جلالة الملك: أنا راضي عليكم عاشت مدينة الدار البيضاء يوم الثلاثاء 24 دجنبر حدثا استثنائيا بامتياز كان فيه فريق الرجاء البيضاوي عريسا، التفت حوله آلاف الجماهير التي هللت وسعدت بإنجازه التاريخي في مونديال الأندية. أجمعت جميع تصريحات لاعبي الرجاء على أن جلالة الملك كان تلقائيا معهم، وأنه أثنى عليهم فردا فردا، شاكرا إياهم على العرض الذي قدموه? وأشاد جلالة الملك بمجهودات اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، معتبرا أن ما تحقق يجب أن يكون مثالا لباقي الفرق الأخرى، وأن تحتذي به لتحقيق مزيد من الإنجازات? الكلمة التي ظل يرددها جلالة الملك خلال استقباله للوفد الرجاوي هي ?تبارك الله عليكم?، مؤكدا على أن اللاعبين أبلوا بلاء حسنا، وأن الفرحة التي أدخلوها في قلوب الجماهير المغربية لا تقدر بثمن? قبل أن يدعوهم إلى حفل شاي بالمناسبة، قائلا لهم ? الدار داركم?. وأشار أعضاء الرجاء إلى أن جلالة الملك كان منشرحا وتلقائيا مع العناصر الرجاوية، مما زاد من حميمة اللحظة، وأعطاها بعدا إنسانيا، وستظل عالقة في أذهان كافة الرجاويين. ياجور: المارد الأسمر ينبعث من جديد متاعب الرجاء قبل الموندياليتو بسبب سوء النتائج وتغيير المدرب في آخر لحظة زاد من حدتها تراجع مستوى قلب هجوم الخضر محسن ياجور، إذ ضيع على الفريق عدة أهداف أمام المرمى خلال مواجهات الدوري المغربي. غير أن مباراة الافتتاح كانت كافية للمارد الأسمر ليعلن عودة قوية لمعانقة الشباك وإشاعة الفرحة وسط الجماهير العاشقة للمستديرة. يقول ياجور: «ثمة دائما مفاجئات في كرة القدم، وعندما تكون فوق المستطيل الأخضر، تنتهي الحسابات التي تكون على الورق والتي تصف فريقا بالقوي وآخر بالضعيف. لقد حررنا أنفسنا أمام أوكلاند سيتي، وأثبتنا قوتنا أمام مونتيري، الذي أحرز لقب الكونكاكاف في عدة مناسبات، وأكدنا أحقيتنا ببلوغ النهائي بفوز عريض أمام البرازيليين. ليس ثمة منطق في كرة القدم، فحتى تكون مرشحا للفوز، عليك أن تثبت الأمر على أرض الملعب.» ولقد تمكن هذا النجم من التألق بشكل كبير في الموندياليتو وإعلان عودته مجددا لهوايته التهديفية وإسقاط المدافعين في مصيدة الأخطاء، إذ كان وراء اقتناص ضربة جزاء حاسمة ضد فريق مينيرو البرازيلي، وحاز باستحقاق على لقب رجل المباراة في مباراة شارك فيها النجم العالمي رونالدينهو. هذا التألق كوفئ خلال حفل التتويج باللقب، إذ حاز على لقب كرة «أديداس» البرونزية، خلف كل من نجمي الباييرن فرانك ريبيري وفيليب لام. الأفراح البرازيلية بالرجاء مستمرة يبدو أن الانتصار المستحق الذي حققه الرجاء البيضاوي على حساب فريق أتليتيكو مينيرو في نصف نهائي كأس العالم للأندية خلق فرحة تجاوزت حدود المملكة وحطت الرحال في البرازيل، وبالضبط لدى أنصار فريق «كروزيرو». ويرجع سر هذه الفرحة إلى كون أنصار كروزيرو يريدون إغاظة مشجعي غريمهم التقليدي مونتيري الذين يقتسمون معهم الهواء في مدينة «بيلو هوريزونتي» البرازيلية. وبمجرد نهاية ملحمة مراكش بانتصار أصدقاء متولي على كتيبة رونالدينهو بثلاثة أهداف مقابل واحد، خرج العشرات من أنصار كروزيرو إلى الشوارع في البرازيل، وبالضبط إلى شارع «راخا»، وقاموا بإضافة اسم «كازابلانكا» إلى لافتة تحمل اسم الشارع في إشارة إلى فريق الرجاء البيضاوي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قاموا أولئك المشجعون بإعداد عريضة إلكترونية تطالب المجلس المحلي لمدينة «بيلو هوريزونتي»، عاصمة ولاية ميناس غيرايس، بإطلاق اسم «رجاء الدارالبيضاء» على الشارع لأن «من شأن ذلك أن يقلل من درجة الاكتظاظ الذي يعرفه الشارع، إذ سيتجنب أنصار فريق مينيرو المرور منه». ولقد أبدع أنصار كروزيرو في السخرية من هزيمة غريمهم التقليدي، حيث غصت صفحاتهم على الفيسبوك بفيديوهات لأغاني الراي بكلمات برازيلية تتغنى بالرجاء وتسخر من فريق مينيرو وأنصاره، فيما فضل آخرون ترديد أغاني الفيراج الجنوبي «المغانة»، بل وقررت مجموعة أخرى النزول للشارع وهم يرتدون أقمصة لاعبي الرجاء، خصوصا قميص العميد محسن متولي الذي ارتفعت شعبيته وسط البرازيليين بفضل تقنياته ومراوغاته التي تشبه كثير أسلوب لعب فرق أمريكا اللاثينية. ثالث أقوى هجوم في تاريخ الموندياليتو حقق نادي الرجاء البيضاوي إنجاز جديد في بطولة كأس العالم للأندية، بعد أن أصبح ثالث أقوى خط هجوم في تاريخ «الموندياليتو». رغم خسارة النسور الخضر للنهائي العالمي وعدم تمكنه من زيارة شباك الباييرن، إلا أن أصدقاء ياجور أصبحوا يملكون ثالث أقوى خط هجوم في تاريخ مونديال الأندية. وبلغت الأرقام، فالرجاء أنهى مغامرته الثانية في الموندياليتو برصيد 12 هدفا بعدما تمكن من تسجيل خمسة أهداف خلال نسخة 2000 بالبرازيل، حيث شارك لأول مرة في المسابقة. وبهذا احتل الرجاء المرتبة الثالثة خلف كل من برشلونة الإسباني صاحب 17 هدفا ومونتيري المكسيكي الذي سجل خلال مشاراكته في البطولة 16 هدفا. كما أن فريق الرجاء البيضاوي كان أقوى خط هجوم في النسخة العاشرة التي نظمت في المغرب من 11 إلى 21 من الشهر الجاري، بعدما سجل 7 أهداف في أربع مباريات خاضها في المونديال أمام كل من اوكلاند سيتي النيوزلندي بهدفين ومونتيري المكسيكي بهدفين وثلاثية في شباك أتلتيكو مينيرو البرازيلي. استقبال الأبطال ما إن دخلت الحافلة المكشوفة، التي أقلت لاعبي الخضراء إلى مركب محمد الخامس، حتى انفجرت المدرجات تصفيقا واحتفالا بدخول الأبطال، حيث تبادل اللاعبون التحايا مع عشاقهم في لحظة تماهي كبيرة، عسكت مثانة روابط العشق الأخضر? وقامت الحافلة بدورتين شرفيتين بالملعب، قبل أن ينزل اللاعبون ويصعدوا إلى منصة خاصة، كل باسمه، قبل أن يعقبهم أعضاء الأطقم التقنية والطبية والإدارية. وانفجرت المدرجات مرة أخرى بعدما نودي على المدرب السابق، امحمد فاخر، للصعود إلى المنصة، واقتسام الفرحة مع لاعبيه، الذين قادهم لمدة 19 شهرا، حققوا خلالها لقبا للدوري، أهلهم إلى المشاركة في مونديال الأندية، وآخر بكأس العرش، ولعبوا نهاية الموسم الحالي? وكان صعود فاخر إلى منصة الاحتفال تعبير شكر من الأسرة الرجاوية لهذا الإطار الوطني، قبل أن يعانقه المدرب الحالي فوزي البنزرتي، كشكر خاص منه على الهدية الجملية التي قدمها له، وهي تسليمه فريقا جاهزا، صنع معه مجدا خاصا بالموندياليتو. الرقم السحري قبل أن يباشر الخضر مسارهم في منافسات كأس العالم للأندية، كان الفريق يعيش أزمة حقيقية، فالهزائم توالت على الفريق، مما عجل بإعلان الانفصال عن المدرب محمد فاخر بضعة أيام قبل الموعد العالمي. وفي ظرف وجيز لم يتجاوز أسبوعا واحدا، كانت ثلاث مباريات كافية للرجاويين للتصالح مع الانتصارات، حيث هزموا فرق أوكلاند سيتي، مونتيري وأتليتيكو مينيرو ليحجزوا تذكرة العبور للمباراة النهائية لهذه التظاهرة العالمية ومواجهة باييرن ميونيخ. غير أن الملاحظ في هذا المشوار المثير هو قصة الخضر مع الرقم، فهذا الفريق الحائز على لقب بطل إفريقيا ثلاث مرات، فتح باب التسجيل ثلاث مرات في مبارياته الثلاث الأولى، وفي كل مرة كانوا يتلقون هدف التعادل، لكنهم عادوا في ثلاث مناسبات في النتيجة، حتى أنه حققوا الفوز بثلاثية في مباراتهم الثالثة. كما أن نجم وسط ميدان الرجاء، شمس الدين شطيبي، كان صاحب ثلاث تمريرات أعطت ثلاثة أهداف لفريقه، ولقد علق على الحماس الذي لعب به الرجاء بالقول: «لقد كنا نشعر بأن المغرب كله يقف خلفنا ويساندنا. ويمكن لأي لاعب أن يحقق أمورا كثيرا بفضل دعم من ذلك القبيل». الألمان والبرازيليون يتكلمون العربية بفضل «الوالدة...» لم يكد ينتهي اللقاء الافتتاحي للموندياليتو بفوز النسور الخضر على أوكلاند سيتي حتى تفجرت فرحة الجماهير الخضراء والمغربية عموما بهذا الانتصار، وانطلقت الاحتفالات لتبدأ معها إبداعات الجماهير التي رددت لازمة ستعرف انتشارا واسعا وسيرددها الجميع في مختلف مدن المملكة وسيتردد صداها في مختلف القنوات التلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي. هذه اللازمة التي تدعو الأمهات لإرسال المزيد من المال للجماهير المتيمة بعشق الخضراء لمواصلة الدعم للفريق على أمل استمرار المغامرة العالمية كان لها وقع كبير حتى على الجماهير الأجنبية التي كانت حاضرة في هذه التظاهرة بفضل إيقاعها المثير، إذ ظهر بعد أفراد الجماهير البرازيلية والألمانية وهم يرددونها ويتفاعلون مع الجماهير الخضراء. جلالة الملك: أنا راضي عليكم عاشت مدينة الدار البيضاء يوم الثلاثاء 24 دجنبر حدثا استثنائيا بامتياز كان فيه فريق الرجاء البيضاوي عريسا، التفت حوله آلاف الجماهير التي هللت وسعدت بإنجازه التاريخي في مونديال الأندية. أجمعت جميع تصريحات لاعبي الرجاء على أن جلالة الملك كان تلقائيا معهم، وأنه أثنى عليهم فردا فردا، شاكرا إياهم على العرض الذي قدموه? وأشاد جلالة الملك بمجهودات اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، معتبرا أن ما تحقق يجب أن يكون مثالا لباقي الفرق الأخرى، وأن تحتذي به لتحقيق مزيد من الإنجازات? الكلمة التي ظل يرددها جلالة الملك خلال استقباله للوفد الرجاوي هي ?تبارك الله عليكم?، مؤكدا على أن اللاعبين أبلوا بلاء حسنا، وأن الفرحة التي أدخلوها في قلوب الجماهير المغربية لا تقدر بثمن? قبل أن يدعوهم إلى حفل شاي بالمناسبة، قائلا لهم ? الدار داركم?. وأشار أعضاء الرجاء إلى أن جلالة الملك كان منشرحا وتلقائيا مع العناصر الرجاوية، مما زاد من حميمة اللحظة، وأعطاها بعدا إنسانيا، وستظل عالقة في أذهان كافة الرجاويين. محطات خالدة لنسور الرجاء أمام عمالقة العالم دون فريق الرجاء البيضاوي اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة العالمية، وكتب تاريخا مجيدا للكرة المغربية، بعدما بات أول فريق مغربي وعربي وثاني فريق إفريقي يبلغ نهائي كأس العالم للأندية. فرغم أن دخل النسخة العاشرة من بطلة العالم للأندية، التي احتضنتها مدينتا أكاديرومراكش من 11 إلى 21 دجنبر الجاري، من الباب الخلفي، باعتباره مشاركا بدعوة من الفيفا، لانه بطل البلد المنظم، وليس بطل قارته مثل باقي الفريق الستة التي حضرت في هذه النسخة، إلا أنه غادر المشابقة من الباب الكبير، وأبهر العالم بعروضه الكروية الرائعة، وأخرج ملايين المواطنين إلى الشارع، احتفالا بإنجاز عالمي، انتزع به إشادة الكل. أولى العقبات دخل الفريق الأخضر بطولة العالم برجة كبيرة، تجلت في الانفصال عن المدرب الوطني، امحمد فاخر، مهندس الإنجاز الرجاوي، لانه قاده إلى الفوز بلقب الدوري الذي خوله الحضور بين كبار الكرة العالمية، والاستنجاد بالتونسي، فوزي البنزرتي، قبل أربعة أيام من خوض مباراته أمام أوكلاند سيتي، بطل أوقيانوسيا. وكان رهان الأسرة الرجاوية هو تخطي الفريق النيوزلندي، حتى لايكون الفريق مجرد عابر سبيل. الرجاء حقق الفوز في مباراة صعبة، بهدفين مقابل هدف واحد، كانا من تسجيل محسن ياجور وعبد الإله حفيظي، اما الفريق الخصم فقد سجل له كريشنا، في لقاء تألق فيه محسن متولي واختير أحسن لاعب في المباراة. الإصرار يصنع المستحيل كانت مباراة الرجاء ضد بطل الكونككاف، مونتيري المكسيكي أصعب لقاء، لأن الفوز فيه احتاج 120 دقيقة، وقتالية كبيرة من اللاعبين الذين أصروا على مواصلة الحضور، رغم أن الخصم يضم لاعبين متميزين سبق لهم أن حملوا أقمصة العديد من الفرق الأوروبية، كالأرجنتيني دلكادو والشيلي هومبيرتو سوازو. ورغم أن الخصم فرض إيقاعا سريعا للمباراة، وكان خطرا على المرمى الرجاوي، إلا تألق الحارس خالد العسكري كان محوريا، ورجح كفة فريقه، بعدما صد أكثر من خمس كرات موجهة للمرمى، واختير أحسن لاعب في اللقاء. الرجاء فاز بهدفين سجلهما كل من الشطيبي وكوكو، مقابل هدف وقعه خوسي باسنتا. الملحمة بعد الوصول إلى نصف النهاية، اعتقدت غالبية المتتبعين أن الرجاء حقق المراد، ويكفيه فخرا ما أنجزه حتى الآن، خاصة وانه سيواجه خصما من العيار الثقيل، هو أتلتيكو مينيرو البرازيلي، يقوده أحسن لاعب في العالم سنة 2005، رونالدينهو. لكن النسور الخضر أبت إلا أن تواصل التحليق في سماء هذه البطولة العالمية، وتتخطى هذا الدور بأداء بطولي، ولعب رجولي، مكنها من حسم اللقاء بثلاثة أهدف، تناوب على تسجيلها ياجور، أحسن لاعب في اللقاء، ومتولي ومابيدي، مقابل هدف لرونالدينهو. إنجاز أخرج الجماهير المغربية إلى الشارع، في أجواء احتفالية استمرت بمختلف المدن المغربية إلى ساعات متأخرة من الليل. نهاية سعيدة أمام أنظار جلالة الملك، قدم الرجاء شوطا ثانيا رفيعا، أمام بايرن ميونيخ، المدجج بكتيبة من النجوم، يقودهم الفرنسي ريبيري، المرشح لنيل جائزة أفضل لاعب في العالم. ورغم أن الخصم كان قويا، وبسط سيطرته على اللقاء، إلا أن لاعبي الرجاء كانوا في المستوى، وخرجوا برأس مرفوعة، بعدما أعادوا الاعتبار لكرة القدم المغربية، ويحق لهم أن يفخروا بما قدموه في هذه البطولة، رغم أنهم انهزموا في النهاية بهدفين دون مقابل.