يعيش الشارع الورزازاي ، هذه الأيام ، على وقع حالتي تغيير للأنساب واختطاف الأطفال بالمستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر، والتي تثير رعبا في صفوف الأمهات والآباء والأسر، نظرا إلى كونها تحول دون التعرف ، في كل الحالات، على الهوية الحقيقية للأطفال وللخاطفين على حد سواء ، حيث يعمدون على تسجيلهم كأبناء شرعيين لهم من خلال تزوير وثائق الولادة والحالة المدنية ، فتكون بداية لسلسلة من المآسي الاجتماعية، وسببا رئيسيا في اغتصاب حقوق الأطفال، وإجبارهم على التعاطي مع أوضاع غير إنسانية في كثير من الحالات ، لا تحفظ كرامتهم ولا تصون حقوقهم الأساسية، من ذلك استغلالهم في الدعارة والتسول! وحسب إفادة مقربين من عائلة الحالة الأولى التي من المنتظر أن تتقدم ببلاغ رسمي لدى المصالح الأمنية المختصة ضد مسؤولي مستشفى سيدي احساين بناصر بورزازات ، في شأن ظهور طفلتها الحقيقية بعد ست سنوات بدل الطفلة التي قدمت لهم بالمستشفى بتاريخ 31 ابريل 2007 ، الطفلة التي كبرت واتضحت ملامحها وبشرتها ذات اللون الأسمر بخلاف والديها ذوي البشرة البيضاء أبا عن جد ، ليُكتشف أنها لا تمت لأبويها بأية صلة جينية ، حسب الفحوصات الجينية التي أجرتها العائلة بعد صراع واتهامات وصلت حد الخيانة للزوجة من طرف عائلة الزوج ، وتجددت إرادتها بعد حقيقة الفحوصات وبادرت إلى البحث عن خيوط توصلها إلى ملاذ ابنتها الحقيقية ، بدءا بسجلات الولادة بالمستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر حيث اكتشفت وفي نفس تاريخ مغادرتها لقسم الولادة وبطريقة قانونية، خروج سيدة قد وضعت في نفس توقيت وضعها وخروجها تقطن بحي تابونت بالجماعة القروية ترميكت ، و كانت المفاجأة اكبر حين وجدت في حضنهم طفلة في السادسة من عمرها وتحمل نفس ملامحها ، مما جعلها تخبر السلطات المحلية وتباشر إجراءات استعادة ابنتها الحقيقية بعد ما تأكدت من حقيقة الأمر. وتعد هذه النازلة الثانية من نوعها في غضون شهر بعدما سبق لعائلة ورزازاية أن تقدمت بشكاية بحث في حق ابنتها التي ظهرت فجأة ببرنامج «مختفون» لقناة دوزيم ، حيث تحكي أم الفتاة «المزعومة» ان إدارة نفس المستشفى ومنذ أزيد من 18سنة ، أهمتها بان مولودتها التي وضعتها آنذاك قد فارقت الحياة مباشرة بعد الولادة دون أن تتمكن العائلة من تسلم جثتها للدفن بدعوى ان المستشفى تكفل بالأمر، إلا أن الرواية الجديدة للشابة البالغة من العمر ثمان عشرة سنة عبر البرنامج التلفزي أربكت كل الحسابات، تقول أم الفتاة بعدما حكت قصة مربيتها التي أخبرتها بحقيقة الأمر بكل تفاصيلها وهي على فراش الموت ، مؤكدة لها أنها تسلمتها من مستشفى سيدي احساين بناصر بورزازات من إحدى الممرضات المشرفات على قسم الولادة منذ أزيد من ثمان عشرة سنة، عمر الفتاة،مما جعل عائلة الأخيرة تطالب إدارة المستشفى بالبحث والتحقيق في سجلات المستشفى عن شهادة ميلاد ابنتهم كما تطالب أيضا بمحاسبة كل من تورط في مثل هذه القضية التي تحرم الأبناء من آبائهم والتلاعب بالانساب دون ضمير حي . إن هذا الوضع سيجعل الأمهات حديثات الوضع يرفضن ترك مواليدهن في الجناح المخصص للرضع، ويتمسكن بالمبيت إلى جانبهن بدل العثور عليهم في أحضان أسر أخرى !