تسعى هذه السلسلة من الأشرطة الوثائقية عن العادات والطقوس المرتبطة بالأعراس في المغرب إلى تقديم برنامج تلفزيوني تجتمع فيه عناصر الفرجة والتعريف بمظاهر الاحتفال في العرس المغربي عبر التاريخ مع تحليل علمي للتقاليد والطقوس والعادات المتوارثة في كل منطقة ببلادنا كما يعرف البرنامج بالتراث الشعبي الموسيقي المحلي بكل المناطق التي زارها. وهو بذلك يجمع بين الفائدة والمتعة . ولقد قامت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بدعم السلسلة الوثائقية «الهودج» لعدة أسباب أهمها تسجيل الموروث الثقافي الوطني في مجال الاحتفال بالزواج وتوثيقه رقميا حفاظا على الذاكرة الوطنية، وكذلك إعادة الاعتبار لطقوس وعادات متجدرة في الموروث الشعبي بعد أن تعرض الكثير منها للاندثار في غياب وثائق ونصوص تهتم بهذا المجال باستثناء دراسة قام بها الباحث الانجليزي ادوارد نيسترن مارك في الثلاثينيات من القرن الماضي حول الطقوس والعادات في المغرب والبحث الذي قام به الأستاذ عبد الهادي التازي حول أعراس فاس بالإضافة إلى بعض المقالات هنا وهناك... ويقوم البرنامج أثناء تصويره بإعادة تشخيص العادات والطقوس التي تم التخلي عنها أو نسيانها من أجل إعادة التعرف عليها وتوثيقها وإعطاء الفرصة للأجيال القادمة لمعرفة تراثهم وثقافتهم الشعبية الأصيلة. وكذلك خلق جسر متجدد من خلال هذه السلسلة مع الجالية المغربية بأوربا وغيرها لتمتين روابطها مع الجدور وكذلك التعريف بالإرث الحضاري المغربي محليا ودوليا وذلك بمشاركة البرنامج في المهرجانات وترجمته إلى اللغات الحية. كما أن البرنامج يحث على التشبث بالمكونات الحضارية والثقافية المغربية بهدف الحيلولة دون تنميط مظاهر الاحتفال، إذ سجلت العشريتان الأخيرتان تخلي العديد من الأسر المغربية عن عاداتها وتقاليدها رغبة منها في عصرنة حفلات العرس المغربي وتبسيطها تحت إكراهات مالية أو لغياب الاستعداد أو عدم القدرة على التفرغ لإعداد الطقوس الواجبة. كل هذا فرضته طبيعة الحياة العصرية، كالعمل في المؤسسات الإدارية والشركات، وتفرق العائلة في أكثر من مدينة وضيق مجال السكن، هذه العوامل وغيرها فرضت أنماط جديدة للاحتفال كاختزال المناسبة في ليلة أو ليلتين والاعتماد على خدمات الممونين وقاعات الأفراح، وظهرت كذلك أنماط للاحتفال بالزفاف غريبة عن مجتمعنا، يشجعها فكر دخيل يدعو إلى إقبار كل المكونات الحضارية الوطنية... إن الانبهار بثراء المغرب والغنى الحضاري الذي يتميز به أمر مشروع فهو إقرار بقدرات هذا الشعب الإبداعية والخلاقة لذا يسعى هذا البرنامج إلى استقراء مضمون هذا التراث ووظيفته عبر التاريخ ومدى إسهامه في التراث العالمي الإنساني والسعي إلى معرفة بعده الثقافي ورصد تطوره وإعادة اكتشاف مكامن الانفعال والمتعة التي يزخر بها.