هل من تعريف لجمعية «عملية بسمة»، وما هي أهدافها ؟ جمعية عملية بسمة هي منظمة تتواجد ب 51 بلدا، تأسست سنة 1981، تتوفر على أكثر من 6 آلاف متطوع عبر العالم في جميع التخصصات، وهي تسعى إلى تحسين صحة وحياة الأطفال، وذلك عن طريق تصحيح العيوب والتشوهات الخلقية التي يولد بها الأطفال في الوجه، حيث توفر الجمعية رعاية طبية بالمجان ، سواء للأطفال أو الكبار ، كذلك ممن يعانون من نفس التشوهات، كما تسهر الجمعية على التكوين المستمر للطاقم الطبي والأطر الصحية في مجال التقنيات الجراحية الجديدة، عن طريق تداريب ، سواء داخل المغرب أو خارجه. كيف هو حضورها في المغرب ؟ أول حملة جرت بالمغرب من أجل معرفة إن كانت هناك حاجة لهذا النوع من التدخلات ، نظمت في غشت من سنة 1998 بالرباط، حيث توافدت على الحملة التي استمرت لمدة 3 أيام أكثر من 700 حالة، الأمر الذي بين أن هناك بالفعل خصاصا كبيرا، وبأن التشوهات والعيوب الخلقية هي حاضرة بين المغاربة من الجنسين ومن مختلف الأعمار، إذ لاتقتصر على الرضع والأطفال فحسب. وبناء على ذلك تم تأسيس فرع الجمعية في المغرب في السنة الموالية، وخلال السنة المقبلة ستحتفل الجمعية بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها في المغرب، وقد استطعنا خلال هذه السنوات تنظيم أكثر من 65 حملة في كل أنحاء المغرب، بمعدل 4 حملات في السنة، كل واحدة منها تعرف تقديم تدخلات جراحية لأكثر من 500 حالة، دون احتساب حوالي 72 حالة تأتي إلى المركز بشكل تلقائي على مدار السنة هي الاخرى، إذ يعرف الاثنين الاول من كل شهر توافد حالات يتم عرضها على المختصين من أجل تتبعها وإحالتها على المسار العلاجي الصحيح. ما هي طبيعة الخدمات التي يقدمها المركز؟ هي خدمات متعددة على رأسها العمليات الجراحية التي تجرى خلال الحملات التي تنظم بالمجان، والتي يستفيد منها الأطفال من عائلات معوزة، بالإضافة إلى التكفل بأطفال في المركز هنا بالدارالبيضاء، قبل إجراء العملية وهم لم يتجاوزوا بعد 15 يوما من عمرهم، إذ نعمل على إعداد «آلة» لهم تحمل اسم «Obturateur» يتم تصنيعها بالمركز، وتوضع في فم الطفل من طرف الطبيب المختص كي تغلق الثقب/العيب مؤقتا، لأنه يسمح له بنمو جيد من خلال استفادته من الرضاعة عوض ضياعها من الأنف وتدفقها خارجا، أخذا بعين الاعتبار أن تلك الآلة تستبدل كل 15 يوما وتمكن من تقليص حجم الثقب، كما تساهم في الحصول على نتيجة جراحية جيدة بشكل سهل. علما بأن أغلب الأطفال الذين لايضعون هذه «الآلة « / «Obturateur « يتوفون، وبالتالي فلها مزايا ايجابية متعددة،إلى غاية إجراء العملية. كما يحرص المركز على تتبع الحالات بعد إجراء العمليات وهي مهمة أخرى نقوم بها، فمثلا نظمنا مؤخرا حملة كبرى بتارودانت، ونحن ننتظر خلال الاثنين الأول من شهر يناير المقبل، استقبال الحالات التي ستفد علينا من أجل تتبع كل حالة على حدة والوقوف على وضعيتها، وإذا ما تبين بأن هناك مشكلا للنطق مثلا، أو في الأسنان يتم تتبع الحالات المعنية سواء هنا، أو تتم إحالتها على متطوعين بالمناطق القريبة من محلات سكناها. كما أنه خلال ذات اليوم أيضا يتوافد علينا المواطنون بشكل تلقائي من أجل الفحص والتتبع في انتظار إجراء التدخل الجراحي سواء بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدارالبيضاء أو توجيههم للحملات المبرمجة. هل تجرون التدخلات الجراحية على الأطفال في مرحلة عمرية معينة؟ نحن في الجمعية نحرص على أن يستفيد الأطفال الذين يبلغون من العمر 6 أشهر، ويزنون 7 كيلوغرامات، من التدخلات الجراحية، علما بأنه من الممكن إجراؤها في اليوم السابع بعد الولادة او اليوم الخامس عشر، لكننا لانقوم بذلك في هذه المدة الزمنية تفاديا لأية مضاعفات محتملة ، كما هو الحال بالنسبة لتداعيات التخدير. من خلال ممارستكم الميدانية، هل هناك أسباب تبين لكم أنها تؤدي إلى العيوب الخلقية؟ هناك أسباب متعددة، فمثلا ومن خلال البحث الذي قامت به دولة الفليبين التي تحتوي أكبر عدد من التشوهات الخلقية، فقد خلص إلى أن نقص الحامض الفولكي عند النساء الحوامل هو السبب المؤدي إلى هذه التشوهات الخلقية على مستوى الوجه، وبالتالي فالأم خلال الشهور الثلاثة الأولى للحمل يجب أن تتناول هذا الحامض، ونحن في المغرب نتوفر عليه في أقراص تباع بالصيدليات، وهنا تطرح مسألة أساسية وجدّ مهمة، وهي ضرورة زيارة المرأة الحامل للطبيب المختص من أجل تتبع مراحل الحمل، والقيام بالفحوصات والتحاليل التي تمكن من تقديم بيانات واضحة حول وضعيتها الصحية وطبيعة التدخلات التي تحتاجها. إلا انه من خلال تجربتنا وممارستنا الميدانية، فإن هذا الأمر لايتم بالنسبة لعدد كبير من الأمهات اللواتي يتوافدن علينا مرفوقات بأطفال يعانون من تشوهات خلقية، وذلك إما بسبب تواجدهن في مناطق نائية وقرى بعيدة عن المؤسسات الصحية، أو بفعل عامل الفقر المدقع الذي يحول دون تمكين هؤلاء النساء من فحوصات ومتابعة طبية. ثم هناك أسباب أخرى من قبيل زواج الأقارب، فضلا عن حالات وراثية، والتي قد تكون بعيدة جدا. هل هناك أية نسب عن أعداد المصابين؟ التقديرات تشير إلى أن من بين كل 700 حالة إنجاب هناك حالة واحدة للعيوب الخلقية. هل هذه العيوب الخلقية خصوصية تميز منطقة عن أخرى؟ لا ليست هناك خصوصية، لكن الملاحظ أن أغلب الحالات هي من بيئة فقيرة، فمثلا بالمنطقة الشرقية، لاحظنا وما زلنا نلاحظ بأن أعدادا كثيرة تفد علينا من منطقة تالسينت مثلا، وهو ما جعلنا ننظم حملات عدة بهذه الرقعة الجغرافية حتى يتسنى سد الخصاص في هذا الباب. هل هناك مراكز أخرى لجمعية «عملية بسمة المغرب»؟ بالفعل فقد تم افتتاح مركز ثان بالجديدة في فبراير الفارط ، وهو يتطور تدريجيا، كما ان هناك استعدادات لإحداث مركز ثالث بوجدة بالنظر إلى الطلب المرتفع بالمنطقة والنواحي. ما هي متمنياتكم؟ أريد أن أؤكد على أنه في أي محطة نجد بأن عددا كبيرا يتوافد علينا عكس ما نتمنى، إذ نسعى لأن نتوجه في حملة يوما ما ولانجد أحدا، حتى نقف على أنه لم يعد هناك حضور للعيوب الخلقية لدى المغاربة، بفعل علاج ما أو باتباع خطوات للوقاية يقدمها المتخصصون في هذا الباب، والتي نتمنى أن تمكن من تقليص أعداد الحالات في المغرب. من جهة أخرى ندعو المحسنين ومحبي فعل الخير إلى زيارة المركز وإلى الوقوف بأنفسهم على أعداد الحالات التي تفد علينا ، والتي هي في حاجة إلى تدخلات جراحية وإلى تتبع قد لايكون ظرفيا بالضرورة، وهو ما يتطلب مصاريف عدة، حتى يساهموا معنا في تمكين هؤلاء الأطفال من الابتسامة التي تتناسب وقسمات وجوههم الجميلة وأعينهم البريئة، وهنا لايفوتني أن أنوه بالدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي نتمنى استمراره، كما نتمنى مساهمة الداعمين. نائبة رئيسة جمعية «عملية بسمة»