ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    دعوات لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الفلسطينيين بالمدارس والجامعات والتصدي للتطبيع التربوي    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    «كوب-29».. الموافقة على «ما لا يقل» عن 300 مليار دولار سنويا من التمويلات المناخية لفائدة البلدان النامية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الدرهم "شبه مستقر" مقابل الأورو    نظام العالم الآخر بين الصدمة والتكرار الخاطئ.. المغرب اليوم يقف أكثر قوة ووحدة من أي وقت مضى    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    حارس اتحاد طنجة الشاب ريان أزواغ يتلقى دعما نفسيا بعد مباراة الديربي    نهيان بن مبارك يفتتح فعاليات المؤتمر السادس لمستجدات الطب الباطني 2024    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    افتتاح 5 مراكز صحية بجهة الداخلة    إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    الإعلام البريطاني يعتبر قرار الجنائية الدولية في حق نتنياهو وغالانت "غير مسبوق"    موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في عرين الطاغية

في هذا الكتاب «عين المينوتور»، يضعنا رولاند دوما رئيس الدبلوماسية الفرنسية في عهد فرانسوا ميتران، في مواجهة مباشرة وحية مع الشخصيات الرئيسية التي تعامل معها، واكتشف أن كل واحد منها يستعمل أسلحته الخاصة.
هناك فنانون مثل بابلو بيكاسو (المينوتور الطريف) وأندريه ماسون (مجزرة على القماش) اللذان كانا منشغلين برسم العنف والجنس. وهناك الكتاب مثل جورج باتاي وجان جينيه وبيار غويوتات الذين علموه كيف ينبغي للرجل ألا يهاب الآلهة وألا يخاف من مواجهة الأذكياء. وهناك أيضا سياسيون مثل فرانسوا ميتران الذي قال إنه يدين له بمسيرته السياسية. كما أن هناك قراصنة السياسة، مثل جان ماري لوبين، المتهيئون لتسديد كل الضربات. ولم يفته أن يأتي على ذكر الطغاة، أمثاال معمر القذافي أو حافظ الأسد، ليثبت أن الدبلوماسي مجبر أيضا على الاستيلاء على غنائم ثيسيوس لمواجهة الوحش إلى عرينه. هناك أيضا المرأة وكل ما يسمح بالعثور على مخرج من العرين بأقل الخسارات الممكنة.
هذا الكتاب، كما يريد له صاحبه ينسج مدى حاجة الحياة، كي تستحق أن تعاش، إلى «العاطفة».
وفي الفصل الذي نقدمه للقراء يعود رولان دوما إلى بداية علاقته مع حافظ الأسد. يروي كيف ساهمت السيدة ناهد العجة (ابنة وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس) في تعبيد الطريق بين فرنسا وسوريا. ذهب دوما في المرة الأولى إلى دمشق وكان الأسد مريضا ويكتفي بأكل الألبان. بقي عنده أسبوعا كاملا. يكشف أن الرئيس الإسرائيلي الحالي شمعون بيريز هو الذي نصحه بتلك الزيارة حين كان الرجلان وزيري خارجيتي دولتيهما. حصل ذلك في العام 1992. كان بيريز يدرك أن الأميركيين يبحثون عن وسيلة للتفاهم مع دمشق، فارتأى أن تجني فرنسا أيضا مصلحة في ذلك من خلال اندماجها في مسيرة السلام في الشرق الأوسط. وافق الأسد على الفكرة لكنه تمنى أن يكون اللقاء ثنائيا فقط بوجود مترجم واحد ومن دون حضور وزير خارجيته.
للذين فاجأهم اهتمامي بشخصيات لا ينصح بالاقتراح منها، أي شخصيات مستبدة متسلطة ودموية في بعض الأحيان، أقول» »ان عمل الدبلوماسي بالضبط هو أن يذهب للقاء الوحش حتى في مغارته».« كان فرانسوا ميتران يترك لي حرية التصرف حتى لا يتورط. لم يكن ليسمح للقدافي بنصب خيمته جوار الإليزيه كما فعل نيكولا ساركوزي.
عدنما تعلق الأمر بتشجيع لقاء بين الرجلين، تقرر أن لا يتم ذلك إلا في مكان محايد، مالطا في هذه الحالة، وقد لعب رئيس وزراء اليونان أندرياس باباندريو دور «»الوسطاء»» في الكواليس. اشتغلت على الأمر كذلك من خلال مهام سرية في الصحراء تحت خيمة العقيد. ولكن رئيس الجمهورية كان يريد إعطاء اللقاء أقل ما يمكن من اللمعان ولم يستدعنا لا أنا ولا كلود شسون وزير الخارجية آنذاك.
خلال النصف الثاني من سنة 1992، انتبهت الى أنه لم يسبق لي أن التقيت مع الرئيس السوري حافظ الأسد، أحد الشخصيات الرئيسية في الشرق الأوسط. كنت دائما بحاجة لمثل هذه الاتصالات المباشرة لأكون رأيا حول الرجال والنساء الذين يقودون العالم. وهذا اللقاء لا يمكن أن يكون له طابع رسمي، لم أتحدث بشأنه لا مع الإليزيه ولا مع مصالح وزراء الخارجية التي كنت أقودها. بطبيعة الحال كانت لي إتصالات مع نظيري السوري شاهيد الذي لم يكن سوى صنيعة للنظام، يردد ما يطلب منه قوله، وعندما كنت أذهب الى دمشق، كنت استقبل من طرف الجنرال طلاس وزير الدفاع في منزله.
كنت مدعوا لحفل عشاء منظم من طرف المجلس التمثيلي للموسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)، وكان ضيف الشرق صديقي شمعون بيريز رئيس دولة اسرائيل منذ 2007، كان وقتها وزير الشؤون الخارجية في حكومة إسحاق رابين. ألقى بيريز كلمة كانت نقطتها المحورية بطبيعة الحال هي العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. بيريز يعتبر »»رومانسيا»« في العلاقات الدولية، وبهذه الصفة بالذات أحب هذا الرجل.
وفي نشوة نهاية الحفل، ختم كلمته كالتالي: »رولان، لماذا لا تذهب الي دمشق، التي لك بها أصدقاء، عن السلام مع حافظ الأسد، ومن أجل انتزاع ابتسامة الحاضرين، أضاف: »بما أنك كنت محامي بيكاسو، فإن أقدر من يستطيع تحريك أكثر الأوضاع تعقيدا» الحضور الذي كان يضم أكثر الشخصيات اليهودية الفرنسية نفوذا من سيمون فيل إلى آل روتشيلد، صفق للتعليق. انتهزت الفرصة وبدأت أستعد دون تأخير للسير في الطريق إلى دمشق»».
كان من حظي آنذاك ان من بين أصدقائي المقربين، ناهد، ابنة الجنرال طلاس، وأرملة المياردير السعودي من اصل سوري أكرم أوجه الذي نتذكره لكونه اشترى الباخرة فرنسا«« خلال بضعة أيام تمكنوا دون عناء من ترتيب موعد لي مع سيد دمشق.
ومصطفى طلاس كان أحد المقربين من الأسد، كلاهما ينتميان لحزب البعث وتعرفا علي بعضهما في المدرسة العسكرية سنة 1952 ثم التقيا في القاهرة ما بين 1958 و1963 خلال مرحلة الجمهورية العربية الموحدة التي جسدت حلم الوحدة بين سوريا ومصر بعد فشل الجهورية العربية الموحدة، عادا الى دمشق حيث ساعد طلاس حافظ الأسد على الإستيلاء على السلطة سنة 1970 عن طريق انقلاب عسكري، ورث الأسد نظاما دكتاتوريا لم يعمل علي تغييره، بل أرسى جهازا بوليسيا ومخابراتيا واسعا وقويا نصب داخله كل الموالين له بدءا بأخيه رفعت الأسد وابنه البكر، باسل الذي كان يعده لخلافته.
وصلت متخفيا الى دمشق، حيث غضب سفيرنا، دانييل كونوناي لأنه لم يكن على علم بمجيئي، نقلتني مروحية عسكرية الي اللاذقية، المحطة السياحية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، كانت معقل الدكتاتور، حيث تربي فيها وسط عائلة بسيطة، تنتمي الى فرع من الطائفة العلوية الشيعية.
استقبلني في بيته المتواضع نسبيا بعيدا عن زخارف وحدائق القصر الذي بناه في دمشق، كانت بنيته الجسدية مثيرة: طويل القامة، نحيف، تعلو وجهه جبهة ضخمة يعتقد الخبراء أن له وجها مريضا نفسانيا! بشنبه الرقيق، كان يلقب بيسمارك الشرق الأوسط، جالسني مرتين ست ساعات، مما أتاح لي فرصة ملاحظته. تناولت وجبتين معه. كانوا يقدمون لي وجبات شرقية لذيذة. وأعتذر لعدم تناول نفس الوجبة لأنه كان مريضا ولا يتناول سوى مشتقات حليبية.
كان لطيفا في حديثه، ولكنه لم يدخل مباشرة في صلب الموضوع أي الوضع بين اسرائيل والفلسطينيين. كان يتقدم بقفزات صغيرة على الطريقة الشرقية. النقاش بالانجليزية ودون مترجم، كان مسترسلا لا ينتهي. كنت مضطرا لمقاطعته للذهاب إلى الحمام. حكيت له أنني كنت بشكل ما «مفوضا«« من طرف شمعون بيريز. ظل وجه حافظ الأسد جامدا وكرر سؤاله.
»»هل فعلا بيريز طلب منكم لقائي؟»«
- نعم. سيدي الرئيس
- هل أنتم متأكدون أنه حصل على موافقة وزيره الأول؟««
السوري لا يندفع بسهولة ويعرف طوباوية الاسرائيلي. كان يعرف كل شيء عن الصراعات التي كانت قائمة داخل الحكومة الاسرائيلية، اضافة الى أنه في سنة 1992، لم تكن اتفاقيات أوسلو، لم توقع بعد بين ياسر عرفات واسحاق رابين. هذا الأخير سيتم اغتياله سنة 1995 على يد طالب اسرائيلي معارض لمسلسل السلام، كانت أغلبية من الاسرائيليين سواء من اليمين أو اليسار، تقدميين أو محافظين، لا تريد بأي حال من الأحوال قيام مقاربة بناءة للنزاع. وهو الحال القائم حاليا مع استمرار الاستيطان في أراضي الضفة الغربية.
موضوع غضب حافظ الأسد، ونقطة الخلاف الرئيسية في أي مفاوضات مع الإسرائيليين كانت هي احتلال الاسرائيليين لهضبة الجولان، وهو الموضوع الذي مازال قائما ولا أحد منشغل به. قال لي حافظ الأسد بوضوح: »الجولان بالنسبة إلينا، هو ألزاس لورين بالنسبة لكم«.
تحليله لم يكن يهم فقط الجولان، الذي تحتله اسرائييل، بل أيضا جزءا من لبنان بل وتركيا. كان كلامه يحيل على سوريا أسطورية وقديمة.وكانت له عبارة لا تخلو من دلالة»»حتى المسيح كان سوريا»« الناصرة تقع اليوم في شمال الجليل وأغلب سكانها اليوم من العرب. وأضاف: »المسيح لم يكن يتكلم العبرية بل الآرامية«. كان ذلك ضعيفا من الناحية التاريخية، خاصة وأن آرام كان هو الإسم السائد في ميلاد سوريا آنذاك. كنت أتوقع كل شيء وأنا اقابل الأسد. لكن بالتأكيد لم أكن أتوقع أن يتحدث عن الأنجيل بل شجعني لعى زيارة قرية سورية مازل سكانها يتحدثون.
لغة المسيح
ابدى انفتاحه للمناقشة، لكنه كان يضع هذا التبرير «تريدون جني الاجاص قبل زرع الشجرة» بمعنى آخر. اعتبر انني وضعت «العربة قبل الحصان» في نهاية اللقاء، صافحني بحرارة وقال لي »عد وقتما شئت، فأنت هنا في بيتك.
الجنرال مصطفى طلاس المعروف بعدائه للسامية، كان يملك دار نشر كانت تطبع كتبا تنشر هذه «الايديولوجيا». اذا جازت تسميتها كذلك وهو شاعر في بعض الاوقات ويظهر احاسيس رقيقة. عندما حصلت الممثلة الايطالية جينا لولوبريجديدا وسام الشرف من ايدي جاك شيراك، بعث لها الجنرال هذه التحية» »الميدالية محظوظة لأنها على صدرك««
طلاس كان كذلك من كبار المعجبين بفرانسوا ميتران وكان يحرص على أن يستقبله. هذا الأخير كان دائما حساسا تجاه عبارات الاعجاب التي تصدر في حقه، ولو انه كان يوحي انه لا يعيرها اي اهتمام.
لقد اهدى العديد من مؤلفاته للجنرال. كان يضعها في مكان بارز في مكتبه بدمشق. الرئيس كان في منتجع لا تشي ودعاه لزيارته، كان يلتقي هناك العديد من الشخصيات حتى شخصيات قيل عنها انها غير مرغوب فيها. قمنا بالرحلة صحبة ابنته ناهد التي كانت تقوم بدور المترجم، كانت أول مرة التقيتها. جمالها الشرقي أثار ميتران واثارني ايضا.
القضية انتهت هنا. نسيت السيدة اوجه .بعد اشهر اخبرتني كاتبتي الخاصة ان السيدة تسمى «اوجي» تصر على التحدث معي. كانت احدى مساعداتي السابقات في مكتب المحاماة تدعى «اوجي» كنت اعتقد انها هي بعد بضع ثوان، فهمت الخلط عندما حدثتني عن رحلتنا الى منتزه لاتشي.
طلبت استشارتي لانها كانت تريد حل مشكلة ارث معقدة بعد موت زوجها الثري. كانت بحاجة لمحامي لامع خاصة من أجل حماية مجموعتها من التحف الفنية.لم يكن بامكاني مساعدتها لانني كنت عضوا في الحكومة. لكني اشرت عليها بزميل بارع كنت ابني معه الحل حتى لا تسلب من حقوقها. اقترحت ان تطلب الحكومة السورية تعيين السيدة «اوجه» كملحقة ثقافية وتستفيد بذلك من جواز سفر دبلوماسي. وبذلك لا يمكن حجز لوحاتها الفنية من منزلها.
كانت تقطن في الشقة 11 ساحة الولايات المتحدة في الدائرة 16 بباريس اقامتها الخاصة كانت في وقت سابق في ملكية ماري لوردونواي كاتبة وجامعة تحف. كانت كل نخبة باريس تتهافت على منزلها من الاخوة جياكوميتي الى جان كوكتو مرورا بجاك لاكان. تم اصلاح المنزل من طرف جان ميشيل فرانك احد الاسماء المرموقة في عالم فن الديكور. المنزل اليوم يستعمل صالة عرض راقية لمجوهرات «باكارات»
اصبحت علاقتنا لحظتها اكثر حميمية. كنت ازورها في منزلها صحبة سائقي وحراسي الشخصيين. كان ذلك امرا احترازيا. كنت مراقبا من طرف المخابرات الفرنسية التي كانت لا محالة تقدم تقارير عن «مغامراتي» لنظرائهم لامريكيين والاسرائيليين. كانوا مهتمين بشخصية الاب، وزير الدفاع السوري والمعادي لاسرائيل، اكثر من اهتمامهم بي. المخابرات المعنية كانت تعمل على تسريب علاقتي مع ناهد اوجه بشكل يسيء لي.
وصلت تلك المعلمات الى مجلة» اوراق» المتعاطفة مع أوساط اليمين المتطرف. وكتبت في احد عناوينها «رولان دوما اسد لاطلاس (اسد الاطلس) .صحيح انه كانت تسريحة شعري تشبه عفرة اسد، ولكن لم اكن اعرف انني كنت «اسدها السخي». المقال كان موقعا باسم مستعار من طرف صحفي من كوريز الذي قدم الكثير لسمعة هذا الاقليم و معرض بريف للكتاب. كنت اعرفه جيدا. المقال كان حاقدا او العنوان فقط هو ما كان مثيرا. المقال كان محط سخرية حتى داخل وزارة الخارجية التي لم تكن محايدة تماما في هذه القضية خاصة عندما نعرف ان الاشتراكيين ليسوا مرغوبين فيها.
وكعادتي في حب الاستفزاز، لم اكن غاضبا من اثارة ضجة في اوساط النخبة كما يقول ريمون بار بل كنت فخورا بأنني لم أكن «نظيفا تماما» من الناحية السياسية خاصة اذا كنت لا الحق بأي شكل من الاشكال اي ضرر لا ببلدي ولا بسياستها الخارجية كما كنت اراها. ناهد كانت سيدة جذابة ،ذكية ومثقفة حاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية كنا نتحدث عن السياسة وايضا عن الفن والاعمال الخيرية. لقد انشأت مؤسستها الخيرية الخاصة.
خلال الانتخابات التشريعية لسنة 1993 تقدمت في دائرة سارلات وكان مستشفاها العمومي لا يتوفر على جهاز سكانير. اقترحت على تحويل شراء جهاز سكانير عن طريق مؤسستها العلمية التي يرأسها طبيب فرنسي مرموق. وخلال زيارة للمنطقة طرح احد الصحفيين سؤالا على برنار كوشنير لمعرفة رأيه ان كان يعتبر قبول رولان دوما تمويل جهاز سكانير من طرف اوساط «غير بريئة» امرا طبيعيا واجاب كوشنير بحس التضامن الذي يميزه كنت افضل ان تأتي الاموال من جهات أخرى. هذه الضربة تحت الحزام لم تساعدني خسرت الانتخابات ولم يحصل مرض سارلات على الجهاز.
حفلات العشاء عند ناهد كانت دائما فاخرة. ولقاءاتنا رأسا لرأس مضحكة. بما انني كنت دائما مسافرا، لم أكن أتابع أخبار النخبة الراقية. كانت تحكي لي مثلا انه خلال تنقلاتها. كانت تعطي منزلها لنظيري السعودي الذي كان ينظم فيه سهرات راقصة مع نساء مشبوهات. كانت تؤثر في السياسة الفرنسية. اشتكيت لها من احد اتباعها، وكان عضوا راديكاليا في مجلس الشيوخ .كانت تمول حاجياته الانتخابية، لم يكن ليصوت لصالح ميزانية وزارة الخارجية. اتصلت به في الحال أمامي، لكن يغير رأيه.. كان الكثير من رجال السياسة والصحافيين المرموقين الذين كانوا يسارعون لحضور حفلاتها. هؤلاء اليوم هم انفسهم مدراء مجلات وكتاب افتتاحيات مرموقين الذين يعطون دروسا في الاخلاق للعالم كله.
كانت فترة جميلة على المستوى الشخصي. لم تزعجني او تحرجني على المستوى السياسي. ميتران كان يتسلى بهذه الوضعية. اخبرته بعد اجتماع وزاري برحلتي الى دمشق. هنأني على المبادرة وكان يريد ان يعرف كيف نجحت في الحصول على لقاء حافظ الاسد بهذه السهولة. قال بنبرة ساخرة: فهمت، هي عملية اخرى لناهد» علمت من خلالها انه كان يتصل بها هاتفيا مرة بعد أخرى ل»يعرف» «اظن انك ترين باستمرار وزيري رولان دوما؟««
- لا، انه مجرد صديق
سأدعوكم معا في نفس الوقت لأتأكد بنفسي«
عندما حصلت على متاعبي في قضية «الف» تعرضت ناهد لضغط قوي من محامي شاب كان يبحث عن الشهرة. هددها بمتاعب قضائية اذا لم تتحدث الى السيدة ايفاجولي بل رافقها الى مكتب قاضي التحقيق.
لم يحصل منها على شيء. ناهد لم تخني خلافاً لما نشرت بعض المجلات. أكاد أجزم بأنها ظلت وفية لي ولو أن وفاء النساء موضوع صعب للغاية...
عندما توفي حافظ الأسد سنة 2000 في أعقاب أزمة قلبية، خلفه ابنه الأصغر بشار، بعدما توفي شقيقه الأكبر باسل في حادثة سير. بشار الذي لم يكن يهتم كثيراً بالسياسة، كان يتابع دراسات في طب العيون بلندن. بعد وفاة شقيقه، أجبر على العودة إلى دمشق ومتابعة تكوين عسكري. قام بعدة مهام دبلوماسية سرية. وهكذا استقبل سنة 1999 من طرف الرئيس جاك شيراك. وتم تعديل الدستور السوري لتمكين بشار من الوصول إلى الرئاسة في سن 34 سنة، يوم 25 يونيو 2000.
عندما زار الرئيس الشاب مرتين باريس، استقبل بكل حفاوة في الجمهورية الفرنسية. في يونيو 2001، وبدعوة من جاك شيراك، استقبل من طرف الوزير الأول آنذاك ليونيل جوسبان ومن طرف عمدة باريس برتراند دولانوي. في سنة 2008 حظي بشرف حضور الاستعراض الرسمي ل 14 يوليوز إلى جانب رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي.
بشار اتصل بي هاتفياً عن طريق سفيرته ابنة الجنرال للتعارف في أحد الفنادق الكبرى بباريس، حيث عقد ندوة صحفية. استقبلني على انفراد وخاطبني كالتالي: »أعرف المشاعر التي كان ولدي يكنها لك، وأتمنى أن تكون لنا علاقات بنفس المستوى. تعالوا إلى دمشق وقتما أردتم«.
كان شهرالعسل بين باريس ودمشق في أوجه. وفي نهاية اللقاء، طلب مني إن كنت أقبل أن أكون إلى جانبه خلال الندوة الصحفية، وهو ما فعلته وأنا أعرف »الدهاء« الذي تنم عنه هذه المبادرة.
وفي باريس أيضاً، تعرفت كذلك على شخصية أخرى من عائلة الأسد، ويتعلق الأمر برفعت الشقيق الأصغر للرئيس حافظ. الجفاء التام بين رفعت وبشار معروف. ومثل الجنرال طلاس، ساعد رفعت شقيقه حافظ على الاستيلاء على السلطة سنة 1970. ومثل جميع الأنظمة الاستبدادية العلمانية، أشرف على مطاردة وقمع الإخوان المسلمين، وهو الذي أشرف سنة 1982 على القمع الدموي لانتفاضة حماه معقل الاسلاميين السنة. أمر رفعت باستعمال الأسلحة الثقيلة وخلف القمع آلاف الضحايا، بل يؤكد صحفي أمريكي أن رفعت كان يتباهى بكون العدد الإجمالي للضحايا بلغ 38 ألف قتيل. والمجازر في سوريا، ليست للأسف شيئاً جديداً.
رفعت كان مرشحاً لخلافة أخيه، لكن هذا الأخير خلال فترة مرضه، شكل لجنة من 8 أشخاص لم يكن من بينهم، وبدأت في دهاليز القصور، فترة الدسائس والمؤامرات بين مختلف أجنحة النظام. عندما كان حافظ في المستشفي، نفذ رفعت الذي كان يرأس جيشاً يتوفر على وسائل عسكرية ضخمة، نفذ انقلاباً لم ينجح، وبعد تصفية واسعة وقاسية في صفوف الضباط وأعضاء حزب البعث، أبعد حافظ شقيقه وعهد إليه بمنصب شرفي، نائب الرئيس، ظل يشغله حتى سنة 1998.
وبالرغم من احتفاظه بمصالح اقتصادية ضخمة في سوريا يسيرها ابنه سومر، أجبر رفعت على العيش خارج سوريا في منفى مخملي يتقاسمه بين باريس وحي مايفاير بلندن وماربيلا في في اسبانيا، حيث قام باستثمارات عقارية كبيرة، وحمل معه أموالا ضخمة. وتم رفع شكوى قضائية ضده، وتمت متابعته باستغلال وتبديد أموال، تهمة صغيرة لكنها تبقى تهمة، كان مستشاره القانوني، محاميا لبنانيا، كان مراسلي في بيروت، طلب مني الدفاع عن زبونه الذي كان مطلوباً للمثول أمام قاضي إسباني. وكانت هذه هي المناسبة التي تعرفت فيها على رفعت. أثارني الشبه الكبير بين الشقيقين، وكان محاطاً بحراسة أمنية هائلة.
زرت مكتب قاضي التحقيق الذي فوجىء بحضوري، قدمت إثباتات الدفاع. بعد شهرين أو ثلاثة، حصلنا على حكم بعدم الاختصاص. كنت أحدد أتعابي وفقاً لسمعتي والمجهود المبذول والنتائج المحصل عليها. كان رفعت راضياً.
بعد مدة، دعاني مجدداً بمناسبة ملف آخر، وقتها علمت أنه غادر إسبانيا، وكان يعيش بين لندن وباريس، التقيته أربع أو خمس مرات بهذه المناسبة في مقر إقامته الخاصة. كانت نقاشاتنا تتجاوز بطبيعة الحال، القضايا المتعلقة بالقضية الجارية، كانت تدوم ساعات على الطريقة الشرقية. وحول كأس شاي، كانت لنا نقاشات مطولة حول سوريا والشرق الأوسط، وكان الحراس يراقبون ذلك في الظل...
كان شديد الانتقاد لسياسة ابن أخيه بشار. رفعت أيضاً دخل إلى منطقة الظل، ينتظر ساعته من خلال ربط اتصالات مع مختلف المعارضين للنظام في سوريا الذي بدأ يفقد نفوذه، لكن لاشيء حسم في سوريا. الروس أرسلوا مدمرتين إلى البحر الأبيض المتوسط توقفتا في سوريا بميناء طرطوس قاعدتهم المتقدمة في الشرق الأوسط.
الأكيد أن الدكتاتوريين ينتهون دائماً وسط الدم مثل جيل سيزار. كنت أود أن ألتقي الإمبراطور، لأنه صنع حياته، كما صنع وفاته، حياته الخارقة وموته العنيف على أيدي ابنه بروتوس، كانت شبيهة بأوبرا، وهيندل هو من ألف أوبرا »جوليوسيزار« هذا العمل »الايطالي« الذي يتحدث عن سيزار وكليوباترا بالاسكندرية سنة 48 قبل المسيح..
إذا كنا نرفض لقاء الأشخاص الذين لهم وجه بشع، سيتخاصم مع الأرض برمتها، ولا يمكن أن نخلط بين الأحاسيس الشخصية والمصالح العليا للبلاد، لم أتخوف أبدا من الذهاب للقاء الوحش في عقر داره. وعندما يكون شخص ما معروفا كشيطان، أحب أن أتأكد من ذلك شخصيا خلال نقاشاتي المطولة مع حافظ الأسد، كنت مثل النحات الذي يصوب تحفته. كان لي رأيي الشخصي بينما من قبل كان رأيي مبنيا على آراء الآخرين وشيئا فشيئا، كنت »أتعرف على الوحش« قمت بنفس الأمر من خلال لقائي بمعمر القذافي في طرابلس أو في أدغال الصحراء.
من المحتمل أن الكثير مما قيل عن القذافي صحيح أن ينعت بكونه مرزبان، أمر لاجدال فيه ولكن كيف تفكر في ليبيا اليوم المنقسمة إلى قبائل وعشائر مسلحة تتقاتل فيما بينها؟ مازال القتل قائما في بنغازي، لكن لا أحد يهتم لذلك. الصحف ساكتة وبرنارد هنري ليفي لم يعد يكتب، وبالتالي المشكل لم يعد موجودا!
أنا ملزم بأن أطرح على نفسي السؤال التالي: هل كان لابد رفض كل شيء في الدولة السابقة؟ أليس من الأفضل وجود نظام دكتاتوري بدل الفوضى؟ عندما أقول هذا، أعرف أنني سأثير على نفسي جميع المنظرين والداعين إلى الحرب الذين يتحركون في فلك الفيلسوف والأتباع الذين يتحكمون في وسائل الاعلام.
الحقيقة هي أنه ليس هناك حل في سوريا ومن غير المسؤولية ارسال الأسلحة إلى المتمردين دون التأكد من الأيادي التي ستصلها، التجربة تمت في ليبيا حيث وصلت »أسلحة متطورة« مفروض أن تساعد في تحرير البلاد، وصلت إلى أيدي ارهابيين وجدناهم يعملون في شمال مالي إنه أمر مرعب.
نسينا أن الأمر كان كذلك في أفغانستان حيث عمل الأمريكيون على تسليح طالبان بزعم محاربة الشيوعية التي يمثلها السوفيات. ومازلنا نعيش اليوم النتائج الكارتية ومنطقة الحظر الجوي ليست واقعية كذلك بما أننا غير مستعدين لدخول طائراتنا لفرض احترامها ومرة أخرى سنقتصر على بعض العمليات الانسانية والكلمات الجميلة، إنه شيء لا يشرف ... ألاحظ أنه تم تنفيذ سياسة ممنهجة كل رؤساء الدول العربية الذين كانوا يملكون سلطة قوية كانوا ومازالوا في عين العاصفة .وإذا كان صالح في اليمن ومبارك في مصر وبن علي في تونس، قد أبعدوا وطردوا من طرف شعوبهم، فإن صدام في العراق والقذافي في ليبيا وحاليا الأسد في سوريا استهدفوا من طرف الخارج أي من طرف أمريكا يدا في يد مع اسرائيل.
أعرف عما أتحدث .عندما يتعلق الأمر باغتيال القذافي رأيت شخصيا الاصرار الذي اشتغلت به إدارة بوش من أجل الوصول إلى أهدافها. وكان لابد من رفض الترخيص بتعليق المقاتلات الامريكية لأجوائنا، لكي يفشل المشروع وكانت لي يد في ذلك القرار الرئاسي . أقر بأنني قد أخطئ. أتفهم إمكانية التفكير بشكل مختلف ولكن على الاقل لنناقش الأمر.
لايجب الذهاب بعيدا لفهم الدعم اللامشروع الذي قدمه الروس والصينيون لنظام بشار الأسد، لا يتعلق الأمر بحمى الجيوسياسية أو بتواطؤ مع ديكتاتورية دموية، الأمر ببساطة أنه لا يمكن أن يقبلوا بهيمنة أمريكية في الشرق الأوسط. والعالم كله ليس مستعدا للرضوح لقانون واشنطن.
منذ 40 سنة لم ينجح أي مشروع في المنطقة خارج المشاريع التي انتزعت بوسائل صغيرة مثل الانتفاضة أو ثورة الحجارة أو بعض التفجيرات أو العمليات هنا أو هناك.
ولا أرى حلا »فعالا« إلا في الحرب المقبلة التي ستدخلها أهم القوى في المنطقة بدءا بإسرائيل وإيران والصعوبة بالنسبة للغرب ستكون هي احتواء الحريق حتى لا يؤدي إلى انفجار عالمي .والسؤال الأساسي: إلى أي مدى سيصل الامريكيون في الدفاع عن اسرائيل؟
أعرف، بفضل قنواتي أن باراك أوباما يعمل ما بوسعه لتفادي النزاع لكنه تراجع بعض الشيء بالمقارنة مع خطابه في القاهرة سنة 2009 والذي كان يفترض أن يؤسس لعلاقة الولايات المتحدة بالعالم العربي بعد عهد بوش الكارثي على أسس جديدة تحت ضغط اللوبي اليهودي الامريكي يبدي الرئيس الامريكي تسامحا واضحا تجاه حكومة نتنياه وسياستها التوسعية في الأراضي الفلسطينية.
أنا متشائم لأنه عندما يتحدثون معي عن حل لا أرى سوى حل واحد. إنه هذا الحل، وهذا لا يعني بطبيعة الحال أنني أتمنى الحرب. قد يستمر الوضع 20 سنة أخرى لو أن الوضع في سوريا لم يكن حرجا، لقد كانت سوريا إحدى الدول الأقل خطرا في المنطقة ولكن الحرب بدأها من لهم مصلحة في ارساء الحرب في هذا البلد وخلق عراق آخر بشكل مفتعل.
الأمريكيون لا يريدون بالتأكيد الحرب في سوريا ولكن لهم مصلحة في تغيير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة يمر عبر تغيير القادة، رأينا ذلك في العراق، حيث الأحجيات حول أسلحة الدمار الشامل شغلت الجميع وبدأنا نسمع نفس الخطاب بخصوص الايرانيين وامتلاكهم السلاح النووي، لا شيء تأكد بهذا الخصوص حتى الآن... فهل سنخدع مرة أخرى؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.