«ببالغ الحزن يعلن مارك وكارول تاتشر أن أمهما البارونة تاتشر توفيت بسلام هذا الصباح اثر جلطة دماغية». بهذا البيان المقتضب أعلن اللورد تيم بيل المتحدث باسم «المرأة الحديدية» أول أمس الإثنين وفاة رئيسة وزراء بريطانيا السابقة التي شغلت العالم و الناس لردح من الزمن. فمن هي هذه المرأة التي وصفت بالحديدية؟ ولدت مارغريت تاتشر في 13 أكتوبر عام 1925 في مدينة غرانثام البريطانية في عائلة البرت روبرتس وهو قس ورجل أعمال كان نشيطا أيضا في مجال السياسة المحلية. وفي عامي 1945 و1946 تولى أبوها منصب عمدة المدينة. وتخرجت مارغريت روبرتس من كلية سمرفيل لدى جامعة أوكسفورد البريطانية، وفي عام 1947 حصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء بأوكسفورد. وخلال دراستها في الجامعة بدأت مارغريت نشاطها السياسي حيث كانت تترأس مجموعة الطلاب المحافظين في أوكسفورد. حتى عام 1951 عملت مارغريت روبرتس في مصانع كيميائية في مدن بريطانية مختلفة، كما انها كانت تواصل دراساتها الأخرى ونالت لقب محامية عام 1953. وخلال هذه الفترة واصلت نشاطها في الحزب المحافظ، حتى انتخبت مرشحة للحزب في الانتخابات البرلمانية، وعلى الرغم من فشلها في انتخابات عام 1950 و1951، أصبحت تاتشر في السنوات اللاحقة ناشطة بارزة في صفوف الحزب. وخلال مأدبة عشاء أقيمت للاحتفال بترشيحها في تلك الانتخابات، التقت روبرتس برجل الأعمال الناجح دانيس تاتشر الذي تزوجت منه لاحقا وأخذت اسم عائلته. وانتخبت تاتشر لأول مرة لعضوية البرلمان البريطاني في عام 1959. وفي الفترة الممتدة بين أعوام 1961 و1964 كانت تشغل منصب السكرتير البرلماني لوزارة التقاعد والتأمين الحكومي، وبين عامي 1970 و1974 شغلت منصب وزيرة التعليم والعلوم. وفي الفترة الممتدة بين أعوام 1975 و1990 كانت تاتشر تترأس حزب المحافظين البريطاني وقادت حزبها الى الفوز في الانتخابات 3 مرات على التوالي. وبعد فوز حزب المحافظين في انتخابات عام 1979، تولت تاتشر رئاسة الحكومة وبدأت حزمة إصلاحات سياسية واقتصادية لتجاوز ما وصفته ب»التدهور» في البلاد. وتمكنت من إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية عبر تبني إجراءات اقتصادية صارمة ومن خلال خوصصة المؤسسات الحكومية والتخلي عن دعم الشركات غير الواعدة. وتولت تاتشر، الحاصلة على لقب «بارونة» من ملكة بريطانيا تقديرا لدورها فى الحياة السياسية البريطانية، رئاسة الوزراء لمدة 11 سنة قبل أن تستقيل بضغوط من أعضاء حزبها عام 1990. كما مُنحت تاتشر العضوية مدى الحياة في مجلس اللوردات البريطاني. وتدهورت صحة تاتشر في عام 2002، حيث عانت من سلسلة سكتات دماغية قصيرة. ومنعها أطباؤها من الإدلاء بأية خطب عامة. وذكرت ابنتها كارول في 2008 بمذكراتها أن والدتها تعاني من خرف منذ سبع سنوات. وفي 2010، نقلت إلى المستشفى في لندن حيث مكثت نحو أسبوعين على إثر إصابتها بنزلة برد شديدة. وتدهورت الحالة الصحية لتاتشر في السنوات الأخيرة الأمر الذي تعذر معه عليها حضور المناسبات الرسمية.