فاجأ الرئيس الجزائري السابق اليامين زروال المطالبين بترشحه لعهدة رئاسية أو تسيير مرحلة انتقالية، حينما خرج إليهم باسما من منزله، وقطع الطريق نحوهم رفقة حرسه الخاص، نزولا عند رغبتهم بعد ما بدأت وفود 24 ولاية تتوافد قبالة منزله بحي بوزوران الذي صنع طوال الأيام الأخيرة الحدث. وعقب سماعه لشعارات رددها محبوه عبر مكبر الصوت بعبارات «زروال الجزائر في حاجة إليك، يا زروال كلّنا في انتظارك»، وبمجرد ظهوره، حتى التفّ من حوله العشرات لتحيته وتقبيله، وقد بادلهم التحية، قبل أن يطلب من الجميع الهدوء، إذ توقفت الهتافات وعاد الهدوء، حيث قال زروال: »إنني سأقول لكم كلاما ينبغي تدبّر معانيه، الجزائر مليئة بالرجال القادرين على تولي المسؤولية وليس الأمر محصورا في فلان أو علان، الجزائر مليئة بالرجال»، مضيفا: «إن تشريفكم لي بهذه الدعوة أنا ممتن لكم وأنا أقدّرها، لكن علينا وعليكم أن تدركوا أنه حان الوقت لتولي جيل الشباب المسؤولية». ووجد زروال صعوبة في إسماع صوته وسط تعالي هتافات تطلب منه الترشح، غير أنه أكمل بقوله: «التحقت بالثورة وعمري 16 سنة، وعليكم أن تقدّروا ظروفي، فعمري الآن 72 سنة».. ما يعني تصريحا مبطنا برفضه الترشح أو تسيير مرحلة انتقالية مثلما طالبته به عدة جهات، تاركا الأمر للقاء عقده مساء نفس اليوم، مع وفد من لجنة أبناء الشهداء التي بادرت لتنظيم التجمع واللقاء، مؤكدا: «سألتقي بالوفد وسأوضح رأيي بالتفصيل والتدقيق». وخلال عودته للدخول إلى منزله، ردد البعض شعارات «جيش، شعب معاك يا زروال»، «متقاعدو الجيش محڤورون»، «الشعب يعاني الحڤرة»، وأثارت كلمة الحڤرة امتعاضه، حيث رفع أصبعه ملوحا به، رافضا وجود الحڤرة ومرددا عبارة، «لا وجود للحڤرة.. ربي كاين»، وردّدها عدة مرات قبل أن يغلق الباب وسط حشد كبير من الناس الذين بقوا متجمهرين قرب الطريق التي بادرت السلطات إلى إغلاقها في الجهتين ترقبا لهذا الموعد الذي خطّط له ونفذه أبناء الشهداء. وحسب تصريحات الناطق الرسمي لأبناء الشهداء الأحرار، فقد طمأن زروال الحاضرين بأن مؤسسات الدولة تعمل بطريقة دستورية، وتمنى الشفاء لبوتفليقة. وقال إنه مستعد لخدمة البلاد متى دعت الظروف، لكنه لن يترشح في الظرف الراهن لاستقرار مؤسسات الدولة. ومساء، عاد زروال وأطل على مستقبليه قرب مسكنه بعد انتهاء جولة من النقاش جمعته بوفد من أبناء الشهداء الأحرار. وبدا الرئيس السابق متأثرا إلى حد ذرف الدموع، موجها شكره لكافة الشرائح الشعبية التي خصته بهذه اللفتة قبل أن يغادر وسط تصفيقات عشرات من الحضور. عن «الشروق» الجزائرية