باختيار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش للممثلة الأمريكية شارون ستون، في صدارة الشخصيات السينمائية المكرمة في الدورة 13 التي انطلقت أمس الجمعة، يكون هذا الموعد السينمائي العالمي قد احتفى بمسار فني حافل بالنجاحات في مجال الفن السابع، انتاجا وتمثيلا. شارون ستون التي وصفها مارتن سكورسيزي ب «النجمة الحقيقية» من طينة كبيرات هوليود التي لا يحق مقارنتها بغيرها من النجوم لأنها لم تقلد أحدا ولم تكن يوما ظلا لغيرها. عهدها الجمهور فنانة متمكنة، تعشق السينما ولا تتهاون في عملها حتى بالأمور الصغيرة، كما يجدها المتتبع لأعمالها متجددة مع كل فيلم جديد، متسلحة دائما بالأداء الصادق والموهبة الفذة والحضور القوي? وهي كلها عوامل ساهمت في جعل أفلامها تخترق حدود بلادها نحو الفضاء العالمي الأوسع. دأبت شارون ستون، منذ بداية مسيرتها الفنية، على تزويد أفلامها بدفقة إنسانية، واستطاعت باستمرار حصد النجاح اعتمادا على حسن اختيارها لأفلامها، كما طورت في كل مرحلة من مراحل حياتها نوعية الأدوار التي تختارها، وظلت من خلالها بطلة متألقة ومتفردة في أدائها. تختلف أساليب المخرجين الذين عملت معهم شارون ستون، فكل مخرج كان له أسلوبه الخاص، الشيء الذي أكسبها الخبرة وجعلها تستفيد من تجارب كبار صناع الفن السابع في العالم، ومن بينهم المخرج العالمي مارتين سكورسيزي في فيلم «كازينو». في رصيد النجمة شارون ستون العديد من الأفلام السينمائية والبطولات، وقد حصدت عدة جوائز عن بعضها، ويبقى الفن بالنسبة إليها أداة للتعبير الإنساني حيث أورثها نظرة متفائلة للحياة وعشقا كبيرا للحرية. كان أول ظهور لشارون ستون في السينما في فيلم ذكريات صغيرة لوودي ألن (1980)، راكمت بعده لمدة تزيد عن عشر سنوات العديد من الأدوار الثانوية، من ذلك دورها في «مزرعة الرعب لويس كرافن (1981)، و»طلاق في هوليوود» (1984)، و»كنوز الملك سليمان» و»أكاديمية الشرطة» و»مواطنون على دورية» (1987). وكان عليها أن تنتظر بداية سنوات التسعينيات، لتضرب لها الشهرة موعدا بعد لقائها مع المخرج بول فيرهوفن الذي منحها دور قاتلة في فيلم «استدعاء كلي» (1990)، ثم لتلعب بعدها دور الروائية كاترين ترامل في فيلم «غريزة أساسية» (1992)، قبل أن تترشح لنيل جائزة الأسكار وجائزة كولدن كلوب عن دورها في فيلم كازينو (1995)...