من المنتظر أن يمثل يومه الإثنين 18 مارس أمام غرفة الجنح الإبتدائية، ستة معتقلين من أجل جنح« العصيان والتجمهر في الطريق العام وعرقلة حرية العمل وإهانة القوات العمومية والضرب والجرح». وجاء اعتقال الستة متظاهرين ، أربعة منهم خلال يوم التظاهر و إثنان يوم الخميس الماضي ، بناء على تعليمات النيابة العامة جراء الأحداث المأساوية التي تم تدوينها بكاميرا رقمية متطورة في شريط تم تقديمه كحجة الى القضاء لما عرفه اعتصام أزيد من 300 مواطن ينتمون الى دواوير القراقشة والسراحنة المحاذية للمركب الكيماوي التابع للمجمع الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، من أجل المطالبة بالشغل على اعتبار أنهم أكبر المتضررين بالمنطقة، مصرين على أن اعتصامهم سيستمر الى غاية تحقيق مطالبهم خاصة الشغل ومحاربة التلوث، مضيفين أن المجمع الشريف للفوسفاط سلب أراضيهم بأبخس الأثمان من أجل إنشاء مركباته التي تدر عليه ملايين الدولارات دون الإلتفات الى السكان الذين انتزعت منهم أراضيهم بدراهم معدودة ويعمل على طرد ماتبقى منهم تحت ذريعة المنفعة العامة. وكانت تظاهرة الإثنين الماضي قد عرفت مناوشات بين قوات الأمن والمعتصمين جراء إغلاقهم لكل المنافذ التي تؤدي الى المركب الكيماوي، حيث أدى ذلك الى تدخل قوات الأمن بعد رشقهم بالحجارة من طرف المعتصمين أصيب على إثره 5 دركيين و 4 أفراد من القوات المساعدة الى المركز الإستشفائي محمد الخامس بالجديدة لتلقي العلاج جراء إصابتهم بجروج متفاوتة الخطورة ، وقد جاء تدخل القوات العمومية لوقف مسيرة احتجاجية، أغلقت الباب الرئيسي لمعمل الفوسفاط بالجرف الأصفر، وكانت تتجه لاقتحامه بالقوة. وكان دركيان من بين الأربعة قد أصيبا بكسور جراء الإعتداء الذي تعرضا إليه، بالإضافة إلى إصابة قاصر يبلغ من العمر 14 سنة من أبناء منطقة الجرف الأصفر بحجر طائش ، حيث تم نقله هو الآخر الى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لتلقي العلاج.كما أصيب القائد الجهوي للدرك بحجر طائش. وكان من ضمن المحتجين الذين كان عددهم يتجاوز ال 300 مواطن ومواطنة ، خريجو برنامج «ocp skills» بالإضافة إلى بعض شباب المنطقة الذين كانوا يطالبون بإدماجهم المباشر في المكتب الشريف للفوسفاط . الى ذلك احتضن مقر عمالة الجديدة نهاية الأسبوع الماضي، اجتماعا عاجلا ضم كلا من مدير القطب الكيماوي بالجرف الأصفر مصطفى الوافي وعامل الإقليم معاد الجامعي وقائد مولاي عبد الله أمغار والكولونيل قائد السرية الجهوية من أجل احتواء الأزمة، إلا أن مصادر أكدت أن ممثل المجمع الشريف أكد أنه لايتوفر على إمكانية التشغيل ولاوجود لمناصب شغل لديه في الوقت الراهن.