كيف سيطل علينا الديربي رقم 115؟ وهل سيرقى إلى مستوى التطلعات؟ ولمن ستدق طبول الفوز؟ وهل سيرضى الرجاء والوداد بقسمة نقطتي التعادل؟ هذه بعض الأسئلة المتداولة بين البيضاويين، الذين يتقاسمون عشق اللونين الأحمر و الأخضر. يراهن فريقا الرجاء والوداد على المحطة الأخيرة من الثلث الأول للدوري المغربي الاحترافي لتعزيز الرصيد ضمن طابور المقدمة، والاقتراب من اعتلاء مركز الصدارة، فالوداد يعتبر هذه المباراة مناسبة لاختبار المقومات، وتأكيد الذات، والرفع من المعنويات، وإهداء الجماهير الحمراء باقة من البسمات .. لكن في المقابل، يسعى فريق الرجاء إلى محو آثار هزيمة الكأس، واستجماع الأنفاس، لمصلحة الذات والجماهير وكل الناس. لا أحد يجادل في أن مباراة الديربي تطفو على أجوائها الكثير من الحساسيات، سواء فوق رقعة الملعب، أو بالمدرجات، وهذا ما يجعل الضغوطات ترخي بسدولها على نفسية اللاعبين، لدرجة أن مدربي الفريقين يركزان على الجانب النفسي أكثر من التوليفة التكتيكية، وهذا أمر طبيعي في مثل هاته المباريات، التي تلفها حساسية مبالغ فيها، لأن كل طرف يحاول أن يتفادى الخسارة، على اعتبار أن الهزيمة في الديربي تحدث زلزالا في القلعة الحمراء أو الخضراء، كما أن الفوز في هذه المحطة شبيه بلقب فخري، لذلك فالمباراة تدور تحت شعار (لا للخسارة). وبقراءة سريعة في مسيرة الغريمين نستخلص بأن الفريقين معا سجلا صحوة ملحوظة خلال الجولات الأخيرة بعد انطلاقة متعثرة، وغير مشرفة، وأضحى الفريقان يتطلعان إلى اعتلاء كرسي الريادة، تحت حافز أن الفوز باللقب يؤهل صاحبه للمشاركة في بطولة العالم للأندية، ولعل الديربي هو الجسر الذي ييسر الارتقاء إلى الصدارة، سواء بالنسبة لهذا الطرف أو ذاك، لذلك فالوداد البيضاوي، الذي وقع على ثلاثة انتصارات، بعد ثلاث هزائم متتالية، يراهن مدربه عبد الرحيم طاليب على لقاء الديربي للكشف عن أوراقه التكتيكية، خصوصا وأنه سبق أن واجه امحمد فاخر خلال مباريات سابقة، لكن في ظروف مغايرة، وتبين أنه يحسن قراءة المدرب المنافس، لذلك فلا غرابة أن يصنع الوداديون الحدث، سيما وأن فصيل إلترا «وينرز»، الذي قاطع مباريات الوداد، من المحتمل جدا أن يملأ مدرجات«فريميجة»، وأن يكون هذه المرة في الموعد. فريق الرجاء، الذي انطلقت تداريبه يوم الأربعاء على إيقاع نكسة الهزيمة في نهائي الكأس، لن يقبل بخسارة جديدة في مباراة ذات حساسيات مفرطة، لذلك، سيحرص هذه المرة المدرب فاخر - الذي تعرض لعدة انتقادات - على تلافي الهزيمة، لأن التعثر في الديربي، وفي هذه الظروف قد يحدث تصدعا داخل البيت الرجاوي، وقد يفقد الفريق بعضا من توازنه، وهو المقبل على دخول منافسات كأس العالم للأندية، وعليه فمن المحتمل جدا أن يدخل مدرب الرجاء بعض التعديلات على التركيبة البشرية. تصريحان : امحمد فاخر، مدرب الرجاء: «مباراة الديربي تختلف عن باقي مباريات الدوري، لأنها تكون مغلفة ببعض الحساسيات، ومع ذلك فالفوز فيها لا يمنح سوى ثلاث نقط، ولا ييسر الظفر باللقب كما أن الخسارة في الديربي لا تحرم من التتويج بلقب الدوري، وبحكم تجربتي، فإن مباراة الديربي تلعب على رقعة الميدان، ونتيجتها قد تكون لفائدة هذا الطرف أو ذاك، بغض النظر عن وضعية الطرفين فوق خريطة الترتيب. الوداد فريق له اسمه، وله وزنه، لذلك فأنا لا أستحضر وضعيته الحالية، وصحوته الملحوظة، على اعتبار أن الوداد والرجاء عودانا على الظهور بمستوى جيد خلال محطة الديربي، التي تختلف عن لقاءات البطولة، وبالنسبة لنهائي الكأس، فقد أدرت ظهري للهزيمة، وأفكر في الاستحقاقات القادمة». عبد الرحيم طاليب، مدرب الوداد: «لقاء الديربي يخرج عن نطاق كونه مباراة كباقي مباريات البطولة، لكن الضجة الإعلامية التي تسبقه هي التي تساهم في تقوية الحساسيات، التي اعتادت أن تلف هذه المواجهة، كما أن حديث الجماهير البيضاوية حول هاته المحطة يزيد من إشعال فتيلها، ويضفي عليها بعض الحماس بالمدرجات، وهو الأمر الذي قد يرمي بضغط كبير على اللاعبين، خصوصا الذين يخوضون الديربي لأول مرة. لا أخفي أن مثل هذه المباريات تتطلب إعدادا نفسيا، وهذا ما سنركز عليه طيلة الأسبوع، كما سنعمل على إبعاد اللاعبين من كل الضغوطات الخارجية، كي يكونوا حاضرين ذهنيا يوم المباراة، سيما وأن الفوز على أولمبيك خريبكة جاء في وقت مناسب، حيث سيرفع من معنويات اللاعبين، وسييسر لهم القيام بالمهة المنوطة بهم بكل ارتياح، لتحقيق رهان النجاح، لكن فريق الرجاء يملك عناصر منسجمة ومتماسكة، وقوته تكمن في كرسي احتياطه، لذلك من الصعب التكهن بنتيجة المباراة قبل إجرائها».