خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية بداخل القاعدة الجوية ببنسليمان    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الدرويش الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي .. ندافع عن جامعة ديمقراطية حداثية قادرة على صنع النخب

«كلما وقفت أمامكم السيدات والسادة الكرام لأتناول الكلمة باسم النقابة للتعليم العالي, إلا وانتابني إحساس بأني بالفعل أعزكم وأقدركم  وأتأكد يوماً عن يوم بأني إذا ما طرحت أي ملف من ملفات السيدات والسادة الأساتذة الباحثين على المسؤولين منكم إلا واجتهدوا في حلها وإنصاف أصحابها, فلكم مني باسمي وباسمهم جميعاً الشكر الجزيل والتقدير الكبير، وبذلك أكون أشرف بالتحدث باسم إطار وطني مناضل اسمه النقابة الوطنية للتعليم العالي, هذا الإطار الذي أسسه ثلة من الأساتذة الباحثين المخلصين للوطن المدافعين عن قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، أساتذة باحثون التأموا خلال أيام ربيع 1960 فتذاكروا وتناقشوا وحللوا وقرروا تأسيس إطار يجمع السيدات والسادة الأساتذة الباحثين رغم أن عددهم آنذاك لم يكن يتجاوز الخمسين .وبتأسيسهم لهذا الإطار قلب الاتحاد المغربي للشغل, كانوا يدشنون لحياة منظمة نقابية استطاعت أن تعيش خمسين سنة وتفتح آفاق الخمسينية المقبلة، وفي سنة 1979 بمدينة فاس قرر الأساتذة الباحثون باستشارة جماعية أن ينفصلوا عن الاتحاد المغربي للشغل وتظل النقابة الوطنية للتعليم العالي نقابة لكل الأساتذة الباحثين مستقلة عن كل المركزيات النقابية وعن الفعل الحزبي الضيق وبذلك اتسعت رقعة هذا الإطار وازداد عدد الأساتذة به حتى صرنا اليوم ما يقارب 11000 أستاذ باحث ب 27 مدينة جامعية و15 جامعة و155 مؤسسة للتعليم العالي ومراكز البحث. واليوم ونحن نفتتح المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي والذي ينعقد أيام 15- 16-17 مارس 2013 تحت شعار : «من أجل تعليم عالٍ جيد، عمومي، ديمقراطي، موحَّد»نكون قد دخلنا الطريق السيار لجعل هذا الإطار النقابي المناضل إطاراً يستمر ويتسع للجميع على الاختلاف والاتفاق، إطار ديمقراطي مسؤول منخرط في الدينامية المجتمعية بكل مستوياتها، مساهم من خلال الأساتذة الباحثين في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والتكنولوجية وحتى السياسية منها، وقد أكدت النقابة الوطنية للتعليم العالي خلال هاته المرحلة أنها نقابة عالمة، دبلوماسية مناضلة، اجتماعية قادرة على التفكير وحين تفكر، تبرمج، وحين تبرمج تنفذ وحين تنفذ تقيم، منخرطة في كل المبادرات الوطنية والدولية من أجل المجتمع الديمقراطي الحداثي المتطور ومن أجل حياة إنسانية يسودها السلم والتعايش والحرية.
إننا بتنظيمنا لمحطة المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي نكون قد انخرطنا في لحظة تنظيمية بامتياز، قد تتغير فيها الأجهزة الوطنية كلياً أو جزئياً, لكننا مقتنعون كذلك بأن النقابة الوطنية للتعليم العالي مستمرة في الدفاع عن قضايا الأساتذة الباحثين وعن منظومة التعليم العالي، مستمرة في إشعاعها الوطني والدولي، مستمرة في النضال من أجل حل كل القضايا المطروحة اليوم وغداً، وهذا طبيعة الإطارات النقابية.
لقد اشتغلت الأجهزة الوطنية خلال مرحلة ناهزت الأربع سنوات من أبريل 2009 إلى مارس 2013 وخلال هاته المرحلة التي لم تكن سهلة في كل المستويات اعتمدنا مقاربات في علاقاتنا بين الأساتذة الباحثين وبينهم وبين القطاع الوصي والجامعات ومؤسسات التعليم العالي وبيننا جميعاُ وبين منظمات وطنية ودولية ويمكن اختصار طريقة اشتغالنا باعتمادها أربع مقاربات :
* المقاربة التنظيمية والتواصلية؛
* المقاربة النضالية والمطلبية؛
* المقاربة العالمة والإشعاعية؛
* المقاربة الدبلوماسية وطنياً ودولياً.
واليوم ونحن نفتتح مؤتمرنا العاشر هذا, نستحضر جميعاً لحظة تأسيس هذا الإطار النضالي الوطني, بل ونستحضر كل مناضلاته ومناضليه اسماً اسماً ورمزية هذا الاستحضار نتذكر عبرها الكتاب العامين السابقين :
- المرحوم عبد المالك جسوس
- المرحوم عبد الرحمان القادري
- الأستاذ عبد الواحد الراضي
- الأستاذ عبد المالك الجداوي
- الأستاذ مصطفى الشابي
- الأستاذ عبد الرزاق الدواي
- الأستاذ الحنبالي العايدي
- الأستاذ عبد القادر باينة
- الأستاذ إدريس العراقي
- الأستاذ حفيظ بوطالب جوطي
- الأستاذ عبد الحق منطرش
- الأستاذ البشير بنجيلالي
- الأستاذ حسن السعرب
- الأستاذة فوزية كديرة
نعقد مؤتمرنا هذا ونحن نترحم على مناضلين أساتذة باحثين اشتغلنا معهم جنباً إلى جنب في النضال اليومي وفي المختبرات العلمية وفي العمليات التربوية والبيداغوجية, ومن الواجب علينا أن نظل نتذكرهم وندعو لهم بالرحمة, فلن تنسى النقابة الوطنية للتعليم العالي الأساتذة محمد نجيب الورياغلي ومصطفى زوين ومحمد السفياوي والمرحوم محمد عاشور والمرحوم مصطفى الزاوي، المرحوم التهامي الخياري وآخرين لا يتسع المجال لذكر أسمائهم، وأساتذة باحثين فارقونا إلى دار البقاء من مدن جامعية مختلفة رحمة الله عليهم جميعاً، وتستمر الحياة فنقول، إن للتعليم العالي والبحث العلمي أدواراً متعددة في المجتمع في مقدمتها إعداد وتكوين وتأطير النخب المجتمعية والمساهمة في التنمية البشرية بكل مستوياتها وفي تطوير المجتمع ولإيجاد وسائل رقيه, بل إن هاته المنظومة هي الموكول لها في كل دول العالم بريادة قاطرة التنمية والاستثمار فيها, استثمار في المستقبل وقد أخطأت الحكومات السابقة حين لم تول اهتماماً بهذا القطاع, معتبرة إياه قطاعاً ثانوياً والتاريخ أثبت ذلك، إن أي تطور اقتصادي وتكنولوجي وأي أوراش دولية في كل المستويات يعد التعليم العالي أحد مفاتيحه, لذا وجب الاهتمام به والاستثمار فيه وإيلاء العناية الخاصة لمكوناته الثلاثة الطالب والأستاذ والموظف.
ونحن نؤكد على هذا الأمر ونصرح به, فإنما ندافع من خلال ذلك عن الجامعة الوطنية الديمقراطية الحداثية المنفتحة والقادرة على صناعة النخب وخلق مجالات للإبداع وتركيزها قوة اقتراحية منخرطة في مجتمع المعرفة بكل شروطه، إن المغرب كباقي دول العالم يعين أحداثاً متسارعة وتحولات مجتمعية عميقة تمس كل المجالات الفردية والجماعية والمؤسسات بفعل تأشيرات خارجية وتفاعلات مجتمعية داخلية أحياًنا أخرى وهما معاً في غالبية الأحيان. لذا واستعداداً للمستقبل وجب أن يكون للتعليم العالي والبحث العلمي الدور الأساس والرحى المحورية التي تحكم آليات التطور والنهوض المجتمعي في كل المجالات وبذلك نكون نساهم في بناء مجتمع دمقراطي حداثي متطور بحكامة جيدة وفكر تقدمي متنور يضمن حرية التعبير الفردي والجماعي يقبل الاختلاف ويجتمع حوله على اتفاق واختلاف، فكر منفتح غير متعصب لهذا الطرح أو ذاك وهذا من الأدوار الأساس للجامعة المغربية.
لقد شهدت المرحلة التي تحملنا فيها مسؤولية إدارة وتدبير الحياة النقابية في الفترة الممتدة من أبريل 2009 إلى مارس 2013 حركية ودينامية خاصة في المجتمع المغربي وعلى رأسها الحركات الجماهيرية المعبرة عن رغبة وتطلعات الشعب المغربي في التغيير، وفتح نقاش وطني حول الإصلاحات السياسية والدستورية. ولقد كان النقاش الوطني حول الجهوية سنة 2010 مناسبة لأن تفكر نقابتنا في الإعداد لتصور الأساتذة الباحثين لنوع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي الذي يلائم الجهوية كما تم اقتراحها جهوية يكون للتعليم العالي والبحث العلمي دور الريادة في التطور الاقتصادي والمعرفي والبيئي والبشري.
كما أن هاته المرحلة سجلت تفاعلات بين مختلف القوى المغربية اتفاقاً واختلافاً، قبولاً ورفضاً وقد حصل ذلك في زمن أطلق عليه « الربيع العربي» إذ عرفت بلادنا يوم 20 فبراير 2011 بداية سلسلة تظاهرات في جميع أنحاء المغرب تعبيرا عن الرغبة الشعبية في التغيير، وكان لنقابتنا موقف واضح تجاه هذه الحركات الشعبية، التي يمكن اعتبارها استمرارا للنقاش الوطني حول التقطيع الترابي والجهوية وتطبيق توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة في مجال الحقوق المدنية والسياسية لكافة أبناء الشعب المغربي, وقد فتح نقاش وطني حول الورقة الدستورية، وساهمت نقابتنا في النقاشات الوطنية ,سواء قبل أو بعد تقديم المشروع، وجاءت مواقفنا متناغمة مع تطلعات الشعب المغربي في تبني دستور جديد في أغلب مؤسساته، وفي هذا السياق نظمت نقابتنا يوم 20 أبريل2011، ندوة حول موضوع : «في الحاجة إلى دستور مغرب القرن 21: المراجعة الدستورية بين نظر الأكاديمي وواقع السياسي»، يوم دراسي شارك فيه العديد من الأساتذة إلى جانب قيادات جل الأحزاب السياسية الوطنية.
وفي خضم النقاش الوطني حول الإصلاحات السياسية والدستورية عرفت بلادنا يوم 28 أبريل اعتداء إرهابيا في ساحة جامع الفنا بمراكش، وعبرنا في حينه عن إدانتنا لهذا العمل الأثيم، وتضامنا مع الشعب المغرب ومع عائلة الشهداء والضحايا الذين سقطوا في هذا الاعتداء.
كما عملت نقابتنا على تأسيس باتفاق تام مع نقابات التعليم العالي (المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي بالجزائر، الجامعة العامة للتعليم العالي بتونس، النقابة الوطنية للتعليم بموريتانيا، النقابة العامة لأعضاء هيئة التدريس الجامعي بليبيا) وبعد التشاور تم الإعلان عن تأسيس اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي يوم 4 يونيو 2010 بالرباط بحضور مسؤولي كل نقابات الدول الخمس التي أجمعت على أن يرأس المغرب في شخص الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي هذا الاتحاد وأن يكون مقره الدائم بالرباط. اتحاد يضم أكثر من 80000 أستاذ باحث ومليوني طالب وآلاف الموظفين، اتحاد نريد أن يساهم في كسر الحدود الوهمية المفروضة على شعوبنا قهراً وتنفيذاً لسياسات نعلمها حيناً ونجهلها أحياناً آخرى، وحتى نتمكن من القيام بهاته الأدوار, نرجو من الفاعل الحكومي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي دعم هذا الاتحاد مادياً ومعنوياً، اتحاد لنقابات التعليم العالي بالمغرب العربي الكبير, انتصارا لقضايا الديمقراطية وتضامنا مع انتفاضة الشعبين التونسي والليبي وتضامنا مع مطالب الإصلاح في كافة دول المغرب الكبير من أجل الحرية والكرامة ووحدة الدول، وفي هذا السياق احتضنت بلادنا اجتماعات متعددة للمكتب التنفيذي للاتحاد.
ومنذ انعقاد مؤتمرنا التاسع إلى اليوم لم نفوت أي فرصة للدفاع عن وحدتنا الترابية انطلاقا من المبادئ المسطرة في بياننا العام للمؤتمر التاسع للنقابة الوطنية للتعليم العالي. كما ساهمت نقابتنا على المستوى الوطني في كل التظاهرات العلمية والسياسية والنقابية التي تهم الشأن الوطني، فنظمت العديد من الندوات الخاصة بمنظومة التربية والتكوين، والفكر الفلسفي عند المرحوم عابد الجابري, مساهمة من أساتذة التعليم العالي في طرح إشكالات التعليم العالي ووضع تصور للحلول، كما هو الحال بالنسبة للندوة التي نظمت بالرباط في شهر يناير 2013.
إن هذه المحطات جميعها تبرز مدى انخراط نقابتنا في قضايا الشعب المغربي, إن على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو المعرفي، وانتصارا لكل قضايا الفئات والشرائح المجتمعية التي نتقاسم معها الكثير.
والنقابة الوطنية للتعليم العالي وهي تتابع عبر كل أجهزتها المحلية والجهوية والوطنية النقاش العمومي الذي يدور بكل مسؤولية ووعي عبر نقاشات الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين والجمعويين وغيرهم لكل ما يرتبط بمستلزمات دستور مغرب القرن 21، مغرب الحداثة والدمقراطية والتطور المعرفي والأكاديمي والعدالة الاجتماعية, تجدد دعوتها إلى السيد رئيس الحكومة وأعضائها والفاعلين السياسيين والاجتماعيين إلى استعمال العقل والمنطق في تدبير كل قضايا الوطن من أجل المغرب المستقر المتطور الذي ينعم فيه مواطنوه بالحرية الفردية والجماعية وبالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والكرامة، المغرب الذي يرقى إلى مصاف الدول الدمقراطية في العالم، المتقدمة، المتطورة، المحترمة فيها حقوق الإنسان بكل أبعادها، المتوفرة فيها العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وتكافؤ الفرص ومحاربة الإقصاء والتهميش وغيرها...
وفي هذا الإطار، فإن النقابة الوطنية للتعليم العالي منذ تأسيسها في مايو 1960 إلى اليوم, أي منذ أكثر من خمسين سنة وهي - عبر أجهزتها الوطنية والجهوية والمحلية ومن خلال كل أساتذتها الباحثين - حريصة على مواكبة الأوراش الإصلاحية بالبلاد وملتزمة بالدفاع عن مصالحه العليا, سواء تعلق الأمر بالقضايا الوطنية أم بالقضايا القومية العربية أم بالقضايا الدولية كما استمرت منذ البداية إلى اليوم تدافع عن التعليم العالي والبحث العلمي والأوضاع المعنوية والمادية للأساتذة الباحثين، وتستمر تفعل ذلك، وانخراطاً في رسالتها ووظيفتها فإننا ندعو كل المسؤولين إلى التفكير بجدية ومسؤولية في كيفية جعل التعليم العالي والبحث العلمي بمغرب القرن 21 قاطرة حقيقية وفعلية للتنمية البشرية بكل أبعادها الاقتصادية والحقوقية والمعرفية والسياسية والاجتماعية؛ تنمية يكون فيها الإنسان المغربي محور كل اشتغال وتفكير ومبادرة ومدخل كل ذلك هو التعليم العالي.
وقبل الختام, أود باسم كل أعضاء المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي, أن أوجه الشكر الخاص المشفوع بكل تقدير واحترام إلى السيدات والسادة رئيس الحكومة الأستاذ عبد الإله بنكيران والسادة الوزراء وفي مقدمتهم الأستاذ لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ورؤساء وأمناء الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية والنقابات القطاعية وهيآت المجتمع المدني الحقوقية والنسائية والتربوية على حضورهم ومساهماتهم، اتفاقاً واختلافاً، وقبلهم وبعدهم السيدات والسادة الأساتذة الباحثين الذين لبوا دعوة النقابة الوطنية للتعليم العالي حضوراً ومساهمة في أشغال المؤتمر الوطني العاشر وأحييكم بالمناسبة على الجو الديمقراطي العالي الذي مرت فيه انتخابات المؤتمرين وعلى التعبئة والدينامية المتجددة لذلك، كما لا يفوتني أن أوجه الشكر للسيد رئيس جامعة محمد الخامس أكدال الدكتور وائل بنجلون والسيد رئيس جامعة ابن طفيل الدكتور عبد الرحمن طنكول، والسيد رئيس جامعة الحسن الثاني الدكتور سعد الشريف دوزان والسيد رئيس جامعة الحسن الثاني عين الشق الدكتور خالد جعفر الناصري والسيد رئيس جامعة ابن زهر الدكتور عمر حلي والسيد رئيس جامعة القاضي عياض الدكتور عبد اللطيف الميراي والسيد رئيس جامعة الحسن الأول الدكتور أحمد نجم الدين والسيد رئيس جامعة عبد المالك السعدي الدكتور حذيفة أمزيان والسيد رئيس جامعة محمد الخامس السويسي السيد رضوان لمرابط والسيد سعيد أمزازي عميد كلية العلوم السيد مدير المدرسة العليا للأساتذة الدكتور حسن جزيري والسيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط الدكتور عبد الرحيم بنحادة وموظفة ومداوم المقر الوطني للنقابة، على نضاليتهم واستجابتهم الدائمة بدعمهم المادي ومساعداتهم وتوفير كل الشروط الكفيلة بإنجاح عملنا النضالي خلال هاته المرحلة التي نتوجها بافتتاح هذا المؤتمر.
وشكرنا موصول لكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة على متابعتها للأشغال وإذاعتها للخبر وحضورها.
والتحية والاحترام لكل الحاضرين بدءاً وختاماً.»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.