الغرق هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة في العالم، والمقصود به موت ينتج عن الاختناق بالماء، لكن يمكن للشخص الذي لايعرف السباحة ، أن ينجو من الغرق بالطفو على سطح الماء. ويتحقق الطفو بالاستلقاء على الظهر، وترك الجسم في حالة استرخاء، لكن أحيانا يفشل الشخص في ذلك، بسبب حالة الخوف الذي يؤدي إلى تصلب الجسم وغطسه، حيث بعد فترة تقل عن دقيقتين عن الغطس يقع الشخص في غيبوبة. أنواع الغرق هي: الغرق الأولي، كما يعرف بالغرق الحقيقي أو الغرق المبتل الغرق الإختناقي الغرق الثانوي والموت في الماء غير المرتبط بالغرق، كالإصابة بجلطة القلب أو الجلطة الدماغية... ويعتبر الغرق الأولي، الأكثر شيوعا من بين أنواع الغرق، وتتراوح نسبة انتشاره ما بين 75 إلى 95 %، وفي هذا النوع يتسرب الماء إلى ممرات الجهاز التنفسي والرئة، لينتقل من بعدها إلى الدم. وينقسم إلى غرق في المياه العذبة، ويؤدي إلى مجموعة من التداعيات من بينها انخفاض مستوى تركيز الكلور، والكالسيوم في بلازما الدم، ومن علاماته أيضا انخفاض تركيز الأوكسجين في الأوعية الدموية. ثم هناك الغرق في المياه المالحة (مياه البحر)، والذي يرافقه ارتفاع في مستوى الكلور والكالسيوم، ويصبح الدم أكثر تماسكا. ومن مميزات الغرق الحقيقي في المياه المالحة الظهور السريع للوذمة الرئوية (OAP) مع خروج رغوة بيضاء من الممرات التنفسية. أما الغرق الإختناقي، فنسبة انتشاره مقارنة مع الأنواع الأخرى تتراوح ما بين 5 إلى 20 % من أنواع الغرق، والذي يحدث كردة فعل لانقباض الحنجرة، وإغلاق مجرى التنفس (Laryngospasme) ، مؤديا بذلك إلى الاختناق، دون أن تحدث تسربات للمياه إلى الممرات التنفسية. وهذا النوع هو أكثر ما يلاحظ عند الأطفال والنساء، كما يلاحظ في حال السقوط في الماء القذر أو الماء المحتوي على الكلور، ويعرف دخول كميات كبيرة من الماء إلى المعدة، كما يمكن أن يحدث بها الوذمة الرئوية (Pulmonary edema ) ولكن ليس من النوع النزيفي. إلى جانب ذلك هناك الغرق الثانوي، الذي يسجل فيه توقف القلب بسبب سقوط المصاب في الماء البارد (Shock الثلجي)، والذي يرجع إلى ردة فعل، في حال تسرب المياه إلى الممرات التنفسية أو إلى الأذن الوسطى في حال إصابة طبلة الأذن. ومن علاماته المميزة، حدوث انقباض للأوعية الدموية الطرفية وبشكل قوي. إن فحص التنفس ضروري لدى الغريق المصاب بالغيبوبة، وذلك لأنه عند حصول الغيبوبة يفقد الجهاز العصبي سيطرته الكاملة على كافة الأجهزة والأعضاء، ومنها الجهاز العضلي، فيحدث ارتخاء عضلي، وما يهمنا هنا هو ارتداد قاعدة اللسان وإغلاقها للمجرى التنفسي، لذا وجب فحص الوظيفة التنفسية وتفقدها. الطريقة : يعمل المسعف على تحرير المسالك التنفسية بإمالة الرأس إلى الوراء، وذلك بوضع إحدى يديه على جبين المصاب ويستخدم أصبعين من اليد الأخرى يوضعان على عظم الذقن (السبابة والوسطى )، كما يفتح زر القميص وكذلك ربطة العنق والحزام. يطبق المسعف تقنية C.L.F) Check Listen feel) لفحص الوظيفة التنفسية، وذلك بأن يضع أذنه فوق فم وأنف المصاب وهو ينظر إلى حركة الصدر والبطن. يلاحظ المسعف حركة الجزء الأعلى من البطن وحركة الصدر. يسمع إذا كان الهواء يدخل ويخرج مع كل حركة تنفسية. يشعر بسخونة هواء الزفير الخارج من الغريق واصطدامه بوجه المسعف. تفحص الوظيفة التنفسية ما بين 5 10 ثواني. وفي حالة ما إذا كان المكان الموجود فيه المصاب مظلماً، يضع المسعف يده على صدر المصاب عند تطبيق C.L.F . أما عند الرضيع فيتم أولاً تحرير المسالك التنفسية، وذلك بوضع منشفة أو ضمادات بين كتفي الرضيع، وذلك لأن كتلة الرأس عند الرضيع كبيرة ، فلا يمكن إمالته للخلف وتركه، حيث يعود مباشرة إلى وضعه الأولي، ثم تطبق تقنية C.L.F . ممرض مختص في التخدير والانعاش