توج فريق الوداد البيضاوي بلقب الدوري المغربي لكرة السلة، وجاء اللقب الحادي عشر في مشوار السلة الودادية على حساب النهضة البركانية خلال مباراة النهاية التي جمعت الطرفين بطنجة، وتابعها جمهور غفير زرع الدفء في مدرجات هذه القاعة التي احتضنت أول نهاية في كرة السلة. بعدما أخفقت السلة الودادية في نهايتين متتاليتين خلال الموسمين الماضيين، تمكنت خلال النهاية الثالثة من رد الاعتبار، ومعانقة لقب دوري القسم الممتاز، وجاء التتويج على حساب النهضة البركانية الفائز بلقب الموسم الماضي، وبذلك يكون فريق الوداد قد رد الدين وعانق اللقب. وإذا كانت أطوار الربع الأول لفائدة البركانيين، فإن السلة الودادية استطاعت أن تتدارك الموقف، وتسجل تفوقا ملحوظا على مستوى الأداء، وكذا النتيجة، حيث بادر الوداديون إلى رسم التقدم مع نهاية الربع الثاني (32 - 24) وحافظوا على هذا الامتياز خلال الربع الثالث (54 - 36) وواصلوا سيطرتهم إلى نهاية المباراة متفوقين بفارق مهم (70 - 55)، وهو فارق يترجم السيطرة الميدانية لسلة الوداد التي عرفت كيف تتعامل مع هذه المحطة الحاسمة، مؤكدة تفوقها بشكل جعل الفريق البركاني يظهر بصورة باهتة، ويسجل حضورا غير مشرف. فريق نهضة بركان، الذي فاز بلقب كأس العرش الاسبوع الماضي على حساب الماص، فشل في تحقيق الازدواجية التي راهن عليها كثيرا هذا الموسم، لكن العناصر الودادية عرفت كيف تسيطر على مجريات المباراة وتشل من فرديات اللاعبين البركانيين الذين يمتازون باللعب الفردي على حساب الأسلوب الجماعي، و لعل المدرب الصربي زيلكو وقف على نقط قوة و ضعف الفريق البركاني، ورسم أسلوبا تكتيكيا بدت نجاعته فوق رقعة الميدان، حيث أكد في هذا الصدد «تابعت العديد من مباريات الفريق المنافس، وتبين لي أن قوة اللاعبين البركانيين تكمن في الجولتين الأولى والثانية، لكن الطراوة الجسمانية تخونهم خلال الشوطين الثالث والرابع، لذلك نهجت خليطا من الأساليب التكتيكية لبعثرة أوراق المدرب البركاني». المدرب الصربي زيلكو، الذي تربطه علاقة صداقة مع فصيل الوينزر، أكد في تصريح له عقب نهاية المباراة، وتتويجه بأول لقب له مع الوداد «إني مسرور بهذا التتويج، وأشكر اللاعبين على امتثالهم الحرفي لكل التعليمات التكتيكية، وأهدي هذا اللقب لجماهير الوداد، وخاصة فصيل الوينرز الذي ساندني على كافة المستويات». أما مدرب النهضة البركانية فقد أعاد الهزيمة إلى سوء البرمجة، مؤكدا في ذات السياق «من غير المقبول برمجة نهايتين حاسمتين في أسبوع واحد، فقد لعبنا السبت الماضي نهاية كأس العرش بالرباط، ولعبنا اليوم نهاية البطولة بطنجة، وأعتقد أن طاقة اللاعبين استنفدت في السفر، وتركيزهم تشتت في التنقل.» ولم يفت مدرب سلة بركان فيصل غنام الفرصة لتهنئة الوداد على تتويجهم بلقب الدوري الممتاز. تجدر الاشارة الى أن دوري القسم الممتاز في كرة السلة انطلق متأخرا بسبب لعبة شد الحبل التي نشبت بين الجامعة وبعض الأندية، ولتفادي موسم أبيض اهتدى الجميع إلى توزيع منافسات الدوري عبر مجموعتين وعدم نزول أي فريق إلى الدرجة الثانية، وهو قرار أفرغ السلة الوطنية من محتويات الحماس، ومع ذلك فقد راهن فريقا النهضة البركانية والوداد البيضاوي على الذهاب بعيدا، لذلك استمر التنافس بينهما حتى مباراة النهاية التي قادها ثلاثي التحكيم المكون من السفير - ابا عقيل ودادة، ومنحت اللقب للسلة الودادية التي كذبت كل التكهنات وكانت في مستوى التحديات.