بعد مرور 10 سنوات من الانتظار، ولعد «وعد مهرجان أصيلة» بخلق مؤسسة تحمل اسم محمد شكري، أبصرت هذه المؤسسة النور في مدينته الأثيرة تحت رعاية وزارة الثقافة... فهل ينقذ المشروع تركة »الأمازيغي النحيل« الذي يعدّ الأكثر إثارة للجدل في أدبنا الحديث الذي عاش حياة صاخبة في ملاهي طنجة وحواريها وخلّد عالمها السلفي في أعماله؟ وبإعلان مدينة طنجة عن إنشاء »مؤسسة محمد شكري«، يكون الستار قد أُسدل على تأخر دام عشر سنوات تلت رحيل الكاتب وضاع خلالها جزء كبير من ذاكرة الراحل الذي لم يخلّف أبناءً. خلال الدورة التاسعة من مهرجان »تويزا« الذي تنظّمه »مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية« في طنجة، أُعلن السبت الماضي عن »مؤسسة محمد شكري« ضمن شراكة تجمع مجلس المدينة ووزارة الثقافة المغربية ترمي إلى حفظ ذاكرة كاتب يعتبر من أكثر أبناء جيله ممن كتبوا بالعربية إثارةً للجدل. خلال السنوات التي سبقت رحيله، فكّر محمد شكري (1935 2003) في حفظ ذاكرته من الضياع. وأعلن أصدقاء محمد شكري ممن شاركوا في مهرجان »تويزا« أنّ »مؤسسة محمد شكري« ستضم لجنة للحكماء ومجلساً إدارياً. ودعوا إلى »تسخير هذه المؤسسة للنهوض بالثقافة الموجهة نحو العالم أجمع كما فعل كاتب »الخبز الحافي« من خلال استلهام رؤية محمد شكري للأدب والحياة، والقائمة على الحداثة والانفتاح والصراحة وروح النقد والاهتمام بالمهمشين«. كما دعوا إلى استحداث جائزة أدبية لتشجيع الكتّاب الشباب على التوثيق لإرثه.