رسالة ذكية قدمها أحد مشجعي فريق الفتح الرياضي، عندما رفع صورة كبيرة للمدرب السابق للفتح الرياضي، الحسين عموتة، تعبيرا عن أن ذاكرة أنصار الفتح الرياضي مازالت وفية لهذا المدرب، الذي استطاع إدخال فريق الفتح إلى دائرة الضوء واللمعان وطنيا وإفريقيا. حمل هذه الصورة يأتي في الوقت الذي حقق فيه عموتة إنجازا كبيرا، تجلى في الفوز بالدوري القطري، في حين مازال فريق الفتح الرياضي يتعذب بنتائجه السلبية، التي أصبحت تتكرس دورة بعد دورة. هذه النتائج التي لم يعد من يحضر من مشجعي فريق الفتح الرياضي يستسيغها ويتحملها، فكثرت الاحتجاجات على المدرب جمال السلامي، الذي يظهر بأنه يعاني كثيرا مع ملازمة النحس باب نتائجه. آخر صور النحس كانت الهزيمة ببركان، برسم الدورة 24، وبعدها التعادل داخل الديار في مؤجل الدورة الثالثة والعشرين أمام فريق شباب الريف الحسيمي، الذي كان يسعى إلى تأكيد الذات وتحقيق نتيجة ستكون قوية في بعدها المعنوي، لأن الفريق الحسيمي يبقى بعيدا عن منطقة الجاذبية. ولتحقيق هذا الهدف النفسي كان فريق شباب الريف الحسيمي السباق إلى الضغط، والسباق إلى تهديد مرمى الحارس بادة، وذلك من خلال مناورات عبد الصمد المباركي، الذي كان ينشط كثيرا قرب مربع العمليات بتقنياته الفردية العالية، وكان يجد الجواب دائما من طرف اللاعب فؤاد الطلحاوي، كما أن فريق شباب الريف الحسيمي عرف كيف يكون قادرا على شل كل تحركات لاعبي فريق الفتح في وسط الميدان. هذا النهج جعل الشوط الأول من المباراة يمر في صمت، يشبه كثيرا صمت المدرجات الفارغة، والتي لم تكن تردد إلا صيحات اللاعبين والمدربين وغاضبين (إثنان من جمال السلامي). وبهذه الصورة الباهتة انتهى الشوط الأول بتساؤلات عريضة عن أي منتوج تقدمه البطولة الاحترافية لعشاق كرة القدم، وعن أي قوة جذب يمكن أن تجعل الجماهير تغادر منازلها لمتابعة مباراة تشبه مباراة فريق الفتح ضد شباب الريف الحسيني، التي يتمنى المتتبع لو أنها تلعب في وقت أقل، حتى يعفى المتتبع والمشاهد من حرق أعصابه. الشوط الثاني من المباراة، دخله فريق شباب الريف الحسيمي بنفس الحماس وبنفس الرغبة في مفاجأة الفتح الرياضي، ولذلك عاد إلى الضغط من بداية المباراة، وكان له ما أراد في الدقيقة 52، بعد إعلان الحكم ضربة جزاء نفذها بنجاح عبد الصمد المباركي. الهدف زاد من ضغط الجماهير الحاضرة على المدرب السلامي، الذي كان عليه القيام ببعض التغييرات، فكان البديل العروي قادرا على تحريك ماركض من مياه في أرجل اللاعبين، واستطاع إعطاء الطرواة للهجوم. وبعد مرور إحدى عشرة دقيقة، يتمكن فريق الفتح من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 63 من قدم إبراهيم البحري. الهدف غير الكثير في نفسية لاعبي الفتح، فأصبحوا أكثر تهديدا وأكثر اندفاعا نحو مرمى الحارس يونس الرميلي، الذي عرف كيف يحافظ على هذه النتيجة، ويؤمن شباكه من استقبال هدف ثان. مقابل ذلك كان التعادل بالنسبة لفريق الفتح بطعم الهزيمة. ولولا الحصاد المبكر للنقط، لكان الفريق الرباطي الآن في أسوأ الأحوال، ولكان جمال السلامي في فوهة بركان، وربما كان في خبر كان.