ارتفعت موجة غضب سكان النيف صباح يوم الجمعة الماضي أمام المستوصف المحلي، بسبب وفاة امرأة في عقدها الثالث زوال الأربعاء 29/08/2013 داخل سيارة إسعاف في الطريق المؤدية إلى المستشفى الإقليمي بالرشيدية، الذي يبعد عن النيف ب 180 كيلومترا ، وذلك بعد وضعها لتوأمين متأثرة بنزيف دموي حاد، تاركة وراءها ستة أطفال. وتعود تفاصيل هذا الحدث المؤلم حسب معلومات أدلى بها موحى أوعوش في اتصال هاتفي « أن المسماة قيد حياتها فاطمة بن يشو (1979) نقلت إلى مستوصف النيف القروي من أجل العلاج نتيجة نزيف دموي استمر بعدما وضعت توأمها في منزلها، مضيفا أن عدم توفر المستوصف على الدم، ولا على التجهيزات الطبية الضرورية، أدى لنقل فاطمة على الفور إلى المستشفى الإقليمي بالرشيدية، لكنها لفظت أنفاسها في الطريق بعد أربع كلومترات من الانطلاق جراء تأثرها بنزيف دموي حاد. وذكر المصدر نفسه أن حالة الضحية ليست بالوحيدة ؛حيث إن أما لسبعة أطفال من دوار آخر بالنيف قدمت في غشت الماضي إلى المستوصف لتضع مولودها الجديد لتخرج منه جثة هامدة بسبب عدم وجود طبيب جراح لإنقاذها، وقبل ذلك بسنوات هناك حالات كثيرة و كثيرة جدا بنفس المستوصف. وللإشارة فإن مستوصف النيف الذي يضم حاليا ثلاث جماعات قروية، ألنيف ، حصيا ، مصيسي، وبساكنة تفوق 50 ألف نسمة يفتقد لأبسط التجهيزات الضرورية؛ التي من شأنها أن تلبي الخدمات الصحية اللازمة للمواطنين البسطاء كالراديو، و آلات كشف الولادة ...إلخ هذا، كما يعاني المستوصف أيضا من نقص في الأطر الطبية؛ بحيث يضطر المواطنون في كثير من الأحيان خصوصا عند الحوادث الخطيرة، أو عند الإصابة بالأمراض الخبيثة عافى الله الجميع للتنقل إلى مدينة الرشيدية، أو مدينة تنغير التي ينتمي إليها إقليميا ويبعد عنها بمسافة تقدر ب ( 65 ) كيلومترا، وأحيانا يضطر المريض للتنقل إلى ما بعد الإقليم من أجل القيام بالفحوصات اللازمة، لتلقي العلاج الكافي الذي يفتقد له مستوصف هذه البلدة، وهو ما يكلف المريض وذويه مصاريف إضافية، ومعاناة مستمرة جراء التنقل لمتابعة وضعه الصحي . بالإضافة إلى ذلك هناك عدد كبير من الحالات قد توفيت في هذا المستوصف نظرا للإهمال . والسؤال الذي بات يفرض نفسه هو: متى سيتم بناء مستشفى في بلدة ألنيف بتجهيزات ضرورية، وبأطر كافية؛ من شأنه أن ينقذ مزيدا من أرواح «عباد الله» ، وهل سيفك قريبا لغز ارتفاع نسبة النساء الحوامل بالنيف على وجه الخصوص، أم تبقى المعاناة، والتهميش هي سيدة الموقف بهذه البلدة ودواويرها المجاورة؟؟؟