في سياق استثنائي إقليميا ودوليا، طغى عليه ما تعرفه دول الجنوب من حراك شعبي، مازالت الانتكاسات الرجعية والمحافظة تهدد مشروعه الديمقراطي، كما طغى عليه ما تعرفه دول الشمال من أزمة مالية واقتصادية ، صارت انعكاساتها السلبية تتهدد مشاريع السلم والأمن والديمقراطية في العالم. في هذا السياق، عقد منبر الشبكة الأورومتوسطية للمنظمات غير الحكومية ، جمعه العام بالعاصمة الأردنية عمان . وهو المنبر الذي كان للمغرب شرف رئاسته منذ 2007 في شخص الراشدي عبد المقصود الذي استطاع ، إلى جانب فريق عمل من الفاعلين والخبراء ، أن يجنب المنبر العديد من الهزات التي كانت تستهدف كيانه ووجوده ، كمنظمة أصبح لها وقع وكلمة في ما تعرفه المنطقة من تحولات. ولذلك تمت المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمادي، بعد إخضاعهما لمناقشة صريحة ومسؤولة. ثم انتقل الجمع العام بعد ذلك إلى تجديد هياكله التنظيمية لتأتي تشكيلة المجلس الإداري على الشكل التالي : مجدي عبد الحميد بلال/ مصر زياد عبد الصمد /لبنان جورج أبي صالح /لبنان سهى برغوتي /فلسطين عبد الحميد البجوقي/ اسبانيا رولان بيا/فرنسا حميد لمريسي / المغرب ردحية بنحاج زكري /تونس تيريزا يوكسيا /ايطاليا جيراردا فونتورا/ ايطاليا كاترينا أرسيد ياكونو/ايطاليا جيوفانا تنزاريلا/فرنسا. وقد تم انتخاب زياد عبد الصمد من لبنان رئيسا، وعبد الحميد البجوقي من اسبانيا أمينا للمال. ويمثل المغرب في المجلس الإداري للمنبر حميد لمريسي ، الذي صرح لنا مباشرة بعد انتهاء الجمع العام، بأن المسؤولية جسيمة والتحديات كبيرة ، خاصة وأن العالم، وخصوصا المنطقة الأورومتوسطية ، تعرف تحولات متسارعة وعميقة مست البنيات والذهنيات ليس على المستوى الفردي فقط ، ولكن على المستوى المجتمعي أيضا ، فالربيع العربي والديمقراطي يضيف لمريسي قد ساهم في خلق وعي جديد لدى شعوب جنوب المتوسط، والذي وجبت مواكبته بالانكباب على الموضوعات الموضوعاتية، كالشباب والمرأة والسلم والمواطنة والديمقراطية .. كما أن ما تتعرض له البيئة من استغلال فاحش وما تعرفه دول الشمال من أزمة مالية خانقة ، يستوجب النضال من أجل تكوين الاهتمام لدى المسؤولين الحكوميين ، والفاعلين الاقتصاديين بموضوعات الاقتصاد الأخضر ، والاقتصاد المتضامن والتنمية المستدامة، وأيضا باعتماد الديمقراطية كهدف ووسيلة لضمان المشاركة المواطنة لكل أبناء بلدان المنطقة، وتجنيب المشروع الديمقراطي كل ما يستهدفه من فشل وإفشال . وعن أثر المشاركة المغربية في المنبر ، يقول لمريسي ، إن المغرب يحظى بمكانة متميزة في منبر الشبكة الأورومتوسطية للمنظمات غير الحكومية، فهو عضو مؤسس وفاعل، ما جعل الرئاسة الثانية للمنبر، تؤول إليه في شخص عبد المقصود الرشيدي الذي لعب دورا مهما ، ليجعل من المنبر رقما في معادلة أي حوار أورومتوسطي . وهي المكانة التي يعتبر الحفاظ عليها رهانا ثالثا لنا .. وأننا يضيف لمريسي قادرون على تخطيها بنجاح ، نظرا للاحترام الذي يحظى به الحضور المغربي، وخاصة لدى حلفائنا الإسبان والفرنسيين بالمنبر فضلا عن أخواتنا وإخواننا المغاربيين ، حيث أطلقنا مبادرة تكوين شبكة لمنظمات المجتمع المدني ، بالأقطار المغاربية .. وسيعلن عن تأسيسها في القادم من الأيام يختم لمريسي حديثه لجريدة الاتحاد الاشتراكي .