في مكان خالي يلتقي عبد الرحمن وصهره صالح، يدور حديث طويل بين الاثنين عن مفهوم الوطن والتضحية مقابل المصلحة الذاتية، ثم يقرر عبد الرحيم اتخاذ أصعب قرار في حياته.. تسليم صهره الخائن إلى الفدائيين. هذا المشهد الذي يشكل نقطة تحول في قصة فيلم « فداء» الذي كتبه عزيز الساطوري وأخرجه إدريس شويكة، قدر له أن يصور ليلة ٍرأس السنة، الثلاثاء 31 دجنبر 2013، في إحدى الغابات القريبة من الصويرية في ظل أجواء باردة، لكنها لم تزد المخرج والطاقم الفني والتقني إلا إصرارا يحركه الإحساس بضرورة إنجاز هذا العمل على أحسن وجه والذي استمر تصويره أزيد من خمسة أسابيع «فداء» يحكي عن مرحلة المقاومة الشعبية للاستعمار من خلال قصة عبد الرحمن ومجموعة من أصدقائه سيجدون أنفسهم في دوامة إعصار جارف، لكنهم كل بأسلوبه سيقررون مواجهته، مضحين من أجل ذلك بكل ما يمكلون، وعبر توالي الأحداث يسلط الفيلم الضوء على هذه المرحلة التي لم يتم التطرق إليها إلا نادرا من خلال السينما الاتحاد الاشتراكي التي حضرت أجواء تصوير الفيلم كانت شاهدة على العمل الكبير الذي قام به الطاقم الفنى والتقني لإنجاز عمل يحظى برضى المشاهدين، فالفيلم كان يحتاج إلى إعداد خاص سواء من حيث الديكور، الملابس، السيارات ..الخ ، كما أن الجهات التي كان يفترض أن تساعد في إنجازه توانت عن ذلك، غير أن إصرار المخرج وفريقه تجاوز كل الصعاب ليتمكن قبل أيام من الانتهاء من التصوير ولتبدأ مرحلة المونطاج... الخ وقد التقت الجريدة بالعديد من الفنانين الذين شاركوا هذا الفيلم، وكانت هذه ارتساماتهم محمد خويي كنت دائما أتمنى أن تنجز في المغرب أعمال مثل هذه، تميط اللثام عن فترات من تاريخ المغرب، خصوصا مرحلة المقاومة، فالجيل الحالي والأجيال القادمة بحاجة إلى أن تتعرف على ما قدمه الآباء والأجداد من تضحيات وصلت إلى حد التضحية بالروح من أجل أن يكون المغرب بلدا حرا مستقلا ينعم بالسلم والاستقرار كما أن أفلاما كهذه تشكل اعترافا وتقديرا من المبدعين لهؤلاء الأبطال، فأعمال مثل « فداء» وغيرها ستعمق حب الشباب لبلدهم والاستعداد للتضحية من أجلها لذلك وبعد أن قرأت السيناريو وأعجبت به، لم أتردد في القبول بالمشاركة في هذا الفيلم الذي أتمنى أن يحظى بإعجاب المشاهدين ، فقد ساهم الطاقم الفني والتقني من اجل أن يخرج هذا العمل في أحسن صورة في الفيلم أؤدي دور الحاج الفضيل، وهو رجل وطني رزين راكم تجارب في الحياة جعلته يدرك حقيقة ما يتعرض إليه المغرب تحت الاستعمار، فعمل كل ما في وسعه على تكوين خلايا وطنية واستقطاب الشباب ودفعهم إلى محاربة المستعمر، ولا أخفي أنني أعجبت بهذه الشخصية لأنها تصور ما كان قادة الحركة الوطنية يتحلون به من خصال حميدة. عبد الإله رشيد أنا جد سعيد بالمشاركة في هذا الفيلم فهو ثالث بطولة أقوم بها بعد فيلم « يا خيل الله « وفيلم « أكادير إكسبريس « وهو ما أعتبره شرفا لي في بداية مساري. فبعد قراءتي للسيناريو أعجبت به لأنه يتحدث عن قضية وطنية، وأعتقد أنه سيترك بصمة وسيبقى في الذاكرة لسنوات، وقد شكل بالنسبة لي فرصة لأعبر عن إحساسي الوطني وحبي لبلادي. الفيلم يتحدث عن مرحلة مهمة من تاريخ المغرب لا يعرف عنها الشباب الشيء الكثير، سوى ربما عن طريق السمع، لكن التعبير السينمائي أقوى لأنه يوصل الفكرة بالصورة والصوت، حتى يعايش الشباب تلك الأحداث بالإضافة إلى ذلك فالفيلم يقدم حبكة درامية من شأنها أن تشد انتباه المشاهد، وقدم الوطنيين بصورة مشرفة وحقيقية، وقد عبرت عن إعجابي بذلك لكل الأصدقاء في الفيلم وعن أجواء التصوير فأنا في الصويرة القديمة وآسفي منذ شهر ونصف، حيث قدمت قبل بدء التصوير بحوالي عشرة أيام ، ولا أخفي أن عملية التصوير لم تكن سهلة لأن الفيلم تطلب مجهودات كبيرة لخلق مناظر تحاكي مرحلة الاستعمار ، وقد تمكن الطاقم التقني تحت إدارة المخرج إدريس شويكة من ربح هذا الرهان كما بذل الطاقم الفني مجهودات كبيرة لأداء أدوارهم. ربيعة رفيع مشاركتي في هذا الفيلم أعتبرها علامة سأظل أعتز بها، فهذه أول بطولة لي في السينما، أكثر من ذلك، فقد مكنني « فداء» من تقديم شخصية مركبة، وهذا بالنسبة لأية فنانة، تحدي كبير، حاولت جاهدة أن أرفعه، فشخصية صفية التي أديتها، تمثل مزيجاً من الحب والبعاد، من النزوع نحو ما يمليه القلب وما يفرضه العقل، وبين هذا المد وذاك، وعبر توالي الأحداث، تحاول صفية أن تواجه كل هذه الصراعات، وأن تجسدها عبر الأداء المقنع، خصوصاً أن الأمر يتعلق بقصة مؤثرة، تفاعلت معها عاطفياً، عندما اطلعت على السيناريو وحاولت أن أشخصها بكل ما أملك من إمكانيات، علني أكون توفقت في ذلك كما أرى أن هذا الفيلم سيقدمني إلى الجمهور بشكل أفضل من باقي الأعمال التي قدمتها، وسيحكم على إمكانياتي وقدراتي، فالحبكة الدرامية التي يتضمنها تشد المشاهد، وعلى المستوى الشخصي، ومنذ بداية الإعداد لهذا العمل، أحسست برابط نفسي قوي شدني إلى شخصية صفية، ورأيت نفسي داخلها، حتى أتمكن من تجسيدها على أحسن وجه، فهي مثلت بالنسبة لي قيم التسامح، حب الحياة، حب الناس، الإيمان بأن التضحية من أجل الوطن قيمة لا يعلى عليها، ولا أخفى عليك أني كنت عندما أسمع عن تلك الفترة وأقرأ عنها، كنت أتمنى لو أتيحت لي الفرصة لمعايشتها، وها قد أتت الفرصة وعشتها، درامياً ونفسياً، من خلال هذا الفيلم. ولابد هنا أن أحيي بصدق كل الطاقم الذي سهر على إنجاز هذا العمل، إدريس اشويكة مخرج متمكن استطاع أن يمسك بزمام الأمور منذ البداية وخلق الجو الملائم لكي يؤدي كل واحد دوره على أحسن ما يرام، وهو ما مكننا من إنجاز هذا العمل الذي أتمنى أن يحظى بإعجاب الجمهور. حكيم رشيد لقد كان لي شرف المشاركة في هذا العمل الذي يؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخنا، فالقصة مثيرة والممثلون رائعون وعشنا أجواء لا تنسى مع الأصدقاء. الدور الذي شخصته هو دور الحسين، وهو شخصية مركبة، نراها عبر مرحلتين، المرحلة الأولى عندما يظهر كموزع عادي للطلبات، لا اهتمامات له في الحياة، ثم المرحلة الثانية عندما سيتم تسليط الضوء على حياته الخفية كمقاوم في السر وستقوده الظروف ليلتقي صديقه عبد الرحمن ويعملان جنبا إلى جنب لمواجهة الاستعمار، إنها التجربة الثانية التي أقف فيها مع أخي عبد الإله رشيد بعد فيلم « يا خيل الله،» ولكن هذه المرة كأصدقاء، والحقيقة فإني أنا وحكيم أخوان وصديقان في نفس الوقت، لذلك أعتز بأني شاركت في هذا الفليم. عبد اللطيف خمولي أنا مسرور جدا لمشاركتي في هذا الفيلم، إنه يمثل بالنسبة لي عدة معاني، فوالدي كان مقاوما، ورغم أني لم أعش تلك الفترة لأنني كنت حديث العهد بالولادة، إلا أنني عايشتها من خلال ما كانت والدتي تحكي لي، ومعاناتهم تلك المرحلة التي كان والدي خلالها، إلى جانب مختلف المقاومين، يواجهون مصيرا مجهولا كما أن هذه أول تجربة لي مع إدريس شويكة كمخرج، بعد سنوات من التعارف والصداقة في إطار الأندية السينمائية...أما الآن فقد أتيحت لي الفرصة لأتعرف عليه كمخرج وعن أسلوبه في العمل وبخصوص السيناريو فالحقيقة أننا في أمس الحاجة إلى أعمال كهذه، فهذا الجيل لا يعرف الكثير عن المرحلة التي عاشها المغرب في عهد الاستعمار، كما أنه لا يعرف رجالات المقاومة الأبطال، وأتمنى أن تلتفت الجهات المسؤولة إلى هذا العمل وتسانده فمرحلة المونطاج التي تتطلب أشهرا من العمل والكد تحتاج إلى الدعم حتى يخرج الفيلم في أحسن صورة. إدريس كريمي (عمي إدريس) في غمرة انتفاضة المواطنين وأغلبهم من الشباب الوطنيين، كانت مهمتي تتجلى في التبليغ عنهم إلى المستعمر معرضا حياة هؤلاء الأبطال إلى شتى المخاطر لينتهي بي المطاف إلى موت فضيع على يد زوج ابنتي. إن هذه الشخصية، الخائن، رغم أني أمقت كل ما ترمز إليه، إلا أنني حاولت أن أؤديها على أحسن ما يرام ، لقد كانت ظروف التصوير تتطلب الكثير من الجهد والسهر ، لكن رغم ذلك لم تكن تخلو من أجواء مرح، حاولت كعادتي أن أضفيها على كل من حولي، وأتمنى أن أكون تركت أثرا طيبا لدى كل فريق العمل. خديجة عدلي إنه لشرف لي أن أشارك في هذا الفيلم الذي أخرجه إدريس شويكة، وأرى أنه عمل مميز لأنه يتحدث عن المقاومة والأعمال التي تحدثت عن هذا الوضوع قليلة. لم يكن من السهل أن يبادر المخرج إلى إنجاز هذا العمل لأنه يتطلب موارد مادية كبيرة سواء فيما يتعلق بالمؤثرات الخاصة أو الملابس أو الديكور أو السيارات ..لكن فريق العمل بذل جهودا مضنية لتجاوز كل هذه الصعوبات ونجح والحمد لله في ذلك. في هذا الفيلم أؤدي دور الباتول زوجة الخائن، الذي أداه إدريس كريمي، عمي إدريس، وهي ربة بيت كانت تعيش حياة عادية قبل أن تنقلب رأسا على عقب، بعد أن تزوجت ابنتها من رجل أصبح من المقاومين وصار زوجها الخائن يشكل خطرا على المقاومة، هذا الصراع سيدفعها إلى الانحياز إلى شعورها الوطني ومساعدة ابنتها على تخطي محنتها بعد أن علمت أن زوجها كان وراء مقتل والدها، وقد كان هذا الدور مشحونا بالمواقف الدرامية، وهي الأدوار التي أحب أن أؤديها لقد عشنا كأسرة واحدة خلال مدة التصوير، وحصل الانسجام بيننا نحن الجيل السابق مثل محمد خويي، فضيلة بنوسى والجيل الجديد كعبد الإله رشيد، حكيم رشيد، أحمد العمراني.. شباب أتمنى لهم مستقبلا زاهرا في المجال الفني ، كما سعدت بالعمل مع المخرج والصديق إدريس شويكة وابنه فاضل الذي يعتبر من أفضل مديري التصوير في المغرب، ورغم أن الفيلم لم يحظ بدعم الجهات التي كان يفترض أن تساند مثل هذه الأعمال، إلا أننا اشتغلنا بكل طاقتنا ليخرج هذا الفيلم في أحسن حلة. أحمد العمراني الإدريسي أؤدي في الفيلم دور الشهيد محمد الزرقطوني، في الحقيقة لم أكن أعرف الكثير عن هذه الشخصية الفذة، لكن عندما أتيحت لي الفرصة، قرأت كل ما كتب عنه، فصدمت ..لقد كان الشهيد قامة كبيرة، شاب في مقتبل العمر، وهبه الله ذكاء خارقا وعزيمة كبيرة، جعلته يجابه قوة الاستعمار، ويستحق من كل المغاربة التقدير والإجلال. أعتبر أن هذه الفرصة شرف كبير بالنسبة لي وخطوة مهمة في مساري، وحاولت جهد المستطاع أن أتقمص هذه الشخصية وأوصل إلى جيل الشباب صورة عما قدمته للمغرب والمغاربة، لقد كانت أجواء التصوير رائعة، قضينا أياما جميلة مستمتعين بإنجاز هذا العمل الذي أتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين، خصوصا أن الجميع من سيناريست ومخرج وطاقم تقني وفني بذلوا كل ما استطاعوا لتخليد هذه الصفحة المجيدة من تاريخ بلدنا. مجيد لكرون أتقدم في البداية بالشكر إلى كاتب السيناريو الذي تطرق بتدقيق إلى هذه المرحلة المتعلقة بالمقاومة، والذي قدم الفدائيين في صورة تقرب للمشاهد حقائق عن هذه الفترة وجنود الخفاء الذين ضحوا من أجل الاستقلال، كما أشكر المخرج إدريس شويكة الذي أخرج هذا الفيلم والذي أتاح لي الفرصة للمشاركة في هذا العمل ، وأعتقد أن فكرة تصوير الفيلم بالأبيض والأسود ستظهره في شكل متميز، كما أشكر كل من ساهموا في إنجاز هذا العمل وبذلوا جهودا كبيرة ليخرج في صورة مشرفة. في الفيلم أؤدي دور عبد الحق الفدائي وهو دور جديد بالنسبة لي أخرجني من تلك الصورة النمطية التي التصقت بي، صورة الشاب الوسيم الذي لا هم له سوى الجري وراء العلاقات النسائية، وجعلني أظهر كل ما بداخلي من إمكانيات فنية وفتح لي المجال لأظهر ما أملك من قدرات في مجال العمل السينمائي. معاد لصمك هذه أول تجربة سينمائية لي في المغرب، بعد مشاركة في فيلم سينمائي ألماني « OPEN DESERT »، وفي حفلات بأمستردام، بالنسبة لي، هذه تجربة جديدة مع مخرج معروف وفي فيلم يتحدث عن قضية وطنية نعتز بها، وقد سعدت بالمشاركة مع ممثلين كبار لهم تجربة مهمة مثل محمد خويي، فضيلة بنموسى، البشير واكين، عبد اللطيف خمولي وممثلين أصدقاء في بداية مشوارهم، قضينا عدة أسابيع رائعة وحاولنا أن نعطي كل ما لدينا لإنجاح هذا العمل، الذي شكل بالنسبة لي فرصة أيضا لأعرف عن قرب كيف كان الفدائيون يعيشون ويضحون من أجل بلادهم وفي الفيلم أؤدي دور «رحال» وقد عملت كل ما في وسعي لتجسيد هذه الشخصية التي كانت تتمتع بسمعة طيبة وشخصية مرحة ضحت من أجل بلدها دون تردد.