لم تسع قاعة بلدية الحاجب لاستقبال حشود المواطنات والمواطنين الذين لبوا نداء الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية خلال يوم 9 مارس 2013 قصد تكريم بعض الوجود النسائية التي طبعت الحياة اليومية في مدينة الحاجب ، وهو الحفل الفني الذي امتد طيلة 3 ساعات ونصف, اختلطت خلالها الكلمة الشعرية بالزجل الشعبي والنغمة الموسيقية المتزنة والملتزمة ، أجواء لم تعهدها المدينة منذ زمان، حيث كان الإرتياح عاما وشاملا لكل الوجوه من مختلف الأعمار ، مباشرة بعد ترديد الجمهور الحاضر لنشيد الحزب الذي عاد لينبش في ذكريات النضال من خلال استعراض القاعة لصور رجالات ورموز الحزب التي أرخت لجزء هام من نضالات الشعب المغربي ، من المهدي بن بركة ، إلى عمر بن جلون ، ومن عبد الرحيم بوعبيد إلى كرينة وسعيدة المنبهي, حيث تعالت الصيحات والزغاريد رابطة الماضي بالحاضر في عرس جماهيري رائع ، تليت فقرة من بيان المكتب السياسي خاصة تلك المتعلقة بقضية المرأة ومطلب تحقيق المناصفة ، لتفتتح نغمات من العود المغربي الأصيل أولى فقرات المهرجان بوصلات من توقيع الفنان أوبا عبد الله رفقة ابنه الشاب خريج المعهد الموسيقي لمدينة مكناس ، وكان من الضروري أن تكون الكلمة الشعرية فارضة لإيقاعها على الحفلة من خلال قصائد شعرية أبهرت السامع لوقعها العميق في نفوس كل الأمهات اللواتي تجاوبن بحس مرهف مع القصيدة العاطفية للشاعر الشاب والحائز على لقب العديد من المسابقات الحسين نكور ، ثم الشاب الموهوب عاطف يشو ، ثم عثمان ، ليختتم الغوص في غمار الكلمة الموزونة رضوان طارق الذي قدم باقة من الورد في حق الوردة كرمز لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية وكذا الوردة الزاهرة أمه المحتفى بها حليمة رفقة زميلتها في الكفاح من أجل العيش رحمة ، كما كان أحفاد الغيوان حاضرين بقوة من خلال الموجات الصوتية الرائعة للمجموعة التي حلت خصيصا لمدينة الحاجب لمشاركة الإتحاد الإشتراكي وكل الأمهات الحاجبيات فرحتهن في يوم عيدهن ، وكان أوزهرة مطرب الراب الذي تفتخر بأغانيه ساكنة الحاجب حاضرا أيضا من خلال كشكول متنوع لأغانيه المميزة. الإتحاد الإشتراكي يختار أمهات من عيار ثقيل لتكريمهن في يوم 8 مارس. حليمة ، تلك المرأة الصبورة والبسيطة التي اعتاد سكان مدينة الحاجب على مشاهدتها فقط خلف أكوام «الربيع» او ما يعرف لذا العامة ب « القزبور والمعدنوس والنعناع « ، فتحت أحضانها من خلال شريط أعده ابنها رضوان فغاص بالحضور في مسار حياة بأكملها، مسار اختزلته صور معبرة عن محطات رئيسية في حياة الأم التي شمرت مبكرا عن سواعدها لتعيل أسرة بأكملها ، وتمكن الجميع من حياة كريمة ، مؤكدة من خلال نتائجها للجميع بكون العزيمة والقناعة ونكران الذات هي المفاتيح الرئيسة للنجاح ، وهو بالفعل ما تحقق بعدما أصبحت أما يضرب بها المثل في مدينة الحاجب, بعدما تمكنت من تكوين جيل صالح سرعان ما أصبحت له كلمته داخل المجتمع ، عكس ذلك لم تتمكن رحمة العرايشي المرأة الثانية المحتفى بها أن تتدوق لذة السعادة بعدما اختطفت الأقدار وبفعل اللامبالاة والإهمال لفاسدين ابنها الوحيد الذي تم الرمي به في مستشفى محمد الخامس بعد حادثة شغل لم يعترف بها ،لم تنس المسكينة كل تلك اللحظات المريرة ، ولم تعتقد في يوم من الأيام أن شخصا أو هيئة تفكر فيها وفي مأساتها ، مما جعل وقع مفاجأتها باختيار الأتحاد الإشتراكي لتكريمها كالصدمة التي أرجعت لها كينونتها ، وأحسستها بدفء المجتمع ولو مرة في حياتها ، لم تتحكم في دموعها التي باغتتها وهي تكرم من لدن مناضلي الإتحاد الإشتراكي على منصة لا توجد في قاموسها اليومي ، كلها أجواء حولت قاعة البلدية إلى عرس غير مسبوق .