التهمت الحرائق المشتعلة، إلى حدود زوال أول أمس الإثنين، في أكثر من منطقة بنواحي طنجة، مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي فاقت 80 هكتارا. ففي أقل من أسبوع اندلعت عدة حرائق بالعديد من الغابات المتواجدة بضواحي المدينة، كان أشدها ضراوة الحريق الذي شب بغابة حجر النحل، والذي امتد إلى مساحات شاسعة ناهزت 30 هكتارا، وخلف تدمير الغطاء الغابوي المشكل أساسا من أشجار الأوكلبتيس والفلين. خطورة الحريق الذي تفاقم بسبب رياح الشركي التي تعرفها المنطقة هاته الأيام، استدعى تدخل كل من رجال الوقاية المدنية مدعومين بالقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وأعوان التعاون الوطني الذين بذلوا جهودا مضاعفة لتطويق النيران. واشتعلت الحرائق أيضا بصورة متزامنة في كل من غابة بيرديكاليس القريبة من الإقامة الملكية، حيث أتت على نحو 6 هكتارات من الغطاء الغابوي المعروف باحتوائه على أشجار ونباتات نادرة، وغابة السانية التي أتت فيها الحرائق على حوالي 10 هكتارات ، ثم الحريق الذي اشتعل بغابة عزيب أبقيو بالعوامة، والذي خلف تدمير حوالي 20 هكتارا. وطرح تزامن هاته الحرائق، التي اندلعت كلها في أقل من أسبوع وفي أكثر من منطقة، العديد من التساؤلات حول إمكانية أن تكون بفعل فاعل مستغلا في ذلك رياح الشركي القوية التي تساهم في سرعة انتشار النيران. وقد علمت الجريدة أن الجهات المسؤولة أمرت بفتح تحقيق حول الموضوع لتحديد الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هاته الحرائق. من جهة أخرى كشفت الحرائق عن محدودية الوسائل والإمكانيات المرصودة لرجال الوقاية المدنية من أجل التدخل في الوقت المناسب قبل تفاقم الأوضاع، مما يطرح على المسؤولين ضرورة الرفع من الإمكانات البشرية واللوجستيكية المرصودة لحماية الغطاء الغابوي من خطر الحرائق التي تستفحل في هذه الفترة من كل سنة.