عرفت مدينة تطوان وعلى مدار أكثر من 39 ساعة ، حالة استنفار قصوى لمختلف الأجهزة الأمنية، بسبب تعنت وتهديد رجل ضبطته زوجته داخل منزله برفقة سيدة أخرى ، حيث رفض فتح الباب رغم حضور رجال الأمن و كذا تهديديهم و رميهم بقنينتي غاز . و تعود فصول الواقعة إلى صبيحة يوم الأربعاء 11 شتنبر عندما توجهت الزوجة التي لها نزاع قضائي إلى بيت الزوج من أجل طلب نسخة من عقد إبنهما من زوجها ، حيث مباشرة بعد طرقها للباب رماها زوجها بكمية من الماء لأجل دفعها للعودة من حيث أتت، وبعد إصرار الزوجة على الحصول على نسخة من عقد الإزدياد لأجل تسجيل ابنهما في إحدى المدارس ، خرجت هاته المرة مرافقة زوجها و رمتها هي الأخرى بسطل من الماء، لتجدها ذريعة وتتصل بأفراد عائلتها، الذين حضروا على الفور، وقاموا بمحاصرة المنزل، فيما هي انتقلت إلى المصالح الأمنية قصد تسجيل شكاية الخيانة الزوجية . ورغم استعمال كل الإجراءات القانونية والحبية من طرف الأجهزة الأمنية مع الشخص المضبوط، فإن هذا الأخير تعنت وأصر على المكوث بالمنزل، مما اضطرت معه السلطات الأمنية إلى استصدار أمر من النيابة العامة من أجل اقتحام المنزل، حيث مباشرة بعد الإستعانة بأحد الحدادين قصد اقتحام المنزل، رماهم الزوج بقنينتي غاز، وهدد بتفجير أخريات في حالة مواصلة تكسير الباب . وبالنظر إلى كون المنزل يقع في شارع رئيسي بمدينة تطوان، انتقل الخبر كالنار في الهشيم وتحول شارع عبد الخالق الطريس إلى قبلة كل التطوانيين والتطوانيات، بل ورابط العديد من النسوة والشباب بالقرب من المنزل طيلة 14 ساعة إلى غاية تسليم الزوج نفسه للأجهزة الأمنية في حدود الساعة الثانية عشرة و النصف صباحا من أمس الجمعة 13 شتنبر ، حيث عمدت الأجهزة الأمنية إلى الإتصال بمحامي الزوج، الذي دخل معه في مفاوضات عسيرة من أجل تسليم نفسه لقاء حمايته من سخط وبطش أبناء الحي وبعض المتطفلين ، الذين عمد بعضهم إلى محاولة تكسير باب المنزل واقتحامه. وبحسب بعض شهادات أبناء الحي وأصدقاء العائلة، فإن الزوج الحامل للجنسية الفرنسية، والذي يعاني من اضطرابات نفسية، دخل في نزاع قضائي مع زوجته بسبب أداء النفقة و إهمال الأسرة، منذ 2005، حيث حكمت لصالح الزوجة ضد الزوج بأداء 130 ألف درهم ، في الوقت الذي أكدت بعض التصريحات أن الزوجة دخلت في نزاع قضائي مع زوجه وهي مازالت في بيت الزوجية . واللافت في هاته الواقعة، كيف أن الشارع التطواني تعامل مع القضية، وكيف صور الرجل على أنه مجرم خطير، في الوقت الذي أنه متهم بجريمة لا يمكن تصنيفها في دائرة الجرائم الخطيرة التي تهدد الأمن العام، بل وكيف تعامل معها الرأي العام المحلي، وكيف تجمهرت النساء قبل الرجال والأطفال، بل منهن من لم تبارح مكانها منذ الساعات الأولى ليوم الخميس، في الوقت أن كل الشهادات تؤكد أن الرجل يعاني من اضطرابات نفسية ودخل مع زوجته في نزاع قضائي، وأن السيدة التي ضبطت معه تشتغل في إحدى المؤسسات الخدماتية في مجال النظافة، ولا يستبعد أن يكون استعان بها من أجل تنظيف المنزل .