تحت عنوان «التنمية المحلية بمنطقة المجاعرة» ، نظمت ، مؤخرا، جمعية «فضاءات للتنمية » يوما دراسيا، يندرج، حسب المنظمين ، «في سياق التعبئة لقضية التنمية ، واستثمارا لما لمسته جمعيات المجتمع المدني من إرادة لدى الإدارة الترابية الجديدة من رغبة في النهوض بالعالم القروي الذي تبسط نفوذها على ترابه عمالة وزان ، التي عاشت السنتين الأولى بعد إحداث هذا الإقليم تدبيرا وتسييرا على هامش المفهوم الجديد للسلطة» . وشهد اليوم الدراسي فتح نقاش مع مختلف فعاليات منطقة المجاعرة، بعد أن قدم رئيس الجمعية تشخيصا قاتما عن واقع البنيات التحتية بمختلف الجماعات القروية التي يعتبر مركز عين دريج وجهها القبيح، من خلال وضعية الطريق الجهوية 408 ! تشخيص الجمعية، عززته مداخلات مختلف الفعاليات الحاضرة، حيث تم التطرق إلى واقع المدرسة العمومية ، المتسم بتصاعد نسبة الهدر المدرس وبوتيرة أكبر في أوساط الفتيات ، إذ أن البرنامج الإستعجالي لم يصل منه إلى المنطقة إلا الفتات ، والأقسام الداخلية القليلة غير كافية لاستقبال أبناء الأسر التي تلوي عنقها الهشاشة الإجتماعية ، هذا دون الحديث عن واقعها الكارثي . أما قطاع الصحة فواقعه ليس أحسن حالا . فالطبيب، يقول متدخل، لا يحضر إلا ثلاثة أيام في الأسبوع ، وقسم الولادة مغلق في وجه الحوامل ، وبطاقة « راميد « محتقنة الولوجيات... وبين قطاعي التعليم والصحة تفيد مداخلات الحضور بأن هناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر. . ..دار الثقافة مغلقة ....دار الشباب حلم لم يتحقق بعد .....مركز محاربة داء السعار معطل الخدمات لأسباب لم يفصح عنها بشكل شفاف طرفا اتفاقية الشراكة التي تجمعهما ..... قطاع التعمير بمركز عين دريج يدبر مزاجيا ......نعم ، المسالك ترفع العزلة عن الساكنة ، ولكنها لاتصالحهم مع التنمية .... ودعا المشاركون في هذا اللقاء مختلف الجهات المسؤولة إلى إلقاء «نظاراتها السوداء» جانبا حتى تتمكن من التقاط صور أقرب منطقة لثاني أكبر سد في إفريقيا ، مؤكدة أن الإقلاع التنموي ممكن التحقق إذا توفرت الحكامة الجيدة ، ما دامت المنطقة ترقد على مؤهلات قل نظيرها في مناطق أخرى : سياحة جبلية بكر، .صناعة تقليدية منافسة في السوق الوطنية ، قطاع الفلاحة والأغراس واعد ... وقد تقرر رفع التوصيات الصادرة عن اليوم الدراسي إلى عامل الإقليم ، ونواب وزان بغرفتي المؤسسة التشريعية ، و الجماعات المحلية ، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة بحكم أن التنمية حق من حقوق الإنسان ، وإلى وكالة تنمية أقاليم الشمال ، كمساهمة نوعية من أبناء المنطقة على اختلاف مشاربهم ، المشاركة في وضع أسس ودعائم مخطط تنمية المجاعرة الكبرى . يذكر بأن هذا اليوم الدراسي قد ساهم بمداخلتين في أشغاله كل من النائب البرلماني محمد الحجويجي ، الذي قدم حصيلة متابعاته لقضايا المنطقة مع الجهات الحكومية ، وممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الذي استعرض أهم ملامح « إعلان الحق في التنمية « الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وعرج على الإمكانية التي يتيحها إعداد المخطط الجماعي ، ولجنة المساواة وتكافؤ الفرص المنصوص عليهما في الميثاق الجماعي في وجه الجمعيات للمساهمة في وضع المخطط الإستراتيجي لتنمية المنطقة ، وهو المعطى الذي عززه دستور يوليوز 2011 في فصله 139 .