رفضت قناة «فوكس نيوز» بث اعلان لشركة اسرائيلية تدير مصنعا في مستوطنة بالضفة الغربيةالمحتلة في ذروة ساعات المشاهدة بالولايات المتحدةالامريكية أثناء عرض مباراة «السوبر بول»، فيما تعرضت الممثلة الامريكية المعروفة سكارليت جوهانسون لهجوم لاذع من نشطاء حقوق الانسان والقانون الدولي لظهورها في الاعلان والترويج للشركة، رغم عملها كسفيرة انسانية لمنظمة «أوكسفام» المعروفة بتقديم المساعدات للعالم العربي والمخيمات الفلسطينية. قناة «فوكس نيوز» اعلنت رفضها بث الاعلان عن شركة «صودا سترييم» الاسرائيلية، التي تنتج آلات صنع المشروبات الغازية في مستوطنة «معاليه ادومنييم»، دون ذكر الاسباب، ولكن الساحة الاعلامية الامريكية تعلم جيدا بان الاسباب لا تعود الى تحفظات سياسية او الخشية من سطوة شركة «بيبسي» او مجموعة «كوكا كولا»، بل لاسباب مالية بحتة. وقال دان اوفربيرغ من شركة «نيويورك نيو فرام» للعلاقات العامة والاعلان في حديث ل«القدس العربي» ان الشركة الاسرائيلية اتبعت اسلوبا رخيصا للترويج، ولكنه معروف على نطاق واسع وهو تقديم الاعلان بميزانية غير لائقة وهي تعلم مسبقا بأنه سيتم رفضها، ثم تخرج سريعا لوسائل الاعلام لادانة هذ الرفض مما يحقق لها رواجا بدون ثمن. واضاف: «شركتا «كوكا كولا» و«بيبسي كولا» اللتان تنظران بعين الحذر لمحاولة الشركة الاسرائيلية احتلال حصة في السوق الامريكية، ولكنهما يستحوذان على السوق الاعلانية ولا يمارسان اية ضغوط على أية وسيلة اعلامية لحجب اعلانات الطرف الاخر، اما وجود الشركة في مستعمرة فهي اخر ما تقلق بشأنه القناة الامريكية. من جهة اخرى، انتقد نشطاء امريكيون وعرب الممثلة المعروفة سكارليت جوهانسون لقبولها بأن تكون سفيرة لشركة اسرائيلية تدير مصنعا في الضفة الغربيةالمحتلة وظهورها في اعلانات تجارية تروج ل«صودا ستريم». وطالب النشطاء منظمة «أوكسفام» الدولية للمساعدات الانسانية بفصل الممثلة من عملها كسفيرة انسانية، بعد ان اعلنت الشركة الاسرائيلية، التي تنتج آلات صنع المشروبات في المنزل بمستوطنة «معاليه ادوميم» صفقة التعاون مع الممثلة هذا الشهر. وقد اظهرت وسائل الاعلام الامريكية اهتماما خاصا بالحدث وتداعياته، من بينها صحيفة «لوس انجليس تايمز» التي نشرت عدة لقاءات مع نشطاء فلسطينيين بالضفة الغربية من بينها لقاء مع مصطفى البرغوثي، رئيس حزب المبادرة الفلسطينية قال فيه: «لا يوجد عذر لسكارليت جوهانسون لتسمح لنفسها بان يتم استخدامها لدعم انتهاك قانون دولي»، مضيفا بأن «ما عملته يشبه دعم نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا سابقا». وحث البرغوثي منظمة أوكسفام التي تعمل فيها الممثلة كسفيرة للمجموعة الانسانية منذ عام 2007 ان تتبرأ منها مضيفا: «المجتمع المدني الفلسطيني وجميع من يهتمون بحقوق الانسان في جميع انحاء العالم يتوقعون من منظمة اوكسفام وضع حد فوري لنشاط الممثلة لانها سمحت باستخدام صورتها لتبييض وجه الاحتلال غير الشرعي للاراضي الفلسطينية». وتابع البرغوثي: «المنظمة الدولية يجب ان تنأى بنفسها عن جوهنسون، فتاة الغلاف الجديدة لنظام الفصل العنصري، مصداقية المنظمة تضررت وربما لا يمكن أصلاحها». وقد اصدرت المنظمة الدولية التي تعمل في العالم العربي منذ اكثر من ثلاثين عاما ومع اللاجئين الفلسطينيين منذ الخمسينات بيانا الاسبوع الماضي متسائلة عن قرار الممثلة المشاركة في الترويج للشركة الاسرائيلية، ولكنها قالت إن المنظمة تحترم استقلال سفرائها، مشيرة الى ان المنظمة تعتقد بان الشركات التي تعمل في المستوطنات تزيد من فقر وحرمان حقوق التجمعات السكانية الفلسطينية، وهي تعارض التعاون مع المستوطنات بأي شكل لانها مخالفة للقانون الدولي. اما الممثلة سكارليت جوهانسون فقد نشرت بيانا، يوم الجمعة الماضي، جاء فيه بانها تقف جنبا الى جنب مع شركة «صودا ستريم»، وهي فخورة في ذات الوقت بالعمل مع منظمة أوكسفام لاكثر من ثماني سنوات، مضيفة بانها لم تنو مطلقا بان تكون واجهة لاية حركة اجتماعية او سياسية او تشجيع العنصرية او الفصل، إلا انها تريد تنقية الاجواء نظرا لحجم الضوضاء المحيطة بهذا القرار. وقالت إنها ما زالت من مؤيدي التعاون الاقتصادي والتفاعل الاجتماعي بيناسرائيل وفلسطين كجزء من عملها كسفيرة لمنظمة اوكسفام، مشيرة الى أنها شاهدت ما يمكن انجازه عندما تعمل المجتمعات معا. الممثلة المعروفة ذات اصول دانماركية وبلاروسية، وكانت قد قالت في حديث للتلفزيون الاسرائيلي إن والدتها من يهود اشكناز وتتكلم اللغة اليديشية، ومن أشهر افلامها «وحيد في المنزل 3»، «ضائع في الترجمة»، «آيرون مان» و«الفتاة ذات القرط اللؤلؤي».