لم أصدق ما سمعت، وترددت كثيرا في متابعة الأصوات المتعددة لمن التقيتهم وهم يرددون على مسامعي أخبار الوزيرة الطرية سمية بنخلدون. فقد خلصت من الأحاديث الطويلة، والتي جاءت بسبب ما يعرفه قطاع الوزيرة المنتدبة لدى السيد الداودي المكلفة بالبحث العلمي، أن العبث مغربي تماما، وهو مثل الطربوش أو «الزيف» يضعه البعض منا كدليل على الهوية!! من المعروف أن السيدة الوزيرة كان عليها أن تخلق وزارتها، مع التعديل الحكومي الجديد، وهي لم تجد قبلها هيكلا قائما تنحشر فيه، كما وزراء آخرون منهم الوزير «الشاف» السي لحسن الداودي، الذي صرح مؤخرا بأنه كان ينتظر الدخول إلى السجون ليس الوزارة .( وقد فوت الفرصة في سنوات الرصاص الرهيبة وأراد أن يبحث عنها في زمن البناء الديموقراطي، ما عليناش).. ووجدت نفسها تقيم في بناية مديرية تكوين الأطر. وبدا لها من الطبيعي أن ترتقي بهذه المديرية إلى وزارة!! ولكل شيء سبب وثمن! فكان أن قلبت الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، سمية بنخلدون مقر وزارتها رأسا على عقب، طمعا في البريستيج الغالي. وعلمت الجريدة أن الوزيرة لم تطق الجلوس في الطابق الرابع من البناية، لأن«المصعد، لا سونسور، قديم وموسخ»، على حد تعبيرها. وطلبت أن يتم منحها مكتبا كان مخصصا لإرشاد الطالب، على أن يتم مسح مكتبين آخرين بجانبهما حتى يتوفر لها الفضاء اللازم لمقامها. وقالت الوزيرة الجديدة إنها لا تريد أن تبقى في الطابق الرابع «باش ما يشفوني الناس»، والمقصود بالناس هنا العاملين في الوزارة. إلى حد كتابة هذه السطور مازالت السيدة، مرغمة لا بطلة، بالبقاء في الرابع الطبقي ( عفو الطابق الرابع). وهي فرصة، أيضا، في استثمار الوقت للبحث ..(العلمي؟) لا للبحث عن ..«الزاربي» اللائقة. وصبيحة أول أمس تم عرض الزرابي على أنظارها، لكي تنتقي ما يليق بالوزيرة. ويبدو أنها لم تجد ما تريده، وإلى حد كتابة هذه السطور مازالت لم تستقر على النوع الذي تريد. وربما علينا أن نفهمها، فقد ألفت أن تركب «البساط السحرى».. من الوضع العادي إلى الوضع الوزاري. وسيكون من المفيد لها أن تستمر في البحث عن زربية تنتقل بها من بيتها إلى مكتبها. هذا هو البحث العلمي عن الزرابي.. والهدف من وراء ما نقلته مصادرنا هو أنها« قررت أن تغطي كل الأرضيات بالزرابي»، حتى لا ترى «الوسخ » الذي يملأ الأرضيات الوزارية. وقررت الوزيرة، أيضا، أن يجد لها القيمون على البناية مدخلا آخر غير المدخل الذي يلجه الموظفون، سامون أو عاديون، في الوزارة، على أن تكون لها باب خلفية تدخل وتخرج منها بدون أن تراها الأعين. ويكون لها كاراج «بتيلي كوموند». وينتظر العاملون في مكتب إرشاد الطالب أن يتم ترحيلهم إلى حيث الأرشيف بوزارة السيد الحسن الداودي، هناك في الطابق الأرضي. السوسول. فماذا يحصل بالفعل؟ لقد جاءت الهيكلة الجديدة للوزارة، حسب المعلن عنه في منشورات الوزير وفي تصريحاته من أجل ترشيد الميزانية. ولهذا مثلا تم دمج 3 مديريات في مديرية واحدة هي مديرية التنمية البيداغوجية، تضم التعليم الخصوصي والإعلام والتنسيق بين المؤسسات والتعليم الجامعي.. وهذا ملف آخر، لأن بعض المديريات منفوخة جيدا في حين البعض الآخر سقيم. والوزيرة نفسها جاءت من أجل مديرية واحدة!! هي مديرية البحث العلمي. لنوافق جدلا أن هناك نية في تقليص الميزانية وترشيدها؟ كيف يتم التفكير في خلق وزارة برمتها، برتبها وبعمالها وموظفي الديوان فيها وما إلى ذلك، في الوقت الذي يتم فيه مسح مديريات، على كل كانت موجودة وستظل مصاريفها موجودة؟ الترشيد يمس الأطر البسيطة في المديرية التي أصبحت وزارة: فالموظفون المتوسطون تم تطبيق الترشيد عليهم (بعد أن كانوا يمارسون الإرشاد لفائدة الطلبة )، وهكذا عوض 000 1 درهم كعلاوة (بريم) كل شهر، لما يقدمونه من خدمة، فقد تحولت إلى 900 درهم في .. ثلاثة أشهر!! هذا إرشاد الفقر إلى بيوت الأطر. ولا بأس من أن يكون الترشيد بتقليص مداخيل الأطر وشراء زربية! وإعادة بناء الوزارة! وحتى خلق الوزارة برمتها ...! وماذا نقول عن المسؤولة الجديدة عن الموارد البشرية، وهي أستاذة سابقة جرى تعيينها مؤخرا.. قادمة من كرسي الجامعة كأستاذة ولا خبرة لها ..؟.