رغم أن المدرب الجزائري، عبد الحق بنشيخة، أعلن عند تقديمه لوسائل الإعلام، أنه لن يقبل بأي تدخل في أموره التقنية، فإن أطرافا داخلية وخارجية، تحاول أن تفرض عليه التوقيع للاعب أحمد الدمياني، الذي كان قد غادر الفريق، بناء على تقارير تتعلق بسلوكاته خارج الملعب، والتي قادته غير مامرة إلى مخافر الشرطة ودهاليز المحاكم، رفقة زميله منير الضيفي، الذي رفض بنشيخة إقحامه في التداريب. وقد حاول أحد المسؤولين بالفريق أن يدفع المدرب إلى تغيير موقفه، والقبول بمشاركة اللاعب في التداريب، علما بأنه هو الآخر كان قد تسلم أوراقه، وكافة مستحقاته التي كانت بذمة الفريق، قبل أن يغادر في اتجاه شباب الحسيمة. أحمد الدمياني ومنير الضيفي قد تنقلا بين عدة فرق، وسجلت في حقهما العديد من المخالفات، علما بأن الدمياني كان قد غادر الجيش الملكي، الذي يدربه جواد الميلاني المدرب السابق للدفاع، والذي كان قد تخلى عن اللاعب نفسه لأسباب انضباطية. بنشيخة كان قد أكد أيضا أن لا مكان للحياحة في أجندته، شأنهم شأن باقي اللاعبين الشيوخ والرحل، الذين سوف لن يكون لهم مكان في تشكيلة الفريق. وعلاقة بذات الموضوع، سافر الكاتب العام والناطق الرسمي باسم الفريق إلى الديار التونسية من أجل مباشرة المفاوضات مع النادي الافريقي، قصد إعادة كارل ماكس إلى الدفاع الحسني بصفة نهائية، بعد موسم فاشل مع النادي الإفريقي، إلا أن الغريب في هذا السفر هو مرافقة الكاتب العام ل «حياح»، لايتحمل أية مسؤولية داخل المكتب المسير، لكنه يتحمل كل المسؤوليات في نفس الآن، خاصة الغامضة منها والمجهولة العواقب. أطراف في مكتب الدفاع، أنكرت معرفتها بالموضوع رغم أن ذلك بعيد عن محض الصدفة، لكنها وجدت نفسها مرة أخرى في ورطة مع الجماهير، حتى وإن ادعت بعض الأطراف أن سفره تم خارج مالية الدفاع الجديدي. فما موقعه داخل الفريق حتى تسند له مثل هاته المهمات، التي تكون من اختصاصات مسؤولي الفريق، بحكم أن أية صفقة تكون متبوعة بالمحاسبة؟ وهل أضحى الفريق عاقرا الى هذا الحد، لينتدب «شبه منخرط» بسبب عدم أدائه واجب انخراطه خلال الجمع العام السابق، حيث أرجع الشيك الذي تسلمه أمين مال الفريق بملاحظة انعدام الرصيد؟ وحتى إن إفترضنا أن سفر الاثنين غير مبرمج له، فكيف لموظف متبوع بعمل داخل دواليب الدولة أن يسافر دون أن يحصل على إجازته السنوية وشهادة مغادرة التراب الوطني، كما هو ثابت من مراجعة سجل الإدارة المشغلة؟ ومهما قدم من تبريرات وشروحات، يبقى الإقدام على مثل هاته المغامرات غير المحمودة العواقب بداية للعودة إلى العبث الذي كان الكاتب العام الناطق الرسمي قد ضرب وعدا على نفسه وعلى الآخرين بعدم التدخل في الشؤون التقنية للفريق أو عمل المدرب خلال الندوة الصحافية التي مازال رنينها يتردد على مسامع من حضرها، والتي لم يمر عليها سوى أسبوعين. فهل سيعقد المكتب المسير الندوة الصحافية الثانية قبل منتصف رمضان لتوضيح كل هاته الأمور طبقا لمقولة وعد الحر دين عليه؟ أم أن الحقيقة أصبحت تخيف البعض من مسؤولي الفريق؟.