أعلنت مكتبة جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن حصولها على كنز من المخطوطات التاريخية المطبوعة في مدينة فاس خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر. ويتعلق الأمر بحوالي 108 مؤلفات، موزعة على 136 مجلدا مطبوعة في المغرب في الفترة الممتدة ما بين 1865 و1936 بتقنية الليثوغرافيا أو الطباعة الحجرية، والمثير في الأمر أن من بين تلك المؤلفات خمسة مطبوعات هي الأولى التي تمت طباعتها بتلك الطريقة في تاريخ الطباعة بالمغرب. وحصلت المكتبة الأمريكية على هذه النفائس التاريخية عن طريق الباحث العراقي المتخصص في دراسة تاريخ الطباعة في المغرب، الدكتور فوزي عبد الرزاق، الذي صرح لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية عقب تسليمه هذه المجموعة من الكتب التاريخية للمكتبة الأمريكية بالقول: «أنا سعيد للغاية بأن يتم إيداع مجموعتي في رفوف مكتبات بنسلفانيا إنها في أيد أمينة، لأنني أعلم أنه سيتم حفظها بشكل جيد، وستكون متاحة بالمجان للدارسين. وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لي». وكانت تلك المخطوطات قد طبعت بواسطة أول آلة طباعة حجرية استقدمها إلى المغرب القاضي السوسي محمد بن الطيب الروداني سنة 1864. ومن الخصائص الفريدة التي ميزت تلك المخطوطات أنها تضم خمسة خطوط مختلفة للخط العربي. وتعود تلك المؤلفات لأكثر من 100 من أبرز علماء تلك الفترة، ليس فقط في المغرب، بل في شمال إفريقيا كلها، حيث تناولت كتاباتهم مواضيع الشريعة، التصوف، علوم الحياة، الفلسفة، النحو والبلاغة. إلى جانب المجلدات المطبوعة حجريا، ضمت المجموعة أيضا 41 مؤلفا مكتوبا بخط اليد تعود إلى فترة تمتد من القرن 17 إلى بدايات القرن العشرين. وتم إيداع المخطوطات المغربية في قسم دراسات الشرق الأوسط بمكتبة فان بيلت، التي تعتبر واحدة من بين خمس عشرة مكتبة تابعة لجامعة بنسلفانيا للعلوم الإنسانية والاجتماعية والفيزيائية، حيث ستخضع للفحص والتمحيص قبل نقلها إلى قسم الكتب والمخطوطات النادرة بنفس المكتبة. ومن المرتقب أن يتم استدعاء د. فوزي عبد الرزاق للجامعة خلال الموسم الجامعي المقبل ليحدث طلبة الجامعة الأمريكية عن قصة حصوله على هذا الكنز وعن تاريخ الطباعة في المغرب.