انكب مهنيون في الفن السابع ونقاد وكتاب، من المغرب والخارج، على مناقشة رهانات نقل الرواية الى الشاشة الكبرى، وذلك، مساء الاربعاء، في إطار المحطة الادبية الثانية للمهرجان الدولي للفيلم. فتحت عنوان "حينما يصنع الأدب سينماه"، التف حول الكاتبة كاترين إنجولي، مدعوون بارزون من فرنسا، من بينهم الصحافي اريك نوهوف، المتخصص في السينما بصحيفة لوفيغارو، وماريان بايو، رئيس تحرير "ليكسبريس" والكاتب والمخرج دافيد فونكينوس، بالاضافة الى نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، نورالدين الصايل، في جلسة تمركزت حول عناصر نجاح عملية نقل الأدب الى السينما، من منطلق تجارب سينمائية بالمغرب وفرنسا. من المغرب، حضر النموذج الذي قدمه المخرج نبيل عيوش في فيلمه "يا خيل الله" المنقول عن رواية ماحي بينبين حول الهجمات الإرهابية بالدار البيضاء عام 2003، حيث تم التنويه بهذه التجربة من قبل المتدخلين الذين اعتبروا أن الفيلم والرواية عملان منفصلان، بالنظر الى أن الخطاب السينمائي مختلف عن الكتابة الأدبية. فبالنسبة للصايل، أعطى نبيل عيوش، "مزيدا من التماسك والمصداقية" لكتاب بينبين الذي يشكل رواية متمركزة حول العنف الديني، سهلة القراءة، منوها بشجاعة بينبين الذي أقر بان عمله لم يعد في ملكه بمجرد بيع حقوق المؤلف، التي مكنت من اعادة خلق العمل. وأوضح الصايل أن السينما لها متخيلها الخاص، مبرزا صعوبة الانتقال من الكتابة المهيكلة للكتاب الى النظام السينمائي، وهما مجالان تعبيريان مختلفان. على نفس المنحى، اعتبرت الصحافية ماريان بايو أنه بمجرد بيع حقوق التأليف، لا يعود للكاتب أي حق في الرقابة على العمل، معربة عن أسفها لمواقف بعض الكتاب الذين يحاولون التدخل في الإبداع السينمائي أو التعبير عن غضبهم من النتيجة. في المقابل، هذا المشكل لا يطرح بالنسبة للروائي دافيد فونكينوس الذي أكد أنه لا يتدخل الا لماما في عملية نقل رواياته من منطلق المبدإ التالي: "إن كان الفيلم جيدا، فبفضلي، وإن كانت النتيجة سيئة فبسبب السينمائي". أما الصحافي إريك نوهوف فخلص الى أنه "لا وجود للفيلم في غياب سيناريو جيد".