وبعد أن باعوا القرد سخروا ممن اشتراه! وهذا هو الحال مع نواب العدالة والتنمية، يوم أمس في البرلمان. يقول الخبر: ثار نواب العدالة والتنمية ضد السماح لوزير التربية الوطنية رشيد بلمختار بإلقاء كلمته يوم أمس بالبرلمان وهو جالس في مقعده. وانتفض نواب رئيس الحكومة، عندما سمحت رئاسة الجلسة، صباح أمس، وبموافقة النواب البرلمانيين، للوزير بالجلوس والحديث إلى النواب، بدون وقوفه في منبر الحكومة. وهو ما استغرب له كل البرلمانيين، لا سيما وأن نواب البيجيدي اعتبروا أن الأمر يستوجب «نقاشا داخل مكتب المجلس». ويقول التعليق: كيف يسمحون له باتخاذ مقعد في الحكومة، وإسناد أخطر وزارة له في البلاد في هذا الوقت بالذات ويسمحون له بالجلوس في كرسي الوزارة الأخطر في البلاد، ثم يحتجون عندما يجلس الرجل في البرلمان، بموافقة رئاسة الجلسة ونواب الأمة الحاضرين؟ لأنهم أشبه ما يكونون في الواقع بالرهبان في كنيسة القسطنطينية. فقد كانوا يستنفدون كل لاهوتهم لمحاولة الإجابة عن سؤال بدا لهم، هو أهم من جيوش محمد الفاتح التي كانت تدك أسوار مدينتهم. وشحذوا عقولهم الباردة ليسألوا السؤال المركزي: هل الملائكة ذكور أم إناث؟ وكم من ملائكة يمكن أن يقف فوق إبرة؟ السادة النواب المحترمون جدا، سبق لهم أن لعبوا اللعبة ذاتها، وكان لهم، وقتها، بعض من «التوفق الأخلاقي»، كما يسميه الزميل حسن طارق( إذا كان مازال يؤمن بهذا)، عندما تم الإعلان عن لائحة الولاة والعمال. وقد كان بنكيران قد أعلن، وهو يكاد يقسم بأنه من وضع الأسماء ومن اختار السادة الولاة والعمال، لكن السادة نوابه المحترمين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وطالبوا بالتحقيق مع المعنيين، بل هاجموا اللائحة تحت قبة البرلمان. واعتقد الكثيرون أن الضجة مغشوشة فعلا، واعتقد نفس «الكثيرون» بأنهم لن يعيدوها، لكن هاهم يعيدونها بالتفصيل الممل: يعني أن يقبلوا بتعيين الشخص ثم ينتقدونه، بأشياء تافهة كالجلوس.. أو عدم الجلوس! الحقيقة، يقع في البرلمان ما ترويه قصة من القصص الماكرة عن رجل كان يفطر في شهر رمضان. ولما حان وقت السحور أيقظ زوجته لكي تهيئ له المائدة. السيدة المسكينة فركت عينيها واستنكرت: واش انت ما تصومش وبغيتي السحور؟ فأجابها بجوع بارد : واش خلينا الفرض ونزيدو حتى السنة، اللا؟ وملي السادة النواب قبلتوا الفرض ديال الجلوس في الحكومة، علاش منوضين القيامة على الجلوس في البرلمان؟ والعبد الضعيف إلى ربه يسأل بدوره: كم من وزير يمكن أن يقف فوق إبرة بنكيران؟ قال ليه: طلع للحكومة، قال ليه شكون كال ليك تجلس فالبرلمان؟