الفنية التي ستحتضنها بعض الفضاءات العتيقة منها رياضات ومركبات ثقافية مجموعة من الفرق والمجموعات الموسيقية التي تضم في عضويتها رواد هذا اللون الفني سيفدون من العديد من المدن المغربية التي عرفت عبر التاريخ بمحافظتها على طرب الآلة وتجديده وحمايته من الاندثار كفاس وتطوان والرباط وطنجة ومكناس وسلا والدار البيضاء وغيرها . وسيعرف حفل افتتاح هذا المهرجان مشاركة جوق بلابل الأندلس (الرباط ) برئاسة الفنان عبد الكريم العمارتي وجوق الأصالة لطرب الآلة بمكناس برئاسة الفنان محمد الوارثي . ولإعطاء دفعة قوية لهذا المهرجان استدعى القيمون على فقراته بعض الأجواق المشهود لها بتجديد طرب الآلة وصيانته خاصة جوق عبد الكريم الرايس برئاسة الفنان محمد بريول من فاس وجوق محمد العربي التمسماني بتطوان برئاسة الفنان محمد الأمين الأكرمي وجوق المعهد التطواني برئاسة الفنان المهدي الشعشوع وجوق البريهي بفاس برئاسة الفنان أنس العطار وغيرهم. وإلى جانب الحفلات الموسيقية والسهرات التي ستؤثث العديد من فضاءات العاصمة العلمية للمملكة، ستعرف هذه التظاهرة تنظيم عدة أنشطة فكرية يؤطرها باحثون وأكاديميون ومتخصصون في الموسيقى التراثية منها ماستر كلاس حول موضوع " منظومة الإيقاع في الموسيقى الأندلسية المغربية " بالإضافة إلى تنظيم ندوة منتدى تراث فاس التي ستبحث موضوع " الطرب الأندلسي بفاس .. تاريخ وأعلام " فضلا عن تنظيم ندوة المهرجان التي تتضمن عقد جلسة علمية حول موضوع " مشروعية التلحين في الموسيقى التراثية .. الموسيقى الأندلسية نموذجا». كما ستعرف هذه الدورة تنظيم حفل تقديم وتوقيع مجموعة من الإصدارات الجديدة التي تم إنجازها سنة 2013 والتي تتمحور في مجملها حول تراث الموسيقى الأندلسية المغربية منها كتب ( الخطاب النظري .. الموسيقي عند العرب .. الآلة نموذجا ) للباحث مصطفى العربي و(من مظاهر تطور النظرية الموسيقية العربية) لعبد العزيز بنعبد الجليل و (الموسيقى الأندلسية المغربية والجزائرية ) لمحمد العثماني ونوال قادري و(الموسيقى الأندلسية بين الأمس والغد) الذي هو عبارة عن مؤلف جماعي من إصدار جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالدار البيضاء وغيرها . ويعد مهرجان الموسيقى الأندلسية إلى جانب مهرجانات أخرى دأبت مدينة فاس على احتضانها وأضحت تقليدا سنويا كمهرجان الموسيقى العالمية العريقة والمديح والسماع وفن الملحون والثقافة الأمازيغية والثقافة الصوفية أحد أهم المبادرات التي تروم تنمية وتطوير مجموعة من الألوان والأشكال التعبيرية التي تشكل روافد مهمة في الموروث الثقافي والفني المغربي.