أحرز العداء الجامايكي الأسطورة أوسين بولت ثلاثيته الذهبية في بطولة العالم الرابعة عشر لألعاب القوى بموسكو وأكد مكانته كأفضل رياضي في تاريخ بطولات العالم للقوى، ولكن نجمة القفز بالزانة الروسية إيلينا إيسنباييفا كانت أكثر منه سحرا وإثارة للجدل. وتوج بولت بالثلاثية الذهبية التي تمناها قبل بداية البطولة حيث أحرز ألقاب سباقات 100 و200 متر و 100 متر تتابع مثلما توج بنفس الذهبيات الثلاث من قبل في بطولة العالم 2009 ببرلين ودورتي الألعاب الأولمبيتين 2008 ببكين و2012 بلندن. كما أحرزت مواطنته شيلي آن فريزر برايس نفس الثلاثية الذهبية في هذه البطولة ليحقق كل منهما دوره في البطولة بعدما حصدا سويا جميع الميداليات الست التي أحرزتها جامايكا في البطولة. ولكن إيسنباييفا التي أحرزت ذهبية واحدة كانت الأكثر سحرا وإثارة للجدل في هذه البطولة. وربما يعود هذا لعدة أسباب منها إقامة البطولة في موسكو وبين جماهير النجمة المخضرمة الرشيقة إضافة لاهتمام كثيرين بمتابعة مسيرتها في البطولة التي قد تصبح الأخيرة في مسيرتها الرياضية حيث تحلم بتكوين أسرة وإنجاب طفل. ولكن المؤكد أيضا أن بعض الأسباب تعود لبولت نفسه، الذي لم يستطع على عكس المعتاد في مشاركاته السابقة ببطولات العالم والدورات الأولمبية إضافة لعدم تقديمه الفاصل الاستعراضي الذي اعتاد تقديمه من قبل في نهاية كل سباق. وبرر بولت، في بداية البطولة، عدم استمراره في تقديم هذا الفاصل الاستعراضي بأنه وجد في موسكو مدينة أكثر جدية وليس فيها روح المرح التي وجدها في باقي المدن التي خاض فيها البطولات الكبرى السابقة ومنها العاصمة البريطانية لندن. وحافظ بولت في بطولة موسكو على لقبيه العالميين في سباقي 200 متر و 100 متر أربع مرات تتابع واستعاد لقب 100 متر الذي فقده في بطولة العالم الماضية عام 2011 بمدينة دايغو الكورية الجنوبية بسبب البداية الخاطئة في السباق. وبينما غابت السلوكيات الإستعراضية عن بولت، جذبت مواطنته برايس الأضواء بابتسامتها الرائعة وشعرها الذي صبغته باللون الوردي. وأضاف العداء البريطاني مو فرح ثنائية الذهب في سباقي 5000 وعشرة آلاف متر إلى ثنائية الذهب لنفس السباقين والتي أحرزها في أولمبياد لندن 2012 . وأحرزت إيسنباييفا اللقب العالمي للقفز بالزانة للمرة الثالثة في مسيرتها الرياضية ولكنها قد تكون الأخيرة في حالة إتجاهها للإعتزال. وساهم نجاح إيسنباييفا في أن تكسر البعثة الروسية هيمنة نظيرتها الأميركية على صدارة جدول الميداليات في بطولة العالم لتفوز البعثة الروسية بهذه البطولة بعدما فازت الولاياتالمتحدة بلقب البطولات الأربع الماضية منذ بطولة 2003 في باريس. وتصدرت روسيا البطولة فيما يتعلق بعدد الميداليات الذهبية، فيما جاءت الولاياتالمتحدة في المركز الأول في إجمالي الميداليات . وحصد الرياضيون الروس 17 ميدالية في البطولة، منها 7 ميداليات ذهبية و4 فضية و6 برونزية، فيما حصد الرياضيون الأميركيون 25 ميدالية، بينها 6 ميداليات ذهبية. وحظي الفائزون والفائزات بالذهب من أفراد البعثة الروسية بتشجيع هائل من الجماهير ولكن الحضور الجماهيري في البطولة كان متواضعا بشكل عام وكان هزيلا للغاية في الفعاليات الصباحية التي بدت فيها المدرجات شبه خاوية. ولم تمتلأ مدرجات ملعب لوجنيكي، حتى في سباق 100 متر الذي يمثل الجائزة الكبرى في بطولات العالم. وذكر الإتحاد الدولي لألعاب القوى أن 268 ألف مشجع من حاملي التذاكر حضروا الفعاليات المسائية بفارق ضئيل أكثر مما كان عليه في بطولة العالم الماضية في دايغو والذي بلغ 261 ألف و792 مشجعا. ولم تشهد البطولة في موسكو بريقا هائلا ولكن السنغالي لامين دياك رئيس الإتحاد الدولي للقوى أكد أن البطولة «احتفال رائع للرياضة» وأنها شهدت مشاركة عدد قياسي من البعثات حيث بلغ عدد الدول المشاركة 203 دولة للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي انطلقت للمرة الأولى في عام 2003 .