عدد كبير من المقاولين الشباب يذهبون ضحية بعض المنعشين الذين يختارون طرقاً ملتوية في تعاملهم معهم، تؤدي في العديد من الأوقات إلى إفلاس بعضهم وتحمل الآخرين خسارات فادحة تسببت في عبء كبير ومديونة مفرطة. ومن بين المقاولات الشابة التي كانت ضحية منعش من هذا النوع، مقاولة أبو آية ، التي اتصل بها منعش عقاري لبناء مشروع سكني بطريق مديونة سابقاً، شارع محمد السادس حالياً قرب شركة التبغ. وبعد الاتفاق على كل الأمور، حطت هذه المقاولة بمكان الورش، وأنزلت معداتها ومستلزمات البناء في شهر أبريل 2012، وانتظرت التوصل برخصة انطلاق الأشغال، وهو ما لم يوفره هذا المنعش الذي طالب المقاول بالشروع في العمل إلى حين التوصل بالرخصة، وهو ما لم يتوعد هذا المقاول على العمل به، حيث أكد على الحصول على الرخصة أولا. استمر هذا الوضع مدة طويلة. وكأي ورش، لابد من حراس ليل نهار، وهو ما وفرته هذه المقاولة، والتي شغلت حارساً قاراً أسكنته داخل الورش لحراسة معداتها والحفاظ على سلامتها إلى غاية يوم الأربعاء 2013/09/18، حين تقدم المنعش من الحارس وطلب منه مصاحبته إلى مدينة كلميم، حيث رفض هذا الأخير، واستدعى صاحب المقاولة الذي قدم صحبة عون قضائي للوقوف على حقيقة الموضوع وعد وإحصاء المعدات واللوازم التابعة لمقاولته، بعد أن تأكد له أن المنعش أراد إزاحته من الورش، واستقدام مقاولة أخرى، «لإيهام المنخرطين في مشروعه السكني، حسب شكاية المقاول، الذين ينتظرون بناء شققهم على أحر من الجمر، أنه سيشرع في عملية البناء ، كما فعل مع مقاولتي، حيث طلب مني بعد أن وضعت معداتي القيام بالحفر، واطمأن ساعتها المساهمون المنخرطون...». وفي السياق ذاته ، تجدر الإشارة إلى أن السياج القصديري المحيط بالورش أصبح مأوى للمدمنين على مختلف أنواع المخدرات والكحول بما في ذلك ماء الحياة، وهو ما اشتكى منه العديد من السكان لدى الملحقة الادارية 59 بابن امسيك بواسطة شكاية كتابية تحمل أكثر من 60 توقيعاً . هذا بالإضافة إلى تشويه منظر الحي والبيئة وانتشار الفئران التي تكاثرت بهذا الورش، مع وجود بعض الثعابين وكلها تشكل خطراً على السكان المحيطين بهذا الورش الذي أضحى مصدرا لكل أشكال الإزعاج. هذا وقد تقدمت مقاولة أبو آية بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء عن طريق محاميها بهيئة الدارالبيضاء، ملتمسة من القضاء ، فتح تحقيق في كل السلوكات التي تشوبها سوء النية المؤدية لعملية الاحتيال والنصب، والتي كانت ضحيتها ولن تكون الأولى والأخيرة، تقول الشكاية، ، علما بأن المشتكى به أطلق العنان للسانه أمام الملء وشرع في القذف والسب ، في حق صاحب المقاولة الذي خاطبه قائلا «غادي تعرف أشكون هو م. س، غادي ندخلك لعكاشة»! وغير بعيد عن الدارالبيضاء، وبالضبط بشاطىء سيدي رحال التابع ترابياً لعمالة إقليمبرشيد، تعرضت مقاولة «أومنية فورم» التي تعمل بورش بدوار الهواورة سيدي رحال الشاطىء برشيد، بعد أن انهت أشغال البناء المتفق عليها مع المنعش العقاري، إلى التماطل في أداء ما بقي من المستحقات المالية التي تقدر ب 160 مليون سنتيم، بل أكثر من ذلك، «عمد المنعش العقاري، حسب المشتكين ، بتاريخ 2013/08/24، إلى مهاجمة ورش البناء التابع لشركتنا ، وهناك عمد رفقة مجموعة تفوق 30 نفراً، حسب الشكاية التي وجهها صاحب هذه المقاولة إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببرشيد تحت عدد 2303 ش/ 13 بتاريخ 2013/08/26، تتوفر الجريدة على نسخة منها، إلى سرقة مجموعة من الوثائق والتصاميم وكتاب الورش وصندوق حديدي وحاسوب وآلة رقمية لتحديد المستوى وكذا كمية مهمة من المادري «الخشب» وصافوطاج، بالإضافة إلى كميات مهمة من الحديد، ولم يقف عند هذا الحد، بل عمد رفقة مساعديه إلى استعمال جرافة لإزالة مجموعة من الآلات، منها الة تيليسكوب وآلات أخرى منها خلاطات جديدة»، مضيفة « علما بأن المقاولة سبق لها أن أجرت معاينة بتاريخ 2013/06/28 وأخرى بتاريخ 2013/08/02. وبتاريخ 2013/08/24 وبتاريخ 2013/08/25 ، وكلها محاضر معاينة وإثبات لمفوض قضائي محلف تؤكد بشكل لا يدع أي مجال للشك، الوقائع التي سبق سردها ، ومنعت المقاولة من دخول ورشها وتفقد ممتلكاتها وأمتعتها بفعل التهديد بالقتل من طرف مجموعة المنعش العقاري». وقد التمس المقاول من وكيل الملك في شكايته المقدمة من طرف محام بهيئة سطات، إعطاء أوامره إلى الضابطة القضائية قصد إجراء بحث دقيق في النازلة، وذلك بالاستماع إلى طرفي النزاع، مع تقديم المشتكى به ومن سيثبت البحث تورطه في القضية، إلى النيابة وإحالتهم على من له الحق في النظر قانونياً. هذا وهناك عدة حالات لا يسع المجال لذكرها، ذهب ضحيتها العديد من المقاولين الشباب الذين أفلسوا، ومنهم من «يدق» أبواب السجون عبر التراب الوطني، في الوقت الذي يزداد عدد المنعشين الذين يختارون التحايل والنصب على المواطنين الذين يبحثون عن قبر حياتهم، وعلى المقاولين الذين بدأوا يشقون حياتهم المهنية بنجاح إلى أن واجهوا الأساليب الملتوية لمثل هؤلاء المنعشين، في غياب وسائل ملموسة تحميهم من الحيل المحبوكة من طرف هذه النوعية من المنعشين، الذين يُسيئون إلى غيرهم من النزهاء من المنعشين الذين يساهمون فعلا في تحقيق الإقلاع التنموي المنشود.