احتضن المركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء، مؤخرا، العرض ماقبل الأول لمسرحية «باب الوزير»، والخاص لرجال الإعلام والنقاد والمتتبعين والمهتمين بالشأن المسرحي الوطني.. إبداع مسرحي جديد للفرقة العائدة من جديد «مسرح الحي »، منتوج درامي من تأليف الزميل الصحافي والشاعر منير باهي الشاعر.. ومن إخراج الفنان ادريس الروخ، الذي له بصمات جيدة واضحة من خلال إشرافه إخراجا، على العديد الاعمال الدرامية، ومراكمته لتجربة واسعة في مجال التمثيل التلفزيوني والسينمائي وطنيا ودوليا، وأثثته، تشخيصا وأداء، مجموعة من الوجوه الجديدة المتميزة، منها من تألق في برنامج «كوميديا»، ومنها من تخرج من المعهد العالي للتنشيط الثقافي المسرحي، كالممثلة نرجس الحلاق التي لفتت إليها الانظار في هذا العمل المسرحي، من خلال أدائها الرائع لشخصية الكاتبة الخاصة للوزير، إذ برهنت عن حضور بارع، أقنعت فيه الكثيرين عن أنها قادرة على تقمص عدة شخصيات، بمهارة واحترافية، الى جانب أحمد شركي المتألق، والزبير عميميو ابن الحي المحمديو الذي سجل حضورا قويا في الكثير من الأعمال، وعبد الرحيم الغزواني، وعبد الحق صلاح، والمهدي فلان، وحسن فلان منتج العمل، والذي سعى من خلال «باب الوزير» إلى مواصلة المشوار الفني لفرقة «مسرح الحي - بالفكرة و الإطار» ،المليء بالاعمال المسرحية الناجحة ك«حسي مسي»، «شرح ملح»،«حب وتبن»، و«العقل والسبورة»، رفقة أسماء انضمت لمسرح الحي خلال السنوات الماضية وبرزت على الساحة الفنية وتمكنت من تحقيق مبتغاها، وأصبحت من نجو م الدراما الوطنية كعبد الخالق فهيد، محمد الخياري، جواد السايح، ابراهيم خاي، بعدما احتكت بأسماء وازنة كالممثل والمخرج عاجل عبد الاله، والفنان نور الدين بكر.. كما سعي، ويسعى فولان حسن، أيضا، إلى تأكيد قوة «مسرح الحي» من جديد رفقة المخرج ادريس الروخ، الذي عاش معه الجمهور، الذي تابع العرض ليلة الخميس الماضي 14 مارس على خشبة مسرح المركب الثقافي مولاي رشيد لوحات فنية، تمثلت في جرد المشاكل الاجتماعية والإدارية ..التي يعاني منها شريحة / شرائح من المواطنين المغاربة وتجسيدها في قالب / قوالب فنية ممتعة من خلال حكاية ثلاثة أشخاص من فاقدي البصر، أي مكفوفين، الذين يحلمون بلقاء السيد الوزير لطرح مشاكلهم وقضاياهم.. أشخاص يتواجدون بقاعة الانتظار، أمام مكتبه، وبجانب المكتب الكاتبة الخاصة، التي تحاورهم بواسطة سائق الوزير، الذي لعب شخصيته الفنان حسن فولان، الذي تمكن من تقمص هذه الشخصية بمهارة عالية، راكمها تجاربها عبر مشاركاته في أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، وكذا من خلال إشرافه على إدارة العلاقات العامة ل«مسرح الحي» وشركة إنتاج سمعي بصري.. «باب الوزير» كانت فرصة للجمهور ليلة الخميس للتعرف على صور ونماذج بشرية حية ومشاكل عديدة تعيشها مجموعة من الشرائح الاجتماعية، بقالب هزلي وكوميدي.. صور ونماذج تمكنت من بعث رسائل عديدة لمن يهمهم الشأن.. نجح في إبرازها المخرج ادريس الروخ في شكل مسرحي إبداعي راق وممتع لم يظهر فيه أثر للسيد الوزير، وإنما تقمص «دوره - مهامه» كاتبته الخاصة بالاتفاق مع سائقه ، وتبين للحضور أن طلب المكفوفين الثلاثة، هو طلب واحد، وسعي واحد، وأمنية واحدة ، وهو البحث عن العيش الكريم.. مطلب العديد من المواطنين المغاربة، الحاصلين على شواهد عليا، وينتمون إلى مختلف الشرائح الاجتماعية...