استضافت فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا المنظمة بين 23 و28 شتنبر 2013، السينما الشيلية كأحد الفقرات الفنية الهامة، بغية تقديم إضاءات على سينما بلد جنوب أمريكي يعرف تحولات عميقة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.. وفي هذا السياق، استحضر عشاق الفن السابع المغربي فوز فيلم «العب» للمخرجة أليسيا شيرشون بالجائزة الكبرى لمهرجان فيلم المرأة الدولي بسلا سنة 2005 .. هذه المرة استضافت الدورة السابعة من المهرجان فيلما من العيار الثقيل أيضا، بعنوان «صيف الأسماك الطائرة» للمخرجة مارسيلا سعيد إنتاج سنة 2013، إضافة لأفلام أخرى مثل: فيلم «من الخميس إلى الأحد» للمخرجة دومينيكا سوطومايور و»سائحون» للمخرجة أليسيا شيرسون .. على مستوى آخر، يتأكد لمتابع بعض تجارب السينما في أمريكا اللتينية أن السينما الشيلية هي إحدى السينمات الأكثر دينامية في القارة الأمريكية، حيث تمكنت أعمال المخرجين السينمائيين من جعل الشيلي تتملك شخصية وأسلوب خاصا في التعبير الفني ضمن مجموع بلدان المنطقة.. ففضلا عن سمة التنوع الفني والموضوعاتي للأعمال المقدمة، هناك خصوصية في المعالجة المعتمدة على العمق وتتبع تفصيل حياة الشخصيات والتركيز على تيه الفرد والمجتمع، وسط حراك يختلط فيه العنف والسلطة والأمن والعسكر والمخدرات والبحث الدائم للأفراد عن حب ملاذ آمن هربا من أزمة مجتمعية خانقة.. ففي تجربة فيلم «صيف الأسماك الطائرة» للمخرجة مارسيلا سعيد يمكن تلمس كثير من تلك السمات الفنية والتيماتية المتحدث عنها.. تحكي قصة الفيلم المذكور أحداثا من حياة الشابة مانينا المراهقة التي تعيش تجربة حب والباحثة عن معنى في الحياة.. الفتاة المراهقة مانينا تعيش في حضن أبيها البرجوازي القادر في المنطقة على كل شيء بما ذلك استغلال العمال الهنود المابوتشي، الذين يطالبون بحقوقهم في استغلال الأراضي المغتصبة في مواجهة أبي الشابة التشيلي الغني الغارق في الإهتمام بصيد أسماك الشبوط من بحيرته الإصطناعية، منتهجا أساليب مضرة بالبيئة.. تتسم المعالجة الفنية لفيلم «صيف الأسماك الطائرة» للمخرجة مارسيلا سعيد بمجموعة مواصفات تحول العمل السينمائي إلى عمل سينمائي جميل، يزاوج بين تتبع تفاصيل حياة الشخصية البطلة، التي تجد نفسها بعيدة عن مسلكيات أبيها المتسلط المستغل المستهتر بحياة الناس والمحيط، بينما هي تراقب الجميع حتى العمال وخاصة صديقها بيدرو العامل في بيت أبيها، بيدرو الخدوم اللطيف الميال إلى لقاء مانينا، والهاربين هما الاثنين دوما إلى خلوة الاستمتاع بالطبيعة، عزلة الغابة القريبة، ومياه البحيرة، وأشجار ونباتات الأراضي الخالية التي لا تنتهي حد البصر.. جمالية الفيلم تأتي من جمالية الفضاءات المصورة ، أيضا، فكثير منها فضاءات طبيعة خالصة بعيدة عن تدخل أيدي البشر.. وضمن هذا السياق يشكل الماء مكونا خاصا بالفيلم، فسواء أكان تصويره عبر الأمطار المتهاطلة الكثيرة أو كان تصويره بالبحيرة الجميلة الطبيعية أو بطرائق أخرى، يظل الماء يحمل رمزيات خاصة بالفيلم كعنوان للتطهير والتطهر والراحة وإعادة الحيوية والقوة واستعادة الحياة.. بهذا، تكرس الدورة السابعة الحالية نفسها، كدورة سينمائية تستفيد من التراكمات التنظيمية والفنية السابقة، حيث تقدم كل سنة إضافة خاصة، وتحرص على تعميق هوية تنظيمية خاصة بهذه التظاهرة التي تحتفي بالفن السابع وبخاصة الفن السابع بصيغة المؤنث ببلادنا وببقية بلدان المعمور.. وكدورة تقدم نظرة مزدوجة للمرأة والرجل حول ما يتعلق بالمرآة من خلال إبداعات سينمائية. ولعل إدماج المنظمين لبعض قضايا الراهن السياسي والإجتماعي يعطي للدورة وضعا تفاعليا خاصا مع المحيط، حيث حرصت إدارة الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا على تنظيم لقاءات خاصة حول الربيع العربي وسينما الإنتقال الديمقراطي، منها سينما بلدان أمريكا الجنوبية خاصة سينما بلد الشيلي..