قبيل إغلاق باب الترشيح للانتخابات الرئاسية لإيران،يوم السبت الماضي، بقليل،خلق رئيس الجمهورية السابق و رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام و السياسي الداهية هاشمي رفسنجاني المفاجأة بتقديم ترشحه الرسمي لانتخابات يونيه القادم. و في الوقت نفسه، وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى مقر وزارة الداخلية مرفوقا بصهره و مدير مكتبه أسفنديار رحيم مشائي، في إشارة واضحة لدعمه له كمرشح لرئاسة الجمهورية. و يعتبر مشائي الشخصية الأكثر إثارة للجدل في البلاد في هذه الأيام، بسبب علاقته بالرئيس الحالي و بسبب الأساليب الشعبوية التي ينتهجها، مما جعل الجناح المحافظ ذاته ينقسم حول الموقف منه. و رغم أن التنافس سيكون محتدما بين الرجلين، إلا أن الصورة لن تتضح إلا بعد إقرار مجلس صيانة الدستور لأهلية المرشحين جميعهم (عددهم أكثر من ثلاثمائة مرشح) لكي تبدأ الحملات الانتخابية بشكل رسمي. و من بين الشخصيات البارزة المرشحة لنيل منصب رئاسة الجمهورية، شخصيات محافظة مقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي مثل علي أكبر ولايتي مستشار المرشد، و محمد باقر قاليباف عمدة طهران وغلام علي حداد عادل رئيس مجلس الشورى السابق، إضافة إلى ممثل عن جبهة خط الإمام و هو منوشهر متكي وزير الخارجية السابق و ممثل عن جبهة الثبات المحافظة سعيد جليلي المفاوض النووي السابق و الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي. وفي المقابل ، و بعد إخفاق الإصلاحيين في ترشيح الرئيس السابق محمد خاتمي، فقد تقدموا بترشيح مصطفى كواكبيان أمين حزب مردم سالاري، و حسن روحاني المفاوض النووي السابق الذي تقدم كمرشح مستقل لكنه محسوب على التيار الإصلاحي. أما الآن ، و قد دخل على أكبر هاشمي رفسنجاني السباق رسميا ، فمن المتوقع أن يسحب معظم الإصلاحيين ترشيحهم و أن يساندوه بالكامل، لكونه الشخصية الأقوى بالرغم من أنه يعتبر معتدلا يجمع بين صفات المحافظين و الإصلاحيين مع ميل نسبي إلى الفكر الإصلاحي. و إذا كان رفسنجاني - حسب المراقبين- غير قادر على ضم المحافظين إلى صفه، بسبب رفضهم لسياسته الخارجية المنفتحة، إلا أن مشائي لا يحقق الإجماع في صف المحافظين بدوره، بل على العكس تماما يعتبره فريق منهم «عبءا سياسيا» عليهم بسبب تحويله الخطاب الإسلامي إلى خطاب قومي يوظف الحضارة الفارسية العريقة في خطاباته، إضافة إلى تصريحه حول «الصداقة مع إسرائيل» و هو الأمر الذي يعتبر خروجا عن المبدأ العام للساسة الإيرانية. إلا أن قوته ? حسب مؤيديه ? فتكمن في كونه «شخصية مدبرة و أمينة و قديرة». ومع ذلك فإن المتوقع هو أن تدور المعركة الحقيقية بين رفسنجاني الشخصية التاريخية و السياسي الداهية، و بين مشائي الشعبوي صاحب القاعدة الشعبية العريضة، الذي يشكل امتدادا للرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد.