أكد تقرير اليونسكو الأخير حول وضعية التعليم بالمغرب التخوفات التي أبداها كل المتتبعين لوضعية هذا القطاع الذي سجل تراجعا مهولا خلال السنوات الأخيرة بعد أن جاء في المراتب الأخيرة، مقارنة مع بعض الدول الفقيرة بالقارة. وأكد التقرير أن أقل من نصف عدد التلاميذ في المغرب فاشلون في تعلم المهارات الأساسية خاصة في القراءة والرياضيات، وغير قادرين على الكتابة أو القيام بالعمليات الحسابية البسيطة وهو ما يحرمهم من التمكن من المهارات اللازمة للانتقال إلى التعليم الثانوي. وعزت ممثلة اليونسكو فيبكي جنسن هذه الأزمة إلى نقص المعلمين المدربين تدريبًا جيدًا. ورأى التقرير أن هذه الأزمة ستؤثر على أجيال عديدة من الأطفال إذا لم يجرِ العمل على تعزيز عملية التدريس. وكشف التقرير عن كون التمويل الإجمالي السنوي الذي تلقاه المغرب، إلى جانب أربع دول أخرى، هي الجزائر والصين وتونس وتركيا، في شكل تكاليف مرتبطة بالتلاميذ أو منح دراسية، خلال عامي 2010-2011، كان مساويا لإجمالي مبالغ المعونة المباشرة المقدمة إلى التعليم الأساسي في ما يخص جميع البلدان ذات الدخل المنخفض البالغ عددها 36 بلدا. وعلى مستوى الإنفاق على التعليم، أوضح التقرير أن المغرب أنفق حوالي 3% فقط من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم عام 2011، فيما يفترض أن يصل المعدل إلى 6% . وحسب التوقعات الواردة في التقرير، فإنه يتعيّن الانتظار حتى عام 2072 ليتسنى لجميع التلاميذ من الطبقة الفقيرة التمكّن من القراءة والكتابة. وحذرت المنظمة في تقريرها من إهدار للنفقات دون الحصول على نتائج تتناسب مع حجم الأموال التي أنفقت.