كشفت الأحداث التي تجري في مصر عن تردي إعلامي حقيقي يضرب في العمق أخلاقيات المهنة، والالتزامات المطروحة على كاهل الإعلاميين وأولها تحري الدقة والموضوعية ناهيك عن ضحالة فكرية وأخلاقية غير مسبوقة. فالحرب التي تقودها بعض الجهات الإعلامية المقربة من الإخوان ضد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بلغت إلى حد تزوير الحقائق والمعطيات على رأسها الادعاء بأن أصوله يهودية، وأن والدته تنتسب إلى يهود المغرب وبالضبط من مدينة آسفي. هذه الادعاءات التي ثبت أن لا أساس لها من الصحة، وأن من روجها جهات مقربة من جماعة الإخوان المسلمين، وجدت في بعض المنتسبين إلى الإعلام من يصدقها حيث أن العديد من المواقع الإخبارية تناقلت الخبر ونسبته إلى موقع ويكبيديا، وهي مغالطة كبرى يكفي الدخول إلى هذا الموقع للتأكد منها. ولأن صغار العقول ما أكثرهم، سواء في مصر أو في المغرب، فقد صدقوا ذلك، وكان من نتائجه ظهور نزعة عدائية ضد المغرب كدولة وشعب داخل صفوف المنتسبين إلى الإخوان والإسلام السياسي كما ظهر على فيديو لواحد منهم يسب المغرب والمغاربة ويقول عنهم إنهم لقطاء، وهي انزلاقة تهدد بإشاعة الحقد والضغينة. في الحروب والمواجهات تكون الحقيقة هي الضحية الأولى، لكن عندما تمعن بعض الجهات في الكذب على الجماهير لتحقيق مكاسب سياسية عبر الدين وشحن أتباعها لاستعداء من يخالفها ، حتى لو أدى ذلك إلى إشعال الفتن ، تكون قد اقتربت أكثر من ارتكاب جريمة أفظع وهذه المرة ضد الإنسانية كلها.