كشفت مصادر حكومية إسبانية قيام سلطاتها الأمنية، يوم السبت الماضي، بتفكيك أكبر شبكة في تاريخ البلد تنشط في مجال صناعة وتسويق ملابس تحمل علامات تجارية مزيفة. والمثير أن الشبكة التي أسسها مهاجرون مغاربة تضم في صفوفها إمامي مسجدين في بلدتي «كينزو دي ليميا» و»أورينسي» الواقعتين على الحدود مع البرتغال. وحسب معلومات كشفتها السلطات الأمنية الإسبانية، فإن الخلية كانت تتوفر على مصانع غير مرخص لها في شمال البرتغال، حيث تتم صناعة أطنان من الألبسة التي توضع عليها علامات تجارية مزيفة لشركات عالمية. وأصدرت وزارة الداخلية الإسبانية بيانا جاء فيه أن «الشبكة، التي أسسها أشخاص من أصول مغربية، كانت تتوفر على مندوبين على امتداد التراب الإسباني الذين عملوا على امتداد العامين الماضيين على تسويق أكثر من 235 طنا من قطع الملابس والأحذية المزيفة، وهي البضاعة التي أفرزت لديهم مداخيل تصل لحوالي 5.5 مليون أورو». وأضاف البيان أن «قسما من تلك الأموال كان يتم إخفاؤه، إلى جانب مجموعة من البطاقات البنكية، لدى مؤسسة تابعة لمسجدين في «أورينسي» و»كينزو»». وذكر البيان أن إمام مسجد بلدة «كينزو» واحد من زعماء الخلية، إذ أن المسجد الذي يشتغل فيه تلقى حوالي مائة ألف أورو كهبات من الشبكة، كما أن اسم إمام مسجد «أورينسي» ورد في حسابات بنكية استخدمتها الشبكة، وتشتبه الشرطة في كونه يتولى عملية تبييض الأموال التي تجنيها الشبكة من مبيعاتها. وكان عملية تتبع أنشطة الشبكة قد بدأت منذ شتنبر 2012، حيث تم التنسيق بين السلطات الأمنية الإسبانية والبرتغالية، وتم تفتيش أكثر من 117 موقعا، مما أسفر عن مصادرة أكثر من مليون قطعة ألبسة مزيفة وحجز بطاقات بنكية والعديد من الأسلحة وبرمجيات حاسوبية تتضمن علامات تجارية لأكثر من 200 شركة ألبسة عالمية، كما تم إغلاق 10 معامل تشتغل بطريقة غير قانونية في شمال البرتغال وتوقيف 65 شخصا في إسبانيا و34 في البرتغال، من بينهم 19 مغربيا، 37 سنغاليا، 34 برتغاليا وتسعة إسبانيين.